أعلنت إثيوبيا، اليوم الثلاثاء، رفض الوساطة الرباعية التي اقترحتها مصر والسودان، مؤكدة تمسكها بالوساطة الأفريقية. وقال دينا مفتي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، في مؤتمر صحفي: "لا يمكن أن يتم إقحام أطراف أخرى في مفاوضات سد النهضة في ظل قيام وساطة أفريقية يجب أن تحترم وإعطاؤها فرصة للنجاح"، مضيفًا أن الوفد الكونغولي بشأن الوساطة في سد النهضة لم يطرح أي مبادرة حول عملية التفاوض المرتقبة وما نقله هو وجهة النظر المصرية والسودانية. وأوضح مفتي أن بلاده تؤمن بإمكانية حل المشكلات الأفريقية من خلال الحلول الأفريقية، وأن الاتحاد الأفريقي وجمهورية الكونغو الديمقراطية قادران تمامًا على التوصل إلى حلول مربحة للجميع. وأكد أنه تمت معالجة مسائل سلامة السدود وتبادل المعلومات التي أثارها السودان بشكل ملائم، "ولا يمكن أن تكون أسبابًا للشكوى على الإطلاق"، حيث كان السودان قد أعرب عن مخاوفه من تكرار كارثة الفيضانات التي اجتاحت البلاد في يوليو بعد الملء الأولي لسد النهضة إذا ما مضت إثيوبيا في خططها الرامية للبدء في المرحلة الثانية لملء بحيرة الشد خلال فترة الخريف المقبل. وأشار المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإثيوبية إلى أن حوض النيل مورد مائي مشترك، حيث ستستفيد جميع دول المصب من المفاوضات، مؤكدً أن إثيوبيا لها الحق الطبيعي والقانوني في استخدام مواردها المائية بشكل عادل ومنصف دون التسبب في ضرر كبير لدول المصب. وكانت اللجنة السودانية العليا لسد النهضة اقترحت، في فبراير المنصرم، تحويل آلية المفاوضات الحالية لمسار رباعي يمثل فيه الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، حيث تلعب الأطراف الأربعة دور الوسيط والمسهل في المفاوضات بدلًا عن الاكتفاء بدور المراقبين. ومن جانبها، أكدت مصر دعمها للمقترح السوداني بشأن الوساطة الرباعية، وشدد الجانبان المصري والسوداني على رفض أي إجراءات أحادية تهدف لفرض الأمر الواقع والاستئثار بموارد النيل الأزرق، وعلى ضرورة التوصل لاتفاق ملزم حول سد النهضة، حسبما ورد في بيان صادر عن الرئاسة المصرية عقب مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان.