تميزت ديانات الحضارات القديمة بمحدودية استخدام التعبير اللغوي في الاتصال بالمقدس، وفي المقابل فإن انجازاتها المعمارية وطقوسها الفنية تبدو هائلة وبالغة الثراء فحتي اليوم تثير منجزاتهم الحيرة والتساؤل عن كيفية تنفيذها، فمن انصاب «استون هيدج» في (...)
مع بداية الثورة الصناعية أخذت وتيرة التغيير تتسارع علي أرض الواقع، بأكثر مما يتاح لعقل ومشاعر الإنسان من قدرة علي ملاحقتها، فمن بعد اختراع المحرك البخاري وما أحدثه من ثورة في سرعة التنقل ، أتي محرك الاحتراق الداخل ثم تلاه المحرك الكهربائي، ومن بعد (...)
خلت النظرة التاريخية لفلاسفة الإغريق والرومان إلي التقدم الحضاري من فكرة التقدم المضطرد للجنس البشري، بل علي العكس، رجح أفلاطون فكرة الدورات المتكررة من الترقي والانحلال والذي ارجعه إلي انحطاط العنصر البشري نتيجة للتعاون وأخطاء أنظمة الدولة وسوء (...)
إذا أردنا أن نستزيد من إلمامنا بطبيعة الوضع الحضاري الآني فينبغي لنا الرجوع إلي الخلف قليلا، إلي القرن التاسع عشر، فمع بداية هذا القرن بدا واضحا مدي تنامي واتساع المدن الأوروبية في أعقاب الثورة الصناعية وتزايد الميكنة والتجديد التكنولوجي المتسارع، (...)
كشفت لنا مظاهر الزمن الحاضر عن فارق جلي بين ما تتسم به العلوم الطبيعية من تقدم تصاعدي ذي اتجاه رأسي يفضي إلي نبذ النظريات والتطبيقات العلمية القديمة لصالح المستحدث منها بينما يتم تنحية القديم جانبا ليعاد تدويره أو يوضع في المتاحف. علي الطرف المقابل (...)
يساير الفن التشكيلي التوسع الديمقراطي بل لعله قد سبقه بخطوات، فمنذ انتزاع هالة القدسية الكلاسيكية التي اقتصر فيها الفن علي تلبية احتياجات الدين، ثم الصفوة من النبلاء وانحصار ممارسته علي اشخاص مبدعين وسموا بالعبقرية كي يصبح الآن من حق الجميع ممارسة (...)
نجحت حركة دمقرطة الفن، أي جعله ديمقراطيا، منذ بدأ الاحتفاء برسوم الأطفال وفن السذج، والبدائيين ومع ظهور الدادية، وفن البوب وحتي الفن المفاهيمي، الذي يكتفي فيه الفنان بطرح الفكرة، وترك مهمة التنفيذ التقنية لمساعديه أو الاستعانة بالمواد السابقة (...)
استوقفنى مفهوم الدعوة السلفىة بحنىنها المتحمس لاستعادة التطبىق الموفق للمنهج الإسلامى لدى الصحابة إلا أننى أعتقد أن هذا الحنىن الاستعادى لىس مجرد رجوع سلس بسىط إلى الماضى. فكل محاولة لاستعادة الماضى تخفى داخلها قفزة إلى الأمام، واشتباك مع حاضر (...)