يُعقد المؤتمر العالمي التاسع لصناديق الاستثمار والأسواق المالية الإسلامية فعالياته على مدار يومي 27 و28 مايو الجاري والذي من المقرر أن يشارك به ما يزيد عن 400 من أبرز الشخصيات ورواد الفكر في مجال الصناديق المالية والاستثمارات الإسلامية الدولية في مملكة البحرين. ويُعد هذا المؤتمر أكبر تجمُّع سنوي لأبرز المؤسسات الدولية العاملة في مجال الاستثمارات الإسلامية وقادة القرار في هذا المجال. ويشهد المؤتمر العالمي التاسع لصناديق الاستثمار والأسواق المالية الإسلامية- الذي يُقام في إطار شراكة إستراتيجية مع مصرف البحرين المركزي- الإعداد لعقد مناقشات تفصيلية تتناول موضوع "توسيع قاعدة المستثمرين وجهات الإصدار المالية علاوة على السعي لتعزيز نمو رأس المال الأموال والاستثمارات الإسلامية على الصعيد الدولي". وفي إطار الإعلان عن انطلاق فعاليات المؤتمر، صرح ديفيد ماكلين الرئيس التنفيذي للمؤتمر العالمي لصناديق الاستثمار والأسواق المالية الإسلامية أن مجال التمويل الإسلامي الدولي أصبح يمثل شريحة أساسية في الأسواق المالية العالمية حيث تَمَكَّن من جذب الأنظار إليه كنموذج حيوي وبديل فعّال للوساطة المالية. وأشار الي أن المجال شهد مؤخرًا معدلات نمو هائلة ، حيث أشارت التقارير الصادرة عن بعض الأسواق الرئيسية إلى نمو مجال التمويل الإسلامي بنسبة 50% أسرع من نماذج التمويل التقليدية. ويُعزى هذا الجانب الإيجابي إلى التوسع المضطرد لمنتجات وخدمات الأوراق المالية الإسلامية التي تميزت بمعدلات نمو ملحوظة في الأسواق الرئيسية في جميع أنحاء أوروبا والدول الآسيوية المطلة على المحيط الهادئ ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودول آسيا الوسطى. وتوقع ماكلين أن تصل السوق المالية الإسلامية إلى آفاق هائلة ولكن الإيقاع السريع والمستدام لنمو مجال التمويل الإسلامي يتوقف على اجتذاب تدفقات استثمارية دولية جديدة إلى جانب جهات إصدار جديدة من الأسواق الرأسمالية. وتشير أحدث التوقعات إلى أن سوق الصكوك الإسلامية الدولية ستنمو بنسبة تزيد عن 140% ليصل حجم إصداراتها إلى 292بليون دولار بحلول عام 2016. وأوضح أنه على الرغم من ذلك ينبغي المسارعة لمواجهة بعض التحديات المتعلقة بمجال الصناديق المالية والاستثمارات الإسلامية لضمان وقوف هذا القطاع على أسس ثابتة وأرض صلبة أمام أي تطورات أو نمو يحدث في المستقبل علاوة على السعي لتوظيف كل إمكانياته واستغلال إيجابياته. وتنطلق فعاليات المؤتمر العالمي التاسع لصناديق الاستثمار والأسواق المالية الإسلامية يوم 27 مايو بكلمة افتتاحية يلقيها عبد الرحمن محمد الباكر المدير التنفيذي لرقابة المؤسسات المالية في مصرف البحرين المركزي. من جانب آخر، صرح عبد الرحمن محمد الباكر إن مجال التمويل والعمليات المصرفية الإسلامي على الصعيد العالمي قد خطا خطوات واسعة حيث يضم حالياً مجموعة متنوعة من المنتجات والخدمات المالية الإسلامية التي تنتشر في كافة أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا وأفريقيا. هذا ومن المتوقع أن يصل حجم الأصول المصرفية الإسلامية عالمياً بما يزيد عن 2 تريليون دولار في عام 2015، حيث بلغت تلك الأصول 1.3 تريليون دولار في عام 2011 وشهد هذا المجال معدل نمو هائل بلغ نحو 20%. واكد أنه