استعرض الدكتور خالد بن محمد العطية- وزير الدولة للشؤون الخارجية- العلاقات الاقتصادية بين تركيا وقطر، والتطور الذي مرت به، وقال في كلمته خلال أعمال «الملتقى الاقتصادي التركي-العربي» أن هناك أكثر من 25 شركة تركية تعمل في قطر اليوم، وأن حجم الأعمال التركية في قطر بلغ نحو 20 مليار دولار أميركي. ونجح «الملتقى الاقتصادي التركي-العربي» الذي انعقد في إسطنبول برعاية رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وبتنظيم من «مجموعة الاقتصاد والأعمال» على الرغم من صعوبة الظروف الأمنية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة العربية، في استقطاب نحو 700 مشارك من تركيا وبلدان عربية وأوروبية مختلفة تقدّمهم مجموعة من الوزراء ومحافظي بنوك مركزية وقادة كبريات الشركات العاملة في مجالات الاستثمار والصيرفة والتطوير العقاري والصناعة والتجارة والسياحة. وقال بيان صادر عن الشركة المنظمة للحدث إن الملتقى الذي ينعقد في دورته الثامنة في فندق «فور سيزونز فوسفوراس، إسطنبول» على مدى يومين استهل أعماله رسميًا بعد ظهر أول أمس وحضره حشد من الفاعليات الاقتصادية والدبلوماسية العربية والتركية تقدمهم نائب رئيس مجلس الوزراء التركي علي باباغان، ووزير المالية التركي مهمت شمشك، ووزير الاستثمار المصري أسامة صالح، ووزير التنمية الاقتصادية والتجارية في أوكرانيا إيغور براسولوف، وحشد من الشخصيات الدبلوماسية ورجال أعمال ومستثمرون. في الكلمة التي استهل بها حفل الافتتاح أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة الاقتصاد والأعمال رؤوف أبو زكي أن الملتقى أصبح حدثًا إقليميًا كبيرًا ليس فقط من حيث استمراريته بدعم من الحكومة التركية بل في تطوره وتوسعه لتحقيق رسالة المجموعة الهادفة إلى بناء التواصل بين قيادات الأعمال في الدول والقطاعات وتشجيع الاستثمار والتعاون الاقتصادي، لافتًا إلى عدد من المؤتمرات التي نظّمتها وستنظمها المجموعة في تركيا تتناول قطاعات مختلفة كالصحة والغذاء والعقار والبورصة. ورأى أبو زكي أن «المرحلة الانتقالية الصعبة والمكلفة اقتصاديًا التي تمر بها عدة دول عربية جعلت من تركيا إلى حد كبير ملاذًا للمستثمرين والمصدرين وللسياحة العربية. وهو الأمر الذي تجلّى في حركة الاستثمارات العربية–التركية المتبادلة التي تزايدت بشكل ملحوظ كما السياحة. واعتبر أن الإقبال العربي على تركيا له ما يبرره، «فهي تتمتع باقتصاد قوي وحيوي حافظ على النمو خلال السنوات الأخيرة بالرغم من الأزمة المالية العالمية والأوضاع الاقتصادية المضطربة في الاتحاد الأوروبي. خاتمًا بشكر جميع الجهود التي تضافرت لإنجاح هذا الحدث وفي مقدمها رئيس الوزراء أردوغان. من جهته، شكر رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في تركيا رفعت هيسارجيكلي أوغلو، في بداية كلمته جميع من أسهم في تطوير العلاقات بين تركيا والدول العربية. وأشار إلى أن العالم يشهد الكثير من التحولات، لاسيما ما تمر به المنطقة العربية، وأكد «إن جغرافية بلادنا شعرت هذه التحولات، لقد عشنا سويًا أتراكًا وعربًا لمئات السنين وبإمكاننا أن نستفيد من تاريخنا المشترك لخدمة قضايانا الاقتصادية. ولفت هيسارغيكلي أوغلو وإلى أن الصادرات التركية إلى البلدان العربية تضاعفت 11 مرة خلال السنوات الخمس الأخيرة، كذلك تضاعفت الواردات التركية من الدول العربية بنسبة 12 مرة عما كانت عليه، بالسابق، مشيرًا إلى أن التبادل التجاري بين تركيا والدول العربية يبلغ اليوم نحو 50 مليار دولار سنويًا. ودعا رئيس اتحاد الغرف التركية إلى النظر إلى الدول الأوروبية وما فعلته في اتحادها، وقال «نرغب أن يكون العالم العربي مستقرًا، كذلك نرغب في تمتين أواصر العلاقات بيننا وبين إخواننا العرب، ويمكننا أن نسهم كثيرًا في تحقيق إعادة الإعمار للمنطقة العربية سويًا، ونحن مستعدون لتقديم كل الدعم المطلوب في سبيل ذلك. يجب ألا ننظر إلى بعضنا كمنافسين، ولكن كمكملين لبعضنا البعض. كما عرض وزير الاستثمار المصري أسامة صالح للأوضاع الاقتصادية في مصر بشكل عام، وتطرق إلى الجهود التي بذلتها وتبذلها الحكومة المصرية منذ تسلمها لمهامها بهدف التحسين والتطوير على مختلف الصعد، لاسيما ما يتعلق بتحفيز الاستثمار الأجنبي في البلاد. وفي هذا الإطار أشار صالح إلى أن الحكومة المصرية تتوقع أن يبلغ حجم الاستثمار الأجنبي في مصر هذا العام 5 مليارات دولار. وفي ذات السياق تناول وزير المالية التركية مهمت شمشك الأهمية الاستراتيجية لموقع تركيا بالنسبة للعالم العربي والدور الذي من الممكن أن تضطلع به على أكثر من صعيد. وعرض بالأرقام للتطور الذي شهده الاقتصاد التركي خلال الأعوام الأخيرة والنجاحات التي حققتها القطاعات.