والتي تقدر بنحو 82.9% من المخلفات التي لا يعاد تدويرها واستخدامها سوي بنسب ضئيلة ومحدودة جدا وحلوان التي اصبحت مدينة صناعية أو بالأخص محافظة صناعية حيث بلغ عدد المصانع بحلوان 30 مصنعا تتسبب في اضرار جسيمة طالت الأرض حيث ارتفعت نسبة التلوث إلي 1400 ميكروجرام وهي نسبة عالية لابد من تقليلها. حيث أكد التقرير أن السبب وراء ارتفاع نسبة التلوث أعلي من المعدل الطبيعي لسرعة الرياح مع ضيق الوادي وكذا الانتشار المكثف للصناعات وشدة تداخلها مع النطاق العمراني وكذلك ما تستخدمه المصانع من وقود ينتج عنه كميات خضمة من أكاسيد الكربون والكبريت بالإضافة للنيتروجين بمعدل بلغ 4 أطنان من التلوث لكل واحد متر مربع أي أن نصيب الفرد يبلغ نصف طن سنويا إلا أن المحافظة لا تكتفي بتلوث أجوائها فقط بل شملت أيضا تلوث نهر النيل، حيث أكد تقرير لجهاز شئون البيئة دراسة مع خبراء من اليابان لرصد جودة مياه النيل وشملت الدراسة المنطقة الواقعة من التبين جنوب حلوان حتي مدينة القناطر الخيرية. التي أكدت عدم خلو مواقع القياس في هذه المناطق من التلوث الصناعي وارتفاع نسبة التلوث فيها باملاح الفوسفات عند محطة كهرباء جنوب حلوان بمعدل يزيد علي المعايير البيئية التي تصل إلي 0.005 ملليجرام بينما تجاوزت نسبة الكربون العضوي الكلي الحد المسموح به عالميا عند مصنع طره ذلك الأمر الذي أدي إلي زيادة معامل التعكر بصورة واضحة في المنطقة المطلة عليها هذا المصانع كما لاحظت الدراسة ارتفاع نسبة النحاس والمنجنيز والألومنيوم في أغلب مواقع القياس نتيجة لمخالفات تلك المصانع في حين قدرت نسبة المخلفات الملقاة في المناطق المائية بقدر 80 مليونا من الأمتار المكعبة فبلغ نصيب ترعة الخشاب 31 مليون متر مكعب منها 22 مليون طن يصرفه إليها مصنع الحديد والصلب واستقبلت مخرات السيول الثالثة في التبين وكفر العلو والمعصرة نحو 18.3 مليون من المخلفات الصناعة السائلة التي تصب في نهر النيل بينما نحو 5 ملايين متر مكعب في ترعة حلوان البلد من مخلفات قطاع الغزل والنسيج أما محطة التنقية في جنوب حلوان فاستقبلت 1.4 مليون متر مكعب الأمر الذي يجعل من المنطقة قنبلة موقوتة قابلة للإنفجار. يؤكد د. خالد عبد الغفار رئس لجنة شئون البيئة بمحلي محافظة حلوان أن نسبة تلوث الهواء بحلوان مرتفعة جدا حيث وصلت إلي 1200 ميكروجرام انخفضت إلي 400 فقط بعد إجراء المصانع عملية تنقية واستخدام وسائل لتخفيض المخلفات الصادرة فإن هذه النسبة لاتزال تفوق المعدلات المسموح بها خاصة أن المعدل العالمي يبلغ 100 ميكروجرام فقط وأن مخلفات الاسمنت كلها من أكاسيد الكربون التي تعد من أخطر الملوثات البيئة. ويضيف أن ظاهرة التلوث الجوي في حلوان لها أسبابها منها الانتشار المكثف للصناعة وشدة التدخل بينها وبين الاستخدامات السكنية مع ضيق الوادي عند مدخل حلوان مما يزيد من سرعة الرياح. فيما تؤكد د. وفاء منسي أستاذة البيئة جامعة الإسكندرية أن مدينة حلوان كانت في الماضي معروفة بمدينة الأحلام والصحة العلاجية وللأسف تحولت بفعل فاعل وأمام مرأي ومسمع المسئولين لمدينة الأوبئة والأمراض والتلوث الذي انتشر في كل أرجاء المحافظة والتي تقوم بتوزيع هذه الأمراض والأوبئة علي باقي سكان القاهرة، ويرجع ذلك لتحميل الهواء بالأتربة والغازات التي تخرجها المصانع القاتلة للعنصر البشري بحلوان. وتضيف وفاء منسي أن الأطفال الذين يقطنون حلوان ويعيشون وسط عوادم ومخلفات المصانع هم أكثر الفئات العمرية تعرضا للخطر وذلك لضعفال جهاز التنفسي والمناعة عند هؤلاء الأطفال الذين يكبرون وسط الأوبئة والأمراض علي الرغم من أن محافظة حلوان من المحافظات السياحية. وطالبت المسئولين في الحكومة المصرية بضرورة النظر بعين الرأفة لهذا المكان الذي كان مشفي لعلاج العديد من الأمراض خاصة مرض الروماتيزم والذي يحتاج المياه الكبريتية والموجودة في حلوان وهذا كان في الماضي لكن كل ذلك تبخر واصبح من الأحلام الوهمية بعيدة المنال لكثرة المشروعات الصناعية التي في ازدياد مستمر مع وجود مخلفات وتلوث المجاري المائية وفساد عيون حلوان التي يخرج منها المياه الكبريتية بدون أية مراعاة لصحة الإنسان وآدميته فمعظم أطفال المدارس في هذه المحافظة مصابون بأمراض الرئة وكذلك حجم التلوث بغبار الأسمنت الذي بلغ أربعة عشر ضعف المسموح به وذلك بما يعادل 5% من الطاقة الإنتاجية لمصنع الأسمنت. ووصفت وفاء منسي وعود المسئولين بالوعود البراقة الوهمية واعتبرتها حبيسة الادراج وهذا يجعل الشعب المصري من أكثر الشعوب انقراضا بسبب ارتفاع معدلات التلوث علي الحدود المسموح بها عالميا مع تقاعس المسئولين عن ذلك.