بالرغم من هذا التقدم، الا انه لا يزال هناك فائض هائل قابل للاستثمار في العالم الإسلامي لم يُستغَل حتى الآن استثماريًّا نظرًا لعدم كفاية الأدوات الاستثمارية المتوافقة مع أحكام الشريعة كما أن مستوى العرض لا يزال أقل من الطلب حتى في ظل استمرار تسجيل عدداً من الإصدارات المالية. ونظرًا للتوقعات بنمو مجال التمويل والاستثمارات الإسلامية على الصعيد الدولي واتساع قاعدة المستثمرين عالميًّا، من المهم أن يعمل هذا القطاع على تشجيع ابتكار أدوات مالية ووسائل استثمارية إسلامية جديدة والسعي للوصول إلى أسواق لم تصل إليها تلك الاستثمارات بعد. وأضاف الباكر أن مصرف البحرين المركزي يأمل أن تساعد المناقشات التي ستُجرى في هذا المؤتمر على إستغلال كافة القدرات الكامنة في هذا المجال الحيوي. ومن ضمن برنامج المؤتمر الكلمة التي سيلقيها د. خالد الفقيه الأمين العام ورئيس المكتب التنفيذي لهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية والتي ستعقب الكلمة الافتتاحية لتركز على تحليل الإستراتيجيات الخاصة بتبني معايير مالية دولية جديدة في مجال الاستثمارات الإسلامية وإنشاء أُطُر تنظيمية أقوى لدعم تطوير مجال الصناديق المالية والاستثمارات الإسلامية على الصعيد الدولي. كما سيجري في الجلسة التي يترأسها د. سيد فاروق، الرئيس العالمي للأسواق الرأسمالية الإسلامية بشركة تومسون رويترز، ويشارك بها حسن الجبري، الرئيس التنفيذي لشركة سدكو كابيتال، وراشد عُويش، المُؤسس الشريك ورئيس جمعية خبراء التمويل الإسلامي، ومُحي الدين قرنفل، كبير مسؤولي الاستثمار للصكوك العالمية وصندوق الدخل الثابت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشركة فرانكلين تمبلتون المحدودة (الشرق الأوسط) للاستثمارات والتي سيتم خلالها تبادل وجهات نظر تحليلية للتغلب على التحديات التي تواجه مجال إدارة الأصول الإسلامية، كما ستُناقَش الحاجة إلى نشر صناديق الاستثمار عبر الحدود والارتقاء بمستوى تنافسية صناديق الاستثمار الإسلامية. و بهذه المناسبة، علَّق حسن الجبري؛ الرئيس التنفيذي لسدكو كابيتال قائلاً "على الرغم من نجاح مجال التمويل الإسلامي العالمي في ابتكار أدوات ووسائل جديدة، ما زال هناك مُتسع لتحقيق تنوع أكثر في تطوير المنتجات ونطاقها الجغرافي وتنوع فئات الأصول". وأكد أنه عادة ما يلاقي المستثمرون الإسلاميون صعوبة في الوصول إلى نفس فرص الاستثمار التي يصل إليها المستثمرون التقليديون، ويمثل هذا في تنوع فئات الأصول في المنتجات الاستثمارية المتوافقة مع أحكام الشريعة تحديًا وفرصة في الوقت ذاته، فالزيادة الكبيرة في أنشطة الاستثمارات الإسلامية عبر الحدود إلى جانب الإدراك المتزايد للمستثمرين الإسلاميين بأهمية التنوع في محافظ استثماراتهم يدفعان مجال الاستثمارات وصناديق الاستثمار الإسلامية إلى الاستثمار في فئات الأصول الجديدة وتطوير صناديق استثمار جديدة لتحقيق تنوع أفضل وكذلك إدارة محافظ الاستثمارات بشكلٍ أفضل. وأضاف حسن الجبري المحادثات المهمة التي من المُزمع عقدها في المؤتمر العالمي لصناديق الاستثمار والأسواق المالية الإسلامية هذا العام ستسعى إلى التغلب على التحديات التي تُواجه مجال الاستثمارات الإسلامية العالمية وتحسين الوضع التنافسي لصناديق الاستثمار الإسلامية.