يمكن اعتبار بطولتي ألجارف وقبرص 2013 اختبارا عاما في أفق المشارك في بطولة أوروبا للسيدات 2013 التي ستقام بالسويد. ويستغل الكثير من المنتخبات هاتين المسابقتين من أجل الخروج بنظرة إجمالية فيما يخص المستوى البدني والفني الذي وصلت إليه إلى جانب التشكيلة الأكثر فعالية ونقاط الضعف التي يجب تحسينها. ويتطلع منتخب فنلندا للسيدات بدوره لانتهاز هذه الفرصة حيث إنه ينوي الاستعداد بقوة خلال بطولة قبرص ( التي تجرى بين 04 و14 مارس 2013) من أجل المشاركة في النهائيات القارية التي ستقام بالسويد. وأوضحت سانا تالونين في حوار مع الموقع الرسمى للاتحاد الدولى لكرة القدم قائلة: "بطولة قبرص مهمة جدا بالنسبة لنا. تلعب الكثير من الفرق في إحدى هاتين البطولتين قبل النهائيات الأوروبية. ويعتبر ذلك تمرينا جيدا بالفعل. وسنخوض مباريات سريعة وجذابة حيث إننا سنلتقي أيضا بالمنتخبات المشاركة في البطولة الأوربية. تعتبر هاتين المسابقتين في غاية الأهمية من أجل التعود على الإيقاع". وتمكنت فنلندا من التأهل للمرة الثالثة على التوالي إلى البطولة الأوروبية للسيدات ونجحت خلال النسختين الأخيرتين في بلوغ دوري النصف والثمانية. وهو ما يمكن اعتباره تطورا يثبت أن كرة القدم النسائية في فنلندا تسير على الطريق الصحيح. وقد صرحت ليندا سالستروم، التي تدافع عن ألوان نادي لينكوبينجس في الدوري السويدي الممتاز وتقود هجوم المنتخب الوطني رفقة تالونين، بالقول: "أصبح الدوري في فنلندا أكثر احترافية إلا أنه لم يصل بعد لمستوى الدوري السويدي. لكننا نقترب منه وقد قام أندري [جيجليرتز مدرب المنتخب الوطني للسيدات] بعمل عظيم". وأبدت سالستروم تفاؤلا كبيراً: "لم نحقق نجاحا كبيرا في البطولات الكبرى بالمقارنة مع السويد. مازال الناس في فنلندا لم يكتشفوا بشكل فعلي كرة القدم النسائية، لكن الوضع يتحسن في كل سنة". "كل شيء ممكن في البطولة الأوروبية": ستكون الفرصة متاحة لبنات شمال أوروبا بين 10 و28 يوليو من أجل اجتياح قلوب الفنلنديين والتوقيع على خطوة أخرى على المسار الصحيح. وللوصول إلى دور الثمانية يتعين على كتيبة المدرب أندري جيجليرتز تحقيق التأهل عن المجموعة الأولى التي تضم أيضا البلد المنظم السويد إلى جانب إيطاليا والدنمارك. وأكدت تالونين في هذا السياق أنها "مجموعة صعبة". كما عبرت المهاجمة البارعة عن فرحها للمشاركة في البطولة التي ستقام في الصيف القادم بالقول: "لكن جميع المجموعات صعبة في البطولة الأوروبية. وفي جميع الأحوال سنستمتع كثيرا هناك لأن فنلندا والدنمارك ليستا بعيدين عن السويد وآمل أن يحضر الكثير من الناس إلى المباريات. أعتقد أننا نملك فرصة جيدة. وكل شيء ممكن!" تؤمن سالستروم هي الأخرى بمؤهلات فريقها حيث أفصحت قائلة: "إذا لعبنا بشكل جيد سيكون بإمكاننا التغلب على أي فريق في مجموعتنا. وهذا هو موقفنا في كل مباراة: عدم الاحترام المفرط للخصم حتى وإن كان يحتل مركزا أفضل منا في التصنيف العالمي. وأعتقد فعلا أنه لدينا الفرصة للتأهل عن مجموعتنا". ويتعين على المنتخب الفنلندي خوض صراع التأهل إلى دور الثمانية من دون مهاجمته المتألقة التي توجت أفضل هداف في بطولة قبرص الأخيرة. فبعد ساعات قليلة من حوارها مع "فيفا" تعرضت سالستروم إلى إصابة في الرباط الصليبي الأمامي حيث ستغيب على إثرها لمدة طويلة عن صفوف فريقها. وهو ما يعد ضربة موجهة لابنة الرابعة والعشرين التي عادت مؤخرا إلى مستواها القوي بعد تعرضها لإصابة مشابهة في السابق. الهدف التالي: مونديال كندا 2015: لا مجال للاستسلام بالنسبة لهذه المهاجمة المجتهدة التي ستبذل مجددا الغالي والنفيس للعودة مرة أخرى للملاعب وللمنتخب الوطني. وقد وضعت نصب عينيها غاية كبرى تتمثل في التأهل إلى نهائيات كأس العالم كندا 2015 والتوقيع بذلك على أول مشاركة لفنلندا في مونديال السيدات. وقد أوضحت سالستروم في هذا الصدد بالقول: "نركز في الوقت الحالي على البطولة الأوروبية لكننا سنوجه تركيزنا بعد ذلك إلى النهائيات العالمية. وفي حال المشاركة في مونديال السيدات وتمكنا من اللعب في هذا المستوى العالي، سيتحول عندها حلم عظيم إلى حقيقة". كما تابعت زميلتها في الفريق تالونين في نفس السياق قائلة: "مونديال كندا 2015 هو هدف كبير بالنسبة لنا. لم يسبق لنا إلى غاية الآن المشاركة في أي مونديال. نركز الآن على البطولة الأوربية. وسيكون التأهل إلى المونديال خطوتنا الكبرى المقبلة". وعندما تجرى قرعة دور المجموعات الخاصة بمسابقة التصفيات الأوروبية في 16 2013، ستكتشف فنلندا عندها الفرق التي ستنافسها على البطاقات المونديالية الثمانية. وحتى يحين وقت المونديال، سيكون الأنصار الفنلنديين وراء سالستروم لتعود في أقرب وقت إلى التألق وهز الشباب وتحقق حلمها في المشاركة في المونديال.