يستقبل الرئيس محمد مرسى اليوم الاثنين، وزير الخارجية الروسى «سيرجى لافروف» فى أول زيارة رفيعة المستوى لمسئول روسى إلى القاهرة؛ منذ إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية. ويأتى لقاء الرئيس مرسى مع لافروف بينما تصنف روسيا «جماعة الإخوان المسلمين» كمنظمة إرهابية، وذلك وفقاً لقائمة أعلنتها موسكو فى يوليو 2006، والتى تضمنت 17 حركة ومنظمة حول العالم، وأكدت مصادر دبلوماسية فى السفارة الروسية ل«الوطن»؛ أن الإخوان ما زالوا على القائمة حتى بعد فوز الرئيس محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة، وتضم القائمة الروسية كلاً من المجلس العسكرى الأعلى لاتحاد شورى المجاهدين فى القوقاز، وكونجرس شعبى الشيشان والداغستان، وتنظيم القاعدة، وعصبة الأنصار، وتنظيم الجهاد الإسلامى المصرى، والجماعة الإسلامية فى مصر، وجماعة الإخوان المسلمين، وحزب التحرير الإسلامى، وعسكر طيبة، والحزب الإسلامى التركستانى، وجمعية الإصلاح الاجتماعى، وجمعية إحياء التراث الإسلامى، ومؤسسة الحرمين، وحركة مجاهدى خلق، وجند الشام. ومن جانبه قال رؤوف سعد، سفير مصر الأسبق لدى موسكو فى تصريحات خاصة ل«الوطن»: «من واقع خبرتى بالفكر السياسى الروسى الذى يتسم بالمحافظة والبراجماتية فى نفس الوقت فإن لافروف اختار التوقيت المناسب ليأتى إلى القاهرة». وأضاف سعد أن مباحثاته فى القاهرة فرصة مهمة لشرح حقيقة موقف روسيا تجاه الأزمة السورية؛ وتوضيحها للقيادة المصرية الجديدة، وهو الموقف الذى يتلخص فى أن موسكو لا تؤيد النظام السوري؛ بقدر ما تتخوف من عواقب إسقاطه، وتبعات ذلك على المنطقة ككل، وعلى مصالحها فيها على وجه الخصوص، وتشاركها فى هذه النظرة الصين بمعالجة الأمر من خلال حساب لخسائر سقوط نظام الأسد ومخاطر استمراره فى نفس الوقت، وبالتالى فإن المسعى الروسى هو عدم الدفع لإسقاط الأسد، ولكن إرساء أساس سليم يمهد للتغيير فى سوريا. وأوضح أن روسيا لديها تخوف من صعود الإسلام السياسى فى سوريا، التى تعد آخر موطئ قدم لها فى المنطقة، ونجاح السيناريو الغربى معناه تراجع حاد لوضع روسيا فى المنطقة، مؤكداً أنه فيما يخص مصر فإن القاهرة تظل بالنسبة لروسيا نقطة ارتكاز فى الشرق الأوسط، وأنهم يرون أنه قد آن الأوان لفتح حوار مع النظام المصرى الجديد، ولا تهمهم فى ذلك هوية النظام ولكن مصالحهم بالدرجة الأولى، فضلا عن إدراك روسيا لتدهور الحالة الاقتصادية فى مصر، وأن بإمكانها أن تقدم لمصر الكثير فى العديد من المجالات المدنية والعسكرية، وبالتالى فإن تصنيف روسيا لجماعة الإخوان المسلمين على أنها منظمة إرهابية ستتم مراجعته وإعادة النظر فيه، وخاصة أن الإخوان جماعة سياسية حصدوا الأغلبية سابقاً فى البرلمان، وتمكن مرشحهم من الفوز فى أول انتخابات رئاسية ديمقراطية فى مصر.