«المتربص» Le guetteur رواية ثانية للكاتب الفرنسي كريستوف بولتنسكي الذي فازت روايته الأولى «المَخبَأ» بجائزة فيمينا عن سنة 2015.
وقد أثار الانتباه، حينئذ، باختياره موضوعاً سيرياً يتصل بأسرته اليهودية النازحة من بولونيا والتي تعرضت خلال الاحتلال (...)
لا تبدو رواية «شمس بيضاء باردة» (دار الآداب، 2018) للكاتبة الأردنية كفَى الزعبي، نشازاً بالنسبة إلى السياق الذي يعيش فيه الفضاء العربي منذ ثلاثة عقودٍ على الأقل. ذلك أن الرؤية المُمعنة في السواد التي يحملها ويعبر عنها بطلُ الرواية تبدو متلائمة مع ما (...)
في روايته الجديدة «خيبة يوسف» (دار الآداب، 2018)، يحافظ فوزي ذبيان على معظم العناصر الأسلوبية والسردية التي جرّبها في روايته السابقة «أورويل في الضاحية الجنوبية»، والمتمثلة أساساً في كتابة سينمائية مشهدية، تمتدّ أفقياً لالتقاط المحكيات الموازية، (...)
يلفت في رواية «أورويل في الضاحية الجنوبية» للكاتب اللبناني فوزي ذبيان (دار الآداب،2017)، لغتُها المتعددة المستويات واستيحاؤها فئاتٍ بشرية مهمشة في بيروت، تعيش متوارية وراء العمارات العملاقة ومظاهر العيش المُترفة الزاعقة. وشكل بناء الرواية يصلُنا من (...)
تمُتُّ رواية «مجنون الملك» Le fou du roi: Mahi Benbine ، Stock ،2017 للكاتب المغربي الفرنكوفوني الماحي بينبين بصلةٍ قوية إلى السيرة الذاتية وإلى البيوغرافيا في آنٍ، لأن كاتبها يستمِدّ مادّته الخامّ من والده الذي عمل مؤنساً ومُسلياً للملك.
ولا يمكن (...)
الرواية الأولى للشاعرة المغربية نسيمة الراوي تتسم بخصائص فنية ناضجة، ذلك أن «تياترو ثرفنطيس» (دار العيْن، 2017) التي جعلتْ من طنجة فضاءً لها، عرفتْ كيف تُزاوج بين كتابة الذاكرة المجروحة، وتحولات المدينة الأسطورية في سياق التحديث والانفتاح الكوْكبي. (...)
قد لا يكون موضوع رواية الكاتب المصري وحيد الطويلة «حذاء فيلليني» (دار المتوسط) جديداً في سجلّ الثيمات المتصلة بمآسي الطغيان وترسانة التعذيب ووحشية الاستبداد، في المجتمعات العربية وفي العالم. إلا أن الشكل الذي اختاره ونسَجَه من خيوطٍ متشابكة، أبرَزَ (...)
يلفت في رواية «أورويل في الضاحية الجنوبية» للكاتب اللبناني فوزي ذبيان (دار الآداب،2017)، لغتُها المتعددة المستويات واستيحاؤها فئاتٍ بشرية مهمشة في بيروت، تعيش متوارية وراء العمارات العملاقة ومظاهر العيش المُترفة الزاعقة. وشكل بناء الرواية يصلُنا من (...)
ليس سهلاً على فلسطيني يكتب الرواية، أن يحمل جديداً إلى قضية شعبه التي اقترنت بالمأساة منذ ولادتها، وظلت تدور في هذا الفلك لأنها لم تعرف حلاًّ عادلاً يخرجها من النطاق المأسوي ويُعيد الفلسطينيّ إلى حياته المعتادة التي فقَدها منذ نكبة 1948. إلا أن (...)
«المرأة ذات المسدس عيار45» رواية للكاتبة الفرنسية ماري رودوني (دار لوتريبود، 2016)، تعلن عودةَ صاحبتها إلى الكتابة بعد انقطاع دام عشر سنين. وكانت رودوني ضمن كوكبة كُتاب دار النشر الشهيرة «مينوي، التي احتضنت منذ خمسينات القرن الماضي أعلام الرواية (...)
قرأتُ له قبل أن ألتقيه في ندوة الرواية بمدينة فاس العامَ 1979. قرأت "أوراق شاب عاش منذ ألف عام" و"الزيني بركات"، ولفت نظري شكل الكتابة ولغتها، المختلفان عن كتابة نجيب محفوظ. ولما كنتُ أحد منظمي ندوة اتحاد كتاب المغرب عن الرواية، فقد سعيتُ إلي اختيار (...)
لا تستطيع الرواية أن تقفز علي الحاضر أو أن تتناساه، بدعوي أنها تلتجئ إلي التاريخ وأحداث الماضي. الرواية مشدودة دوْما إلي حاضر الكاتب الروائي وإلي الأسئلة المُتحدّرة من صُلبه. وحتي عندما يختار زمنا تاريخيا وأجواء تبعث ملامح الماضي، فإن الروائي يبحث، (...)
مع مرور العمر، يخيّل إليّ أنني أتقمص، لاشعوريا، إيقاعات الفصول؛ فأغدو أرصدُ حالتي عبر الشتاء والربيع والصيف والخريف، ومن خلالها ألتقط هواجس وانطباعات تلتحم بها:
في الشتاء: تثور رياح غضبي أمام اللغة المُتخشبة التي يلجأ إليها حكامنا وزعماؤنا لتبرير (...)
العدوان الإسرائيلي الوحشي علي ساكني قطاع غزة، منذ 8 يوليو، هو تأكيد إضافي للصفة الاستعمارية، غير المعترفة بالقوانين الدولية ولا بالقيم الإنسانية، لدولة إسرائيل المحتلة طوال 66 سنة لأرض فلسطين وشعبها. وليست هذه هي المرة الأولي التي يعرّي فيها السلوك (...)
قال الفتي للشيخ المثقف: ولدتُ مطلعَ 1993.وأنا أودّع الطفولة،بدأتْ ضوضاءُ العالم تغمرني.لم تعُدْ الأقطار العربية جزرا متباعدة،يقوم تعارفها علي السماع وما ينقله الرحالة والحجيج،بل غدت قنوات التلفزيون ومؤتمرات القمة ومقرراتها الجوفاء تقدم صورة لما عليه (...)
الذين قرءوا روايات العزيز الراحل خيرى شلبى دون أن يتعرفوا عليه، ويجالسوه، لن يدركوا سرّ ذلك الوهج الذى يسرى بين الأسطر، وينبثق من معجم الكلمات التى لا تضع حدودا بين لغة مكتوبة وأخرى مقتنصة من حومة الكلام وارتجال التعبير. هو فى وجوده، كلى الحضور، (...)
أتيح لى أن أُمضى عشرة أيام فى مدينة أفينيون الفرنسية، خلال شهر يوليو الفارط، لمتابعة مهرجان المسرح الشهير الذى بلغ دورته الخامسة والستين هذا العام. ولعله المهرجان العالمى الوحيد الذى استطاع أن يصمد ويتطور ويخوض معارك مختلفة من أجل البقاء (...)
أميل إلى الاعتقاد بأن المبدع العربى، اليوم، يواجه إشكالية ذات مستوييْن: يتصل الأول بهذه الحالة الثورية التى أوقدت شرارتها جموع الشباب المتعطشة إلى التحرر من الاستبداد وبناء مجتمع الصراع الديمقراطى، وهو مستوى يكتسى صفة الإلحاح والاستعجال، ويقتضى من (...)
حين نقترب من علاقة الإبداع بالتاريخ، من منظور التغيير والثورة، يواجهنا سؤال عن معنى التاريخ الذى نقصده فى هذا السياق؟ نعنى بالتاريخ، هنا، لا مجرد الأحداث والوقائع والمآثر والقادة والأبطال، وإنما نقصد مجموع النشاطات والأفعال التى ينجزها الإنسان (...)
فى غمرة الانتفاضات والاحتجاجات الشبابية الثورية، التى تعمُّ الأقطار العربية، يكون من الطبيعى أن ترتفع أصوات لتتساءل عن مدى تجاوُب الأدب والإبداع بصفة عامة، مع الأفق الجديد الذى ستنفتح أبوابه مع تحقيق التغيير باتجاه الدمقرطة وضمان حقوق المواطن فى (...)
انعقدت ما بين 23 و 29 مايو، جلساتُ الرواية العالمية فى مدينة ليون الفرنسية، وهو اللقاء الخامس الذى تشرف عليه كل من جريدة «لوموند» و«فيلا جيلى»، لإعطاء الكلمة إلى روائيين وروائيات من مختلف أقطار العالم،لإبداء رأيهم فى قضايا حيوية تتصل بأسرار الكتابة (...)
غدت ظاهرة الاصطدامات الدموية بين مسلمين وأقباط فى مصر، خلال العقدين الأخيرين، مثار قلق وتساؤلات؛ لأنها تلفت النظر إلى وجود أزمة عميقة بين أبناء وطن واحد عاشوا، من قبل، فى وئام واحترام متبادل.
واستجابوا جميعا لمقتضيات التاريخ والوطن، سواء فى مرحلة (...)
حركاتُ الانتفاض والتغيير التى تعيشها المجتمعات العربية فى المرحلة الراهنة تستدعى التفكير ومُعاودة التحليل، والتقاط ردود الأفعال، والابتعاد عن الأحكام الجاهزة، والعزوف عن التشاؤم أو التفاؤل، توخيا للوصول إلى تصوّر يربط التحولات بسياقاتها وأبعادها (...)
نُذكّر فى البدء، أنه خلال الفترة السابقة على بداية سقوط الأنظمة العربية الاستبدادية والتى تمتدّ عدة عقود، استطاعت الثقافة العربية على رغم الشروط السياسية الصعبة، أن تستمر فى الوجود والارتقاء، متفاعلة مع أسئلة المجتمع ومقتضيات المُثاقفة الحاملة (...)
لا تكاد تخلو فترة من تاريخ المجتمعات من طرح أسئلة تتصل بالثقافة ومستقبلها ومحاولة التعرف على ملامح تُطمئنُ الناس على أن الفكر والإبداع والبحث العلمى والتدبير الاقتصادى والصناعى هى على جادّة الصواب، وأن المثقفين والمعنيين بشئون الثقافة ساهرون على (...)