سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كمال الهلباوي المنشق عن الاخوان يكشف المستور : مصر تقترب من مرحلة "الدولة الفاشلة" يرى أن السيناريو الأسوأ هو أن تشتعل سيناء بفعل فتاوى العنف وتضطر أميركا الى التدخل
في ااطار سلسلة "منشقون عن الاخوان .. لماذا انشقوا .. وما رأيهم في حكم الجماعة " وفي الحلقة الثانية من الحوار مع الدكتور كمال الهلباوي الناطق الدولي "المنشق" باسم التنظيم الدولي للاخوان الذي تنشره غدا صحيفة "الوطن" الأكبر توزيعا والأكثر تأثيرا في الكويت والذي أجراه الصحفي المتميز فوزي عويس يرى الدكتور الهلباوي ان مصر التي تمر الآن بمرحلة الدولة العميقة تبدو في طريقها الى «الدولة الفاشلة» حيث ستكون هناك خشية على أمنها القومي اذ من الممكن ان تحدث حربا اهلية وعندها لن يجد الجيش نفسه الا مضطرا للحفاظ على الوطن ويشدد على ان الفرصة لاتزال سانحة امام الدكتور محمد مرسي لكي يصحح المسار ويقدم له وصفة التصحيح، ويبدي في الوقت نفسه خشيته من أسوأ سيناريو يمكن ان تتعرض له مصر اذا ما ازدادت فتاوى استخدام العنف التي ستجعل سيناء تشتعل وتجد امريكا المبرر للتدخل وفيما يلي الحصاد: هل يمكن القول أنك لاتزال تعيش في جلباب «الاخوان المسلمون»؟ - لا.. بل أعيش في جلباب المشروع الاخواني الاسلامي الصحيح سواء رضي الاخوان أم لم يرضوا فأنا اعرف ماذا كان يريد حسن البنا وماذا كان يريد الاخوان الاوائل مثل عمر التلمساني ومن قبله مأمون الهضيبي ومصطفى مشهور رحمة الله عليهم جميعا فقد عاشرتهم كلهم ولكوني اعرف خطهم فانني احاول الآن مع بعض الاخوة منهم الذين تركوا الاخوان ومنهم من لم يلتحقوا بالجماعة اصلا وغيرهم اشهار جمعية تحت مسمى «الاحياء والبناء». بأي هوية؟ - جمعية للدعوة والتربية والتجديد بحيث تكون بعيدة تماما عن السياسة ولا علاقة لها بالعمل السياسي ولكن اعضاءها احرار لهم ان ينتموا الى أي حزب سياسي يريدون ونسعى الآن لاشهارها وهكذا يجب ان يكون الاخوان. غير مقبولة البعض كان يتصور ان جماعة «الاخوان المسلمون» ستحل نفسها بعد الثورة ولا تنتظر وتبقى غير شرعية خصوصا بعد اشهارها لحزب الحرية والعدالة أفلا ترى ان هذا كان فعلا استحقاقا ضروريا؟ - لا.. لا.. لا كان ولابد وان يبادروا الى توفيق اوضاعهم وفق القانون ليكونوا نموذجا يحتذى، وعبارة «غير شرعية» هذه غير مقبولة والافضل منها عبارة «غير قانونية». عدم القانونية تؤدي الى عدم الشرعية؟ - لا.. لا.. فالدعوة لا تحتاج الى صك من أحد. أخطأ الإخوان وهل «الاخوان المسلمون» اثبتوا فعلا انهم جماعة دعوية؟ - الاخطاء لا يمكن ان تفسد مشروع الاخوان الاصلي فهو دعوي تحرري يضمن العزة والوحدة للامة كلها ولهذا قلت بأن الاخوان اخطأوا اذ كان يجب عليهم بعد الثورة مباشرة ان ينتقلوا من «المحظورة» الى «القانونية» على غرار ما فعلوا من تأسيس حزب سياسي والحصول على رخصة لمحطة متلفزة واخرى لجريدة الحزب بحيث يقننوا اوضاعهم في ظل القانون الموجود واذا ما تغير يلتزمون بالقانون الجديد. وحزب الحرية والعدالة الا يجب ان ينظم من الجماعة؟ - قلت بضرورة ان يكون مستقلا بنسبة مائة في المائة واذا كانت هناك كوادر سياسية يحتاج اليها الحزب فلتنتقل اليه وتبقى الجماعة دعوية خالصة ولا تنغمس في العمل السياسي. معاملة متميزة اشهار جمعية باسم الاخوان اخيرا في خلال 24 ساعة استباقا لصدور تقرير هيئة مفوضي الدولة الذي قال بعدم قانونية الجماعة كيف استقبلته؟ - بالسعادة والحزن في آن! فأما السعادة؟ - السعادة ان الدولة بات فيها اجهزة ذات كفاءة عالية الى درجة قبول اوراق طلب اشهار جمعية ثم صدور قرار اشهارها في يوم واحد فهذا شيء جيد وليته يتم مع كل الجمعيات التي تقدمت بطلبات اشهار وعلى وزارة الشؤون ان تعتبر كل الجمعيات التي تقدمت باوراقها طلبا للاشهار واستوفتها مشهرة والا كان هناك تمييز ومنى الى الوزيرة المحترمة نجوى خليل، الامر الاخر لابد من منح قرار الاشهار لاية جمعية في نفس اليوم الذي تقدمت فيه بطلب الاشهار حتى يشعر الجميع بثمار الثورة ولكي تكون المعاملة واحدة للجميع. لم يسمعوا وما سبب حزنك؟ - انني لطالما طالبت الاخوان بعد الثورة ان يقننوا اوضاعهم ولكن لم يسمعوا. بم تفسر هذا؟ - انه يعكس التردد من جانب القيادة الاخوانية في اتخاذ القرار والتأخر في التعامل مع الاحداث حتى يلف حبل المشنقة حول الرقاب ثم يكون الاستيقاظ وهذا خطأ كبير ترتكبه قيادة اي حركة خصوصا اذا ما كانت في الحكم فلا يعقل ان جماعة حاكمة تنتظر صدور حكم المفوضية او تستبقه بساعات وتسارع لتوفيق اوضاعها في نفس اليوم قبل ان يتم عرض الامر على المحكمة الادارية. أشرت الى سعيكم لاشهار جمعية للدعوة والتربية والتجديد فهل تقدمت بطلبكم رسميا؟ - نعم وبعد طول انتظار جاء من يعاينون المقر فقالوا: «شقة كبيرة وجيدة ولكن هناك سريران في احدى غرفها ولهذا لا تصلح كمقر للجمعية»!، فقلت لهم بأن السريرين هما لضيوفنا الذين يأتون الينا من الخارج لاننا غير قادرين على الحجز لهم في الفنادق لكنهم اصروا على عدم منحنا الترخيص فتقدمنا عن طريق المحامي احمد ربيع واكملنا الاوراق في 6 مارس 2013 ولم يصدر قرار الاشهار رغم ان الاخوان قدموا اوراقهم في 19 مارس وحصلوا على قرار الاشهار في ذات اليوم ولهذا قلت لك بانني حزين. غاية الغرابة بم يكن ان تصف المشهد السياسي الآن؟ - مشهد معقد للغاية ومتشابك واخطاء الساسة كثيرة والانفلات الامني واضح والمظاهر تدعو الى العنف في ظل غياب العقل والحكمة وبروز العضلات والقوة من الجميع ولننظر على سبيل المثال كيف ان النائب العام يأمر بالقبض على بعض الناس ثم نجد القضاء يخلي سبيلهم وهكذا فالساحة مليئة بكثير من التناقضات وبمشاهد في غاية الغرابة. لماذا برأيك نصبح على هذا النحو بعد هكذا ثورة؟ - لان الثورة لم تكتمل ولم يكن لها قيادة وعندما كنت اقول بذلك في ابريل 2011 بميدان التحرير كانوا يضحكون ويقولون: «من اسرار نجاحنا عدم وجود قيادة»، وكان من رأيي آنذاك ضرورة الفصل بين الثمانية عشرة يوم الاولى من الثورة وبين استمرارية الثورة اذ لا يمكن لجسم ان يكون بلا رأس، واذكر انني كنت قد اتفقت مع عدد من المشاركين في الثورة من بينهم الشيخ مظهر شاهين والمستشار زكريا عبدالعزيز والدكتور أحمد دراج والاخ عزالدين الهواري على جمع ائتلافات الثوار للفترة الانتقالية وتسمية قيادة لهم بل وحددنا المكان لكن المشروع اختفى فأدركت ان هناك اياد تلعب، واعتقد ان الثورة لن تنجح بما يفعله الثوار الآن ومازلت اشدد على ضرورة ايجاد قيادة واحدة للثوار الحقيقيين تعمل على انجاز اهداف الثوار التي لايزال هناك من لا يقدر نقاشها ولا يحترم اهدافها. أهل الثقة هل حصد الاخوان من الثورة اكثر مما كانوا يستحقون بناء على مشاركتهم التي جاءت متأخرة؟ - الاخوان وصلوا السلطة بارادة شعبية ظهرت في صناديق الانتخابات وعليه لا يمكننا القول بأنهم اخذوا اكثر من حقهم فقد كان هناك احزاب تم اشهارها بعد الثورة وهناك احزاب موجودة منذ قبل الثورة واكثر من عشرة احزاب فلول ترخصت. الى اي مدى ترى ان هيئة المعاونين من مساعدين ومستشارين والتي تم تسميتها من قبل مؤسسة الرئاسة في بداية مسيرة حكم الدكتور محمد مرسي قد ادت واجبها؟ - اداء الرئاسة في هذا الجانب كان جدا ضعيفاً فالمعاونون تم اختيارهم بداية من اهل الثقة لا من اهل الكفاءة وبعد تسميتهم ومباشرتهم لعملهم عوملوا معاملة قاسية وتم اهمالهم ومنهم اناس محسوبون على التيار الاسلامي %100 كالدكتور سيف عبدالفتاح المحب للاخوان وهو عبقري في السياسة وكان ممكنا الاستفادة منه وكالدكتور سمير مرقص والاستاذة سكينة فؤاد ولكن لم يستفد منهم. ملفات شائكة الزمر اذن يوسد الى غير أهله فهل ننتظر الساعة؟ - لابد وان ننتظر كلنا الساعة سواء في مصر او في غيرها وستأتي الساعة سواء رضينا ام لم نرض، ان اهل الثقة ليسوا بالضرورة هم الاكفأ وما نراه ان الامر يوسد الى غير المتخصصين. ما دلالة اعلان القوات المسلحة عن ضبط زي الجيش عند محاولة تهريبه الى غزة بكميات كبيرة وما لذلك من انعكاس على الامن القومي المصري؟ - القضايا المتعلقة بالامن القومي تكون ملفاتها شائكة ولذلك فالحديث عنها والخوض فيها نوع من الرجم. الحديث يكون في ضوء المعطيات الموجودة والمعلنة؟ - القضية ليست بسيطة وهناك قضايا غامضة حتى الآن مثل حادث قتل الجنود في رفح والذي يتأرجح بين الحقيقة والخيال ازاء ما يثار وبين الواقع والقصور وبين المعلومات والتصريحات. في تصورك الشخصي ماذا تعتقد؟ - اتصور ان القتلة اما لصوص ظنوا ان هناك مع هؤلاء الجنود أسلحة وارادوا الاستيلاء عليها واما انهم من الجهادية السلفية التي يكفر اتباعها كل الناس فيما عداهم، واما انهم اسرائيليين ارادوا تهديد مصر او تجار مخدرات. غير معقول اراك لم تتصور احتمالية ان يكونوا عناصر من «حماس» وفق ما يتردد؟ - لا يمكن ان اصدق ان «حماس» تقع في مثل هذا الخطأ. ولماذا لا تصدق؟ - لان مصر هي الجبهة «اللي ربنا فاتحها عليهم» وغير معقول ان يسدوها خصوصا بعد ان ضاقت بهم سورية وغيرها من البلدان ومن الممكن ان يكون هناك من يروج لاتهام «حماس» في هذه المسألة وغيرها الهدف الاساءة للعلاقة المصرية الفلسطينية ويبقى اننا نعرف جيدا رجال حماس فهم على قدر كبير من الحكمة والاستفادة من الدروس. دولة فاشلة بعد «العميقة» من واقع خبرتك الطويلة وتجاربك الكثيرة هل تتوقع ان يعود الجيش مضطرا للساحة السياسية ولو لفترة مؤقتة اذا استمرت الاوضاع في مصر هكذا من سيئ الى اسوأ خصوصا مع تزايد المطالب الشعبية والنخوبية بذلك؟ - هذا احد سيناريوهات اربعة اولها وهو الامثل لمصر ان تستدرك الرئاسة ما فات وتأتي بفريق عمل جديد من المتخصصين يقوم بعملها ويضع خطة عمل جديدة وواقعية ويلتزمون بها بحيث يكون اهل الكفاءة في المواقع والمناصب وابعاد اهل الثقة ان لم يكونوا بنفس القدر من الكفاءة مع معالجة قضية الانفلات الامني وتدشين حوار وطني حقيقي واعتماد مبدأ المشاركة لا المغالبة في ادارة شؤون البلاد.. والسيناريو الثاني ان تنتقل الدولة من كونها دولة عميقة الى دولة فاشلة وهي في الطريق لذلك ويكون هناك خشية على الامن القومي وينقسم المجتمع اكثر ويؤدي هذا الانقسام الى نوع من الحرب الاهلية ولو في بعض المناطق وعندها لن يجد الجيش نفسه الا مضطرا للتدخل وحماية الوطن ولسوف يرحب الناس به كثيرا ولو حدث هذا السيناريو فانني انصح الجيش ان يكون تدخله لعام او لعامين لا اكثر ثم تجرى انتخابات رئاسة وبرلمانية، اما السيناريو الثالث فيمثل في استمرار حالة الفوضى وازدياد اعمال البلطجية والعنف ويرفض الجيش التدخل فتقوم ثورة جياع او حتى ثورة حضارية وعندها لا مفر من ان يشكل الثوار قيادة لهم ويتمكنوا من حشد الناس حولهم، يبقى السيناريو الرابع وهو ان تزداد فتاى واستخدام العنف وتتدخل امريكا معتبرة ذلك ارهابا ويكون مبررها حماية حقوق الاقليات ثم تشتعل سيناء بما يؤكد لواشنطن وجود ارهاب وتقول بان مصر غير قادرة على معالجة الوضع ومن هذه الثغرة يكون تدخلها. أسوأ سيناريو وهل يمكن ان يصل الامر عندها الى حد فرض الوصاية الدولية على مصر؟ - لا اعرف كيف ستكون الآلية، المهم ان امريكا ستكون موجودة ومعها الغرب وحلف الناتو.. انه اسوأ سيناريو فعلا يمنك ان تواجهه مصر. هل الرئيس مرسي برأيك قادر على سلك طريق السيناريو الاول بمفرده وبعيدا عن مكتب الارشاد؟ - اذا استقل ولجأ للشعب واستفاد من الناس واستحدث مجموعة من المؤسسات الوطنية القومية لا الاخوانية او الحزبية بحيث يكون هناك مؤسسة للبحث والتفكير واخرى لقياس اتجاهات الرأي وثالثة لتقويم الاداء وبحيث يشير العلماء سينجو وتنجو مصر وينجو الاخوان