"تمى الأمديد".. مدينة أثرية قصرفى حقها الجميع، لايعرفها الكثير بالرغم من أنها تستوفد الطلاب الأجانب ليستكشفوا عن أبحاث فيها، هي أحد مراكز محافظة الدقهلية، كانت عاصمة مصر في عهد الأسرة 29 ق .م زمن شيشنق الأول، يقع فى زمامها تلان هما "منديس"، "ثمويس" اللذان ربما يمثلان تلان "الربع"، و"ابن سلام "، يحتفظ الأول منهما بأطلال مدينه "منديس" والثاني بأطلال "ثمويس" كما أسماها اليونانيين. و"منديس" عاصمة الإقليم السادس عشر من أقاليم مصر السفلى، حيث كان الاسم القديم "عج – محيت" ويسمى بإقليم الدرفيل، أما عاصمته فقد كان اسمها القديم "جادو" أى العمود الأوزيرى، وهو الاسم المدني لها، أما الاسم المقدس "بر- بانب – جادو" ومعناها مقر الكبش سيد جادو. وكانت تسمى في الوثائق الأشورية "بنديدى" واسماها اليونانيون "منديس"، أما العرب فأسموها "المنديد"، وموقعها الحالي يتكون من تلين أثريين الأول "تل الربع" والثاني "تل تمى الأمديد" والذي أسماه اليونانيون "تمويس"، كما أسماه العرب "تل ابن سلام" نسبة إلى قرية الأمير ابن سلام الصحابي الجليل، والتي تقع حاليا فى زمام مركز تمى الأمديد، "وعليه يعتقد أن تل تمى الأمديد وتل ابن سلام، ربما يمثلان موقعا واحدا، وأن تل الربع، ما هو إلا امتدادا طبيعيا لتمى الأمديد". واكتسبت تلك المدينة أهمية خاصة ضارعت أهمية "أبيدوس" كمقر أبدى لأوزير، فقد غدت مدينة منديس قبلة تحج إليها مومياوات الموتى قبل مواراتها مثواها الأخير، كما عثر على نقوش عديدة تشير إلى اهتمام الملوك بها وعلى مر العصور المختلفة بداية من الدولة القديمة وحتى نهاية العصر اليوناني والروماني مصر. ولعل ما سبق يؤكد أهمية ذلك الموقع الأثري في مصر، لكنه لم يختلف عن الكثير من المواقع التي وقعت تحت طائلة الإهمال على الرغم من أهميتها. تجولت "البديل" في تلك العاصمة التي بدلًا من أن تصبح متحفا يأتي للدولة بأرباح تتجاوز الملايين، أصبح مكانا يتجمع فيه القمامة، والتل الآخر ما هو إلا مساحة من الفراغ التي لم تستغل. وعلى الرغم من ذلك، فإن أهالي تمي الأمديد فكروا كثيرًا في تقديم العديد من المقترحات لتنمية المنطقة، لكن لم يتسيب لهم أحد. يقول محمد عادل، أحدى أهالي مركز تمي الأمديد، إن عاصمة مصر القديمة التي من المفترض أن تقوم الدولة بحمايتها وتنميها لإدخال عائد كبير للسياحة في مصر، يقع تحت طائلة الإهمال. وأضاف "عادل" أنه في نهاية العام الماضي، اكتشف الأهالي بالصدفة باب مقبرة أثرية فى تل آثار تمى الأمديد الذى كان مقرا لحكم الأسرة 26 فى عصر الفراعنة، وذلك أثناء توصيل مواسير للصرف الصحى بين المدينة وكفر الأمير دون إذن الآثار، مطالبا الدولة المصرية باعتبار تلك المنطقة مكانا أثريا والعمل من أجله بشكل صحيح؛ من أجل التنمية. من جانبه، أوضح المستشار مجدي الجوهري، الخبير القانوني وأحد سكان مركز "تمي الأمديد"، أن المساحات الواسعة التي لم تستخدم في الوقت الحالي من المدينة أصبحت مغطاة بتلال من القمامة، لافتا إلى أن المسئولين تخاذلوا كثيرًا من أجل النهوض بتلك العاصمة التي تعد كنزا أثريا مهملا. وتابع "الجوهري" أن تلك الأراضي في الوقت الحالي قانونيًا ملك للدولة ولوزارة الآثار، ولا يصح لسكان المركز استخدامها أو تطويرها، على الرغم من أن لديهم خططا إذا طبقت بالشكل الصحيح فستنهض بالمركز على كافة النواحي، مؤكدا أن مركز تمي الأمديد والسنبلاوين يفتقدون حتى إلى وجود مركز شباب لتدريب الصبية على الألعاب الرياضية، فإذا تم استغلال تلك المساحة الشاسعة، وقسمت إلى مراكز رياضية ومنطقة أثرية، فسيكون هناك عائد كبير للدولة وتعاون بين عدد من الوزارات.