منذ 10 سنوات بالتمام والكمال.. وبالتحديد يوم الثلاثاء 11 سبتمبر 2001 شاهد العالم أجمع علي الهواء مباشرة سقوط الولاياتالمتحدةالأمريكية.. شاهد فضيحتها.. شاهد مصيبتها.. شاهد فشل مخابراتها وعجز مباحثها الفيدرالية.. شاهد كارثتها التي يندر أن تتكرر في تاريخ البشرية.. نعم كارثة هزت الكيان الأمريكي وضربت هيبة أكبر دولة في العالم. وأصابتها بالرعب وزرعت في قلوب مواطنيها الخوف من ركوب الطائرات.. كارثة جعلت رئيسها ونائبه يهربان إلي مكان غير معلوم!!.. خسائر بشرية واقتصادية.. أكثر من 6 آلاف قتيل سقطوا في دقائق معدودة. وسقطت معهم هيبة العسكرية الأمريكية. بسبب سياستها العرجاء في الشرق الأوسط.. بسبب ما ارتكبته في فيتنام وهيروشيما وناجازاكي.. بسبب انحيازها الكامل لإسرائيل.. بسبب الكيل بمكيالين في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية.. بسبب غطرسة القوة التي تتبعها ضد الشعوب العربية والإسلامية.. أمطرت السماء عليها طائرات.. نعم طائرات "محشوة" بأبنائها!!.. أربعة طائرات مدنية ضخمة علي متنها المئات من الركاب المدنيين.. الأولي اقتحمت البرج الأول لأضخم مبني في العالم وهو مركز التجارة العالمي بنيويورك. بينما اقتحمت الثانية في مشهد تاريخي لم يحدث في أفلام السينما الأمريكية البرج الثاني لمركز التجارة. فيسقط البرجان وأسفلهما آلاف القتلي والمصابين.. الطائرة الثالثة تتوجه بعد ساعة من تحطيم مركز التجارة العالمي إلي مبني وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" وتشتعل النيران بجزء كبير منه. ويسقط المئات من القتلي والمصابين.. الطائرة الرابعة سقطت فوق ولاية بنسلفانيا قبل أن تصل إلي البيت الأبيض لتحويله إلي بيت "أسود". كانت النيران لا تزال مشتعلة بمركز التجارة العالمي.. أقصد أنقاض مركز التجارة العالمي.. حينما طرحت وسائل الإعلام الأمريكية علي لسان رئيسها الهارب في مكان غير معلوم اسم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وأعوانه في تنفيذ تلك الحوادث التدميرية.. بالفعل الإدارة الأمريكية اتهمت زعيم تنظيم القاعدة وأعوانه والنيران ماتزال مشتعلة.. بالطبع لم تكن قد توصلت إلي أي أدلة تدينه. لكنها كانت في حاجة سريعة إلي كبش فداء تذبحه لتفتدي به كرامتها التي سقطت تحت أنقاض مركز التجارة العالمي.. كانت في حاجة سريعة إلي كبش فداء تذبحه لتفتدي به "هيبتها" التي غطاها غبار حطام البنتاجون. من مكانه غير المعلوم أجري الرئيس الأمريكي بوش اتصالات سريعة بالعديد من الدول لمساعدته في شن حرب شاملة علي أفغانستان.. العديد من الدول وافقت علي مساعدته منها: بريطانيا وروسيا وفرنسا وألمانيا وكندا واستراليا. علاوة علي بعض الدول المجاورة لأفغانستان لاستخدام أراضيها لشن الحرب. وعلي رأسها باكستان المسلمة!!! الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان نفي ارتكاب أسامة بن لادن تلك التفجيرات.. الإدارة الأمريكية طلبت من أفغانستان تسليم بن لادن وأعوانه من قيادات تنظيم القاعدة.. الملا عمر زعيم حركة طالبان رفض طلب الإدارة الأمريكية بتسليم بن لادن. وفضل دخول الحرب ضد أمريكا المدعومة بحلف الناتو لإعلاء مبدأ إسلامي هو عدم تسليم مسلم لكافر. بالفعل حركة طالبان فضلت دخول الحرب علي أن يقترفوا ذلك العار الديني الأخلاقي. بعد 26 يوماً من تفجيرات نيويورك وواشنطن وبالتحديد في 7 أكتوبر 2001 بدأت الحرب علي أفغانستان وشنت القوات الأمريكية والبريطانية بمساندة ألمانيا وفرنسا وأستراليا وكندا هجمات ضارية علي الأراضي الأفغانية شملت العاصمة كابول ومقر قيادة حركة طالبان بقندهار. ومدينة جلال آباد. والمواقع الاستراتيجية بأفغانستان خاصة مقار كابول ووزارة الدفاع ومبني الإذاعة الناطقة باسم حركة طالبان.. مجازر بشرية ارتكبتها القوات الأمريكية ضد المدنيين الأبرياء.. أسلحة محرمة دولياً قتلت الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ. ربما لا يعلم الكثيرون أن سيناريو الحرب الأمريكية علي أفغانستان في أكتوبر عام 2001 كان معداً قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر.. ربما لا يعلم الكثيرون أيضاً أن خطة احتلال أفغانستان وضعت في شهر يوليو 2001 أي قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر بشهرين كاملين. القوات الأمريكية كانت قد تتأهب لشن حرب واسعة النطاق علي أفغانستان بهدف اعتقال أو قتل الملا عمر زعيم حركة طالبان وأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ونائبه الدكتور أيمن الظواهري. وإسقاط حكومة طالبان وتنصيب حكومة انتقالية من الأفغان المعتدلين.. علي حد زعم الإدارة الأمريكية!! مبررات الإدارة الأمريكية لإسقاط حكومة طالبان واحتلال أفغانستان كانت جاهزة مسبقاً وهي: رفض حركة طالبان تسليم أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة. والدكتور أيمن الظواهري وباقي أعضاء التنظيم الذين شملهم قرار الاتهام في حادثي تفجير السفارتين الأمريكيتين بنيروبي ودار السلام في شهر أغسطس عام 1998 وتفجير المدمرة الأمريكية العملاقة "كول" في عام 2000 بميناء عدن.. وهناك مبررات أخري منها: تحدي الملا عمر الصارخ للإدارة الأمريكية ورفض تنفيذ قرارات الأممالمتحدة وتهديده بقتل فريق المراقبين الدوليين علي الحدود الأفغانية الباكستانية. المعلومات السابقة أكدها "نياز زيتاك" وزير خارجية باكستان الأسبق في تصريحات لبعض الصحف الباكستانية عقب تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر. وذكر أن مسئولين كباراً في الإدارة الأمريكية أبلغوه في منتصف شهر يوليو عام 2001 أن الإدارة الأمريكية تعتزم اتخاذ إجراءات عسكرية ضد حركة طالبان الأفغانية بحلول منتصف أكتوبر عام .2001 .. ونهاية.. يمكن القول إن الاحتفال بذكري الحادي عشر من سبتمبر هذا العام يختلف عن السنوات الماضية.. احتفال هذا العام تم بدون زعيم تنظيم القاعدة الذي اغتالته القوات الأمريكية في شهر مايو الماضي.. رحم الله أسامة بن لادن. [email protected]