قبل اثني عشر عاماً قام تسعة عشر رجلاً تدربوا جيداً على أيدي تنظيم القاعدة بهجوم إرهابي مُنسّق على الولاياتالمتحدةالأمريكية، المهاجمون اختطفوا في وقت واحد أربع طائرات ركاب كبيرة بقصد صدمها بالمعالم الرئيسية في واشنطنونيويورك، والأهداف تمثلت في برجي مركز التجارة العالمي ومقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، وإيقاع أكبر قدر من الموت والدمار والخراب في البلاد.. ثلاثة من الطائرات ضربوا أهدافها وتحطمت الرابعة في حقل بولاية بنسلفانيا، وهذه الأفعال المتعمدة من القتل الجماعي أودت بحياة ما يقرب من ثلاثة آلاف من البشر من 57 بلداً حول العالم.. وتظل الدعاية الزائفة هي ديمقراطية الدولة الشمولية بعد أن أظهرت التقارير مابعد هدوء الأوضاع خداع أمريكا العالم منذ 12 عاماً وترويج الأكاذيب حول الرواية الرسمية لتفجيرات 11 سبيتمبر 2001 عندما تم مهاجمة برجي التجارة العالمي، والتي على أثرها خاضت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش حربها ضد أفغانستان لملاحقة تنظيم القاعدة الإرهابي، وتلاها العراق بدعوى وجود أسلحة دمار شامل. تم التخطيط لغزو العراق وأفغانستان في عام 1992 في عهد إدارة بوش الأب، من قبل ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي السابق بوش الأب، ودونالد وزير الدفاع الأسبق وغيرهم، لكن لم تكن هناك دوافع حقيقية لتبرير هذا الغزو في حينه، لكن مع صعود جورج بوش الابن أراد تنفيذ مخطط أبيه وحلمه القديم، حيث كانت هجمات 11 سبتمبر فرصة حقيقية لتفعيل وإحياء المخطط القديم، وهذا الحدث من شأنه أن يبرر هذه الغزوات.. وكانت الخطة قصف بعض المدن الأمريكية وخطف طائرات أمريكية وإلقاء اللوم على الإرهاب الإسلامي في بعض الدول من أجل تبرير الغزو.. في الأيام التي سبقت هجمات سبتمبر، تم بيع عدد قياسي من الأسهم في بورصات أمريكا، وتم سحب مليارات من الدولارات من الشركات التي من شأنها أن يطولها تدمير 11 سبتمبر، ووقتها قال جوناثان وينر المحلل الاقتصادي الأمريكي: إنه لم يشاهد مثيلا على الإطلاق في كثرة حالات التداول من مستثمري أمريكا الكبار إلى الخارج، والتي غطت العالم كله من اليابان إلى أمريكا الشمالية إلى أوروبا، قائلاً: لا شك أن أمريكا ستنهار بعد لحظات –حسب قوله - بعد ساعات قليلة من الهجمات الإرهابية على مركز التجارة العالمي والبنتاغون، خلصت إدارة بوش بدون أدلة داعمة في اتهام أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة كان المشتبه بأنهم وراء الهجمات، وحسب الروايات الأمريكية فإن هجمات 11 سبتمبر تم التخطيط لها من قبل بن لادن زعيم تنظيم القاعدة بالتعاون مع أبو وليد المصري وهو مصري الجنسية كان مساعداً لابن لادن بأفغانستان في الفترة من 1980 إلى 1990، وتصورا أنه في السنوات التي سبقت الهجمات بأن أمريكا كانت ضعيفة، وأعربا عن اعتقادهما بأن الولاياتالمتحدة أضعف بكثير مما يعتقد البعض، وكان دليلهما ما حدث في بيروت عندما أدى تفجير قاعدة المارينز عام 1983، الذي أسفر عن مقتل 241 جندياً أمريكياً من قوات المشاة البحرية، ووقتها اعتقد بن لادن ومعاونه أن أمريكا أصبحت نمر من ورق، وهذا الاعتقاد تتشكل ليس فقط من خلال خروج القوات الأمريكية من لبنان بعد تفجير ثكنات المارينز، ولكن أيضاً بسبب انسحاب القوات الأمريكية من الصومال عام 1993، عقب مقتل 18 جندياً أمريكياً في مقديشو، بالإضافة إلى الانسحاب الأمريكي من فيتنام عام 1970. كان مخطط الهجمات الرئيسية في 11 سبتمبر الشيخ خالد شيخ محمد ثالث أبرز قادة تنظيم القاعدة قبل اعتقاله في مارس 2003 وتحويله إلى سجن غوانتنامو، باكستاني الأصل وتربى في الكويت وانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين في سن ال 16 عاماً، ثم ذهب إلى الولاياتالمتحدة لحضور الكلية وحصوله على شهادة من نورث كارولينا الزراعية والتقنية في عام 1986، بعدها سافر إلى باكستان ومنها إلى أفغانستان للجهاد ضد الاتحاد السوفيتي، الذي كان قد شن غزوا ضد أفغانستان عام 1979. في عام 1996 التقى خالد شيخ محمد بزعيم التنظيم بن لادن في تورا بورا بأفغانستان، وفي ذلك الحين اقترح شيخ محمد عملية إرهابية من شأنها أن تنطوي على تدريب طيارين على الانتحار بالطائرات في بعض مباني الولاياتالمتحدة الهامة، ومنذ أن حصل على الضوء الأخضر من بن لادن وصل إلى الابتكار التكتيكي لاستخدام طائرات مخطوفة لمهاجمة أمريكا، وحصل على المال والدعم اللوجستي لتنفيذ العملية على نيويوركوواشنطن في إطار استراتيجي، ومن أجل إحداث تغيير في النظام العالمي، لكن هذه الهجمات أظهرت أن تنظيم القاعدة كان منظمة ذات نفوذ عالمي، حيث تمت المؤامرة في جميع أنحاء العالم بدايةً من عقد اجتماعات التخطيط في ماليزيا، وتدريب المنتحرين على تلقي دروس في الطيران في واشنطن، والتنسيق بين قادة المؤامرة في هامبورغ بألمانيا، وتحويلات الأموال من دبي، وتجنيد الانتحاريين من مختلف بلدان الشرق الأوسط، وكل هذه الأنشطة صبت في النهاية داخل جعبة قادة تنظيم القاعدة في أفغانستان لتحقيق الهدف المنشود. كان أربعة من الطيارين والمخططين الرئيسيين في خلية هامبورغ هدفهم قيادة العمليات في هجمات 11 سبتمبر، وكان على رأس خاطفي الطائرات محمد عطا، رمزي بن الشيبة، بعد أن أدرك بن لادن وقائده العسكري محمد عاطف أن عطا ورفاقه الجهاديين الذين تعلموا في الغرب في وضع أفضل لقيادة الهجمات على واشنطنونيويورك من الرجال الذين جندوا بالفعل، الأمر الذي دفع بن لادن إلى تعيين عطا لرئاسة العملية.. أبقى عطا وبن الشيبة على تواصل عبر البريد الإلكتروني في شكل شفرات يفهمها من يتواصل معه فقط، مثل "الفصل الدراسي الأول يبدأ في غضون ثلاثة أسابيع... تسعة عشر شهادة للتعليم الخاص وأربعة امتحانات"، وكانت الإشارة في وجود 19 خاطف والامتحانات الأربعة كانت الأهداف المحددة للهجمات، ورسالة أخرى تقول "اثنين من العصيّ وكعكة بعصا أسفل وعليك وضعهما معاً" وبعد النظر في هذه المسألة، تبين بن الشيبة أن عطا كان يقول له أن العصيّ ترمز إلى العدد 11 وكعكة بعصا أسفل إلى شهر 9، وضعه معاً فإن الهجمات ستحدث يوم 11- 9، وفي 5 سبتمبر غادر بن الشيبة ألمانيا إلى باكستان وهناك بعث رسولاً إلى أفغانستان لإبلاغ بن لادن باستعداد الجهاديين في يوم الهجوم وكيفية وقوعه. بعض التقارير الغربية تحدثت عن استحياء حول الدور الإسرائيلي في الهجمات، لكنها لا تزال متحفظة بشأن الأدلة التي تنطوي على الأجهزة السرية للدولة اليهودية، وصمت إسرائيل وقتها يوحي بأنها كانت تريد عملية كبرى لزعزعة الاستقرار العالم بعد 11 سبتمبر، لكن المخابرات الإيطالية كشفت أن تنظيم القاعدة وفق قدراته التنظيمية والتكتيكية غير قادر على مجرد التفكير في هذا العمل الكارثي، ومع ذلك فإنه قدم لأمريكا الجهاديين وضحى بهم تحت مبدأ الشهادة.. لكن الهجوم تم التخطيط له وتنفيذه وتدريب المقاتلين من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والموساد الإسرائيلي بهدف تجريم الدول العربية وإقناع القوى الغربية بأهمية وضرورة الحرب على الإرهاب وإمكانية التدخل في العراق وأفغانستان. د. آلن سابروسكي أستاذ بالأكاديمية العسكرية الأمريكية السابق قال: إن كذبة هجمات 11 سبتمبر عملية مدبرة من قبل الموساد الإسرائيلي نفذت مع شركاء داخل حكومة الولاياتالمتحدة وقتها، بهدف إظهار العالم الإسلامي وكأنهم إرهابيون لتبرير الهجوم على العراق وأفغانستان، موضحاً أن ضلوع الموساد في هذه التفجيرات أمر مؤكد؛ لأنه جهاز متهور لايرحم حتى حلفائه، وقادر على المكر والتمويه جنباً إلى جنب مع وحدات النخبة الإسرائيلية الأخرى، ولذلك قبل أن يضرب طائرة البرج الأول كان هناك خمسة إسرئيليين معتقلين يأخذون صوراً بعد خمس دقائق من وقوع الهجوم، وكأنهم كانوا متوقعين ما حدث ومنتظرين وقوعه، كما أن الإسرائيليين الخمسة الذين اعتقلوا كانوا على اتصال مع شركة نقل تسمى "المحركون الدولية الكلاسيكية"، يوجد بهم أربعة موظفين كانوا على اتصال بشكل متواصل مع الخاطفين التسعة عشر قبل وقوع الهجمات. عدد قليل من الناس يعرفون أنه في وقت سابق من الهجمات كانت الشرطة الفيدرالية الأمريكية مشغولة بمحاولة تفكيك أكبر شبكة تجسس إسرائيلية تم تحديدها في أي وقت مضى على الأراضي الأمريكية في مارس 2001، كما أن وكالة الاستخبارات أعدت تقريراً تم نشره على صفحات واشنطن بوست يسرد هذا التقرير تورط 140 شخصا إسرائيليا اعتقلوا منذ مارس 2001 تتراوح أعمارهم بين 20 و 30 عاماً، قاموا بزيارة ما لا يقل عن 36 موقع حساس في وزارة الدفاع، ومعظمهم أعضاء في جهازي الموساد وأمان (المخابرات العسكرية الإسرائيلية)، وبعد تفجيرات 11 سبتمبر وقعت المزيد من الاعتقالات ليصل إلى أكثر من مائتي شخص، وأُفرج في نهاية المطاف عن الجميع وتم حفظ التحقيقات. وفيما يخص الطائرات وسفر الطيارين، فإن التواطؤ في المطارات وشركات الطيران المشاركة في الهجمات جاءت من الرحلات التي تم إقلاعها AA11، UA175 وUA93 من مطار لوغان بولاية بوسطن ومطار نيوارك قرب نيويورك، والمطاران متعاقدان من الباطن بشركة ممولة من خلال إسرائيل ويرأسها مناحيم أتزمون أمين صندوق حزب الليكود الأسبق، ولو كان هناك تحقيقاً محايداً وشاملا لكشف الكثير من الأسرار حول كيفية سفر المجاهدين إلى أمريكا، وبالتأكيد سيؤدي إلى معرفة شركاء آخرين.. بالإضافة إلى أن أتزمون عملاق الشحن البحري الذي يستخدم أسطوله البحري أحياناً كغطاء لضباط جهاز المخابرات الإسرائيلي للسفر والتنقل حول العالم وكأنهم عمال على هذه البواخر، غادر مكتبه بمركز التجارة العالمي مع 200 موظف إسرائيلي يوم 4 سبتمبر 2001، قبل أسبوع من وقوع الهجمات. وأوضح ناعوم تشومسكي الفيلسوف الأمريكي، أنه وفقاً لشخصيات اليسار الأمريكي التي تتبنى الفكر الراديكالي فإنهم يريدون زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط مثل إسرائيل تماماً، وبطبيعة الحال فإن حرب العراق كانت على النفط وموارد الطاقة، ولم تكن أبداً حرباً لمجرد وجود أسلحة دمار شامل مخبأة داخل مخازن سلاح صدام حسين، ولذلك كانت أحداث 11 سبتمبر عاملاً رئيسياً في هذه الحرب باعتبار أن أمريكا تسير على طريق تصحيح العالم والقضاء على الإرهاب –من وجهة نظرها- ، موضحاً أن هناك علاقة عميقة بين هجمات سبتمبر والنفط العربي، ولم تكتف شركات النفط الكبرى بما يتم توريده من الحكومات العربية بل إنها شجعت أمريكا على غزو العراق حتى تتمكن من السيطرة على واحدة من أهم حقول النفط في العالم، لكن النفط لا يفسر الحرب على أفغانستان، ولا يفسر الهجوم على سوريا، لكن الإدارات الأمريكية المتعاقبة لديهم تاريخ طويل من تصنيع ذرائع كاذبة للحرب، وفي النهاية سيظل العمل الإرهابي الذي أودى بحياة الآلاف من الأشخاص حدثاً فاصلاً في تاريخ أمريكا والعالم.