تضم محافظة الدقهلية عددًا من المناطق الأثرية العتيقة، حيث تنتشر في أرجائها مجموعة من التلال التي تعود إلى العصور الفرعونية واليونانية والرومانية، مثل تل "الربع" و"بلة" و"المقدام"، و"البلامون"، و"تمي الأمديد". ويقول د. أحمد بدران، أستاذ الآثار والحضارة المصرية القديمة بجامعة القاهرة: إن محافظة الدقهلية تضم العديد من المناطق الأثرية التي تمثل جزء كبير من تاريخ مصر في مختلف العصور القديمة، ومنها تلك المنطقة الواقعة بالقرب من مدينة "السنبلاوين"، والتي تضم منطقتين أثريتين متجاورتين، هما تل "الربع" وتل "تمى الأمديد". وأوضح أن منطقة تل "الربع" الأثرية هي بقايا مدينة "منديس"، التي كانت تسمى في العصور الوسطى بتل "المندر"، وسميت في العصر الفرعوني "وت"، حيث كانت تلك المنطقة عاصمة لأحد أقاليم الوجه البحري في العصور القديمة، وقد عُثر في هذه المنطقة على أحجار لمعابد من عصر الملك رمسيس الثاني وابنه منقاع، كما عُثر أيضا على أسماء ملوك من الأسرات 21 و22 و26، ومن أبرز الآثار المتواجدة بها الآن؛ قطعة أثرية ضخمة الحجم مصنوعة من مادة الجرانيت، وتقع أبعادها بنطاق جبانة أكباش المقدسة، التي تتواجد في الركن الشمالي الغربي من سور المدينة الأثرية القديمة. وأضاف: وبالنسبة لتل "تمى الأمديد"، فهو يعد أحد أهم الآثار بمحافظة الدقهلية، وقد سمي باليونانية "ثمويس"، ويسمى أيضًا تل "ابن سلام"، حيث قد أكتشف به آثار من عهود مختلفة، نظرًا لأن تلك المنطقة الأثرية، كانت قد لعبت العديد من الأدوار المهمة في جميع العصور التاريخية القديمة، خاصة في العصر المتأخر وعصر ملوك الأسرة 21. وأشار إلى أن الدقهلية تضم أيضًا منطقة أثرية مهمة وهي منطقة تل "البلامون"، والتي تقع بالقرب من مدينة "شربين"، وتبلغ مساحتها حوالي 158 فدانًا، ويحيط بها حقول زراعية، وتعد تلك المنطقة إحدى مقاطعات الوجه البحري في عهد "الرمامسة"، وكانت عاصمة الإقليم وسيمت بالهيروغليفية "يا ابو ان امن"، بمعنى جزيرة المعبود "آمون"، كما كان يتم أيضًا في هذه المنطقة عبادة الإله "سا ام بحوت"، لافتًا إلى أنه قد تم الكشف مؤخرًا عن عدد من الحفائر والآثار بتلك المنطقة منها قناعان من الذهب الخالص، وقد تم نشر هذه الحفائر التي اكتشفت تحت أنقاض تل البلامون في حوليات مصلحة الآثار باللغة الإنجليزية. ولفت "بدران" إلى أن هناك تل أثري آخر، يعد من أهم التلال الأثرية بالدقهلية وهو تل "بلة"، الذي يوجد بالقرب من مدينة "دكرنس"، حيث أن له طابع خاص، ويوجد في موقع المدينة القديمة التي أُطلق عليها "دبلله"، والتي كانت تقع على الترعة القديمة المسماه "اتوينس"، حيث كان لها قدرًا هامًا في العصرين اليوناني والروماني. وأردف: ولا نستطيع أن لا نذكر تل "المقدام"، الذي يقع بالقرب من مدينة "ميت غمر"، حيث أن لهذا التل أهمية كبرى، وتبلغ مساحته حوالي 120 فدانًا، وقد سمي في العصرين اليوناني والروماني بهليوبوليس، وتوجد به حاليًا بعض القطع الأثرية والأواني الفخارية والتماثيل والأحجار المنقوشة بكتابات هيروغليفية.