ألمح الرئيس اللبناني ميشال سليمان إلى عدم رضاه عن دعوة وزير خارجيته عدنان منصور الجامعة العربية إلى إلغاء قرارها بتعليق عضوية سوريا خلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب في القاهرة الأربعاء الماضي. وأثارت تلك الدعوة انتقادات واسعة داخل لبنان؛ باعتبارها خرقًا ل"سياسة النأي بالنفس" التي يقول لبنان إنه يتبعها بشأن الأزمة السورية. وكانت الجامعة قد قررت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 تجميد مقعد سوريا، متهمة النظام بقمع الاحتجاجات التي بدأت سلمية في مارس/ آذار من العام نفسه للمطالبة بإصلاحات سياسية. فعقب لقاء أطلع عدنان خلاله الرئيس على أجواء اجتماعات القاهرة، أشار سليمان، في بيان تلقى مراسل "الأناضول" نسخة منه اليوم السبت، إلى أن "مجلس الوزراء اعتمد سياسة النأي بالنفس عن الأزمة السورية، وتم التوافق في شأنها في هيئة الحوار الوطني". ومضى قائلا: "لذلك فان اعلان اي موقف أو اقتراح من قبل المسؤولين والوزراء، وتحديدا وزير الخارجية، في المحافل الدولية يجب أن يعكس هذه السياسة من دون أي التباس، ويستوجب التشاور المسبق في شأنه مع رئيس الجمهورية، الذي يتداول بدوره هذا الموضوع مع رئيس الحكومة". وفور عودته من القاهرة إلى بيروت، تلقى الوزير منصور رسالة من رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي. وفي البداية نفى الوزير أن تكون الرسالة قد وصلته، ثم عاد واعترف مساء أمس الجمعة بوصولها إلى مكتبه بينما كان يقدم العزاء في السفارة الفنزويلية في وفاة الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز. وردا على هذا النفي، هددت الأمانة العامة لرئاسة الحكومة اللبنانية بنشر الرسالة التي وجهتها إلى منصور على خلفية دعوته الجامعة العربية إلي رفع تعليق عضوية سوريا. وكانت مصادر مقربة من رئيس الوزراء قد صرحت بأن "الرسالة جاءت بقرار من ميقاتي؛ بعدما تكررت مواقف منصور التي لا تعبر عن توجهات الحكومة"، وفقا للمصادر. وبينما رفض منصور الإفصاح عن مضمون الرسالة، قالت تقارير صحفية لبنانية اليوم إنها "رسالة شديدة اللهجة تلومه (وزير الخارجية) على موقفه من الملف السوري وتجاوزه سياسة الحكومة القائمة على النأي بالنفس". وقد انتقدت قيادات المعارضة، وعلى رأسها سعيد الحريري زعيم "تيار المستقبل"، موقف وزير الخارجية، وشنت هجوما حادة على الحكومة التي يشارك فيها حزب الله، حليف رئيس النظام السوري بشار الأسد. بينما اعتبر رئيس كتلة "حزب الله" البرلمانية محمد رعد أن موقف وزير الخارجية يعبِّر بكل "دقة ومسؤولية وطنية وقومية عن الموقف الرسمي اللبناني إزاء الأزمة السورية". وتسلم الرئيس الللبناني اليوم دعوة رسمية من أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني عبر سفير قطر في بيروت سعد المهندي من أجل حضور القمة العربية في الدوحة يومي 26و27 من الشهر الجاري. وانتهت مداولات وزراء الخارجية العرب بالقاهرة الأسبوع الماضي إلى دعوة "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" إلى تشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد سوريا في الجامعة.