رسالة موسكو: د. سامي عمارة تظل موسكو ومنذ اندلاع شرارة ثورات الربيع العربي تتابع بالكثير من الاهتمام والترقب تطورات الاوضاع في مصر وشمال افريقيا. من هذا المنظور يتبدي موقف موسكو واضحا من الثورة المصرية والذي تدرج من ايفاد مبعوثها الي الرئيس السابق حسني مبارك اعرابا عن تأييدها ودعمها له قبل اعلانه التنحي عن السلطة بايام معدودات, وحتي لقاء وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف مع وفد شباب الثورة ومنهم وائل غنيم واحمد ماهر في مقر السفارة الروسية في اواخر مارس من العام الماضي وما تلا ذلك من لقاءات للسفير الروسي مع ممثلي حزبي الحرية والعدالة والنور ضمن توجه عام يقول بضرورة الابقاء علي الابواب مفتوحة امام شتي الاحتمالات والتركيز علي اعتماد الحوار الداخلي سبيلا رئيسيا لحل المشاكل الداخلية بعيدا عن اي تدخل خارجي. ونذكر في هذا السياق ما عاد وقاله لافروف تاكيدا لذلك في معرض مؤتمره الصحفي السنوي الذي عقده في موسكو الاسبوع الماضي حول ان التغييرات في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا لم تنته بعد وانه من الواجب مواصلة العمل مع كل القوي السياسية التي تعمل داخل الاطر الدستورية من اجل بلوغ الاستقرار وحل المشاكل الاقتصادية وهي التي كانت في صدارة اسباب اندلاع الحركات والثورات في هذه المناطق علي حد تعبيره. وكان لافروف اشار كذلك الي ان وصول الاسلاميين الي صدارة المشهد السياسي في مصر نتيجة الانتخابات البرلمانية هناك امور منطقية املتها العملية الديمقراطية فيما اكد ضرورة استمرار الحوار الوطني والابتعاد عما من شأنه تحريض القوي السياسية والزج بها الي طريق المواجهة. ومن اللافت في هذا الصدد ان لافروف اشار بشكل غير مباشر الي انصراف مصر الي التركيز علي قضاياها الداخلية وهي التي طالما كانت في صدارة القوي المؤثرة في قضايا المنطقة وإن قال في معرض تقديره لثورة25 يناير انها نموذج يجب ان يدرس. ومن تناقضات المرحلة ان موسكو لا تزال رسميا تدرج جماعة الاخوان المسلمين ضمن قائمة المنظمات الارهابية المحظور نشاطها داخل اراضي روسيا الاتحادية وإن اعترفت مصادر الخارجية الروسية صراحة بضرورة اعادة النظر في مثل هذا القرار وهو ما قد يفسر ما قاله لافروف حول ان موسكو لم تستطع بعد استيعاب كل ابعاد التحولات في المنطقة.