تناولنا في الحلقة الأولى من ملف "دعم رجال الأعمال لمرشحي الرئاسة"، مقدمة حول الدور الذي لعبه رجال أعمال الحزب الوطني المنحل، في الحياة السياسية على مدار فترة حكم النظام السابق، وكيف أنهم حجزوا مقاعدهم أسفل قبة البرلمان، وهي النسبة التي كانت تتزايد باستمرار كل دورة برلمانية، إلى أن جاءت الثورة فأسقطت برلمان العار (برلمان 2010)، وأنهت أسطورة سيطرة رجال الأعمال على الحياة السياسية. وفي الحلقة الثانية من الملف، نبدأ أولى دلائل دعم رجال الأعمال لمرشحي الرئاسة، والتي تجلت في تبني رجل الأعمال المصري محمد مؤمن، لحملة دعم وتأييد د.محمد سليم العوا، المرشح المحتمل للإنتخابات الرئاسية. ومحمد مؤمن، هو أحد رجