يُحيي الأمريكيون، اليوم الثلاثاء، الذكرى الحادية عشرة لهجمات 11 سبتمبر 2011، الحدث الذي غير مجرى التاريخ، وأكثر اللحظات رسوخا في أذهان مشاهدي التليفزيون، خلال السنوات الماضية. مجموعة من الهجمات، في 11 سبتمبر من خلال أربع طائرات، شهدتها الولاياتالمتحدةالأمريكية، واستهدفت برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن، ومقر وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، حيث أسفرت عن سقوط 2973 قتيلا، إضافة لآلاف الجرحى والمصابين بأمراض، جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة.
وبعد ساعات من الحادث، وجهت أمريكا أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة، وزعيمها أسامة بن لادن، الذي أعلن، في تسجيل مصور تم بثه قبيل الانتخابات الأمريكية في 29 أكتوبر 2004، مسئولية تنظيم القاعدة عن الهجوم.
ووفقا لمكتب التحقيقات الفيدرالي، فإن محمد عطا السيد، هو الشخص المسئول عن ارتطام الطائرة الأولى ببناية مركز برج التجارة العالمي، كما اعتبر عطا المخطط الرئيسي للعمليات الأخرى، التي وقعت في 11 سبتمبر.
أسامة بن لادن هو الاسم الذي أرعب الأمريكان طيلة السنوات الماضية، وهو المتهم الرئيسي في الحادث، حيث إنه كان من المعتاد أن يخرج بن لادن علينا كل عام في ذكرى 11 سبتمبر، بتسجيل له موجه إلى أمريكا ليحذرها من ضربات أخرى، وكان بن لادن يقيم في جبال «تورا بورا» بأفغانستان، حتى إعلان الولاياتالمتحدةالأمريكية مقتله في 2 مايو 2011، وما زال الغموض يسيطر على ملابسات وفاته وطريقة دفنه.
وحذرت حركة طالبان، في ذكرى اعتداءات 11 سبتمبر، اليوم الثلاثاء، من أن القوات الأمريكية يمكن أن تواجه «هزيمة كاملة» في أفغانستان، وأن الأمريكيين في خطر في جميع أنحاء العالم.
بدأت الحرب في 7 أكتوبر 2001 من الجيش الأمريكي «عملية الحرية المستديمة»، والجيش البريطاني «عملية هرك»، شنت كرد فعل على هجمات 11 سبتمبر.
وكان الهدف المعلن للغزو هو إيجاد أسامة بن لادن وآخرين من مناصب رفيعة في أعضاء القاعدة، ووضعهم في محاكمة، لتدمير كل تنظيم القاعدة، وإقصاء نظام طالبان، الذي يدعم ويعطي الملاذ الآمن للقاعدة.
وبلغ عدد الجنود الأميركيين القتلى في أفغانستان نحو 2000 جندي، بعد حوالي 11 عاما من الحرب، حسب بيانات نشرها البنتاجون، وتستعد كابول لمواجهة التحديات الداخلية، بعد قرار الحلف الأطلسي الانسحاب منها عام 2014، كما خلفت الحرب حتى الآن آلاف القتلى في صفوف المدنيين الأفغان.
أسامه بن لادن ولد بن لادن، في العاصمة السعودية الرياض، في مارس عام 1957، وقاد حربين على أكبر قوتين في العالم، الاتحاد السوفيتي إبان غزوها لأفغانستان، والولاياتالمتحدةالأمريكية، ولكن تبقى حربه مع أمريكا، أكثر شراسة، لأنها استمرت بعد أحداث 11 سبتمبر، من خلال تدخل أمريكا عسكريا في أفغانستان والعراق.
وسخر أسامة ثروة والده الملياردير في دعم المجاهدين الأفغان ضد الغزو السوفيتي لأفغانستان، وهاجم رجل الأعمال السعودي الوجود الأمريكي في بلاده إبان الغزو العراقي للكويت عام 1990، فأجبر على الخروج إلى السودان، ومنها إلى أفغانستان، حيث توطدت علاقاته مع حركة طالبان، وفي عام 1998 تضافرت جهود بن لادن مع المصري أيمن الظواهري، وأطلقا فتوى تبيح وتدعو إلى قتل الأمريكيين.
وقتل بن لادن، في 2 مايو 2011، في أبوت آباد الواقعة على بعد 120 كم، عن إسلام أباد، في عملية اقتحام أشرفت عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية، ونفذها الجيش الأمريكي واستغرقت 40 دقيقة، ليتولى بعدها الظواهري قيادة تنظيم القاعدة.