قالت الجزائر إنها ستكون "صارمة" في حال تم المساس بأمنها بسبب الحرب الدائرة حاليًا في جارتها الإفريقية مالي. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية ظهر اليوم عن رئيس الوزراء عبد المالك سلال قوله إن بلاده "دعمت ولازالت تدعم الحوار بين أطراف النزاع في مالي إلى أقصى درجة". وأضاف سلال أمام نظيريه التونسي حمادي الجبالي والليبي علي زيدان أمس السبت بغدامس الليبية أنه "إذا اقتضت الضرورة وتم المساس بإشكالية الأمن وأدى الأمر إلى استعمال وسائل أخرى فلابد أن نكون صارمين". وتابع: "يجب التحلي بالحذر من التأثير المباشر لما يجري في مالي على المنطقة سيما ما يتعلق بانتشار الأسلحة وتناقلها"، مضيفاً: "موقف الجزائر معروف بخصوص الوضع في الساحل". ووصف ما يجري حاليًا في مالي بأنه "عملية مدبرة"، دون أن يوضح من يقصد بقوله. لكنه أردف قائلاً: "ما يجري في مالي ليست قضية إرهاب فقط، بل قضية جريمة منظمة تستعمل فيها المخدرات وتبييض الأموال"، داعيًا إلى "التعمق في التعامل مع هذه القضية". وأعلنت الجزائر أمس السبت دعمها للسلطات المالية بعد نشوب مواجهات مع المتمردين في وسط البلاد استدعت تدخلاً فرنسيًا، واعتبرت طلب السلطات في مالي مساعدة عسكرية أجنبية "قرارًا سياديًا". وقال بيان للخارجية الجزائرية إن "الجزائر تتابع بانشغال كبير هذه التطورات الجديدة وتعرب عن دعمها الصريح للسلطات المالية الانتقالية التي تربطها بالحكومة الجزائرية علاقات تعاون متعددة الأشكال بما فيها المجال العسكري". وأكد البيان أن "الجزائر تدين بقوة الهجمات التي تقوم بها الجماعات الإرهابية في منطقة موبتي (وسط مالي)". ويقوم رئيس الحكومة المالية ديانغو سيسيكو اليوم الأحد بزيارة إلى الجزائر هي الأولى له منذ تعيينه الشهر الماضي يبحث خلالها تطورات الوضع في بلاده. وتأتي هذه الزيارة التي تستمر يومين بدعوة من نظيره الجزائري عبد المالك سلال حسب بيان صادر اليوم عن الحكومة الجزائرية، وصل مراسل الأناضول نسخة منه. وجاء في البيان أنه سيتم خلال هذه الزيارة "مناقشة العلاقات الثنائية وتطورات الوضع في شمال مالي المحتل من طرف الجماعات المسلحة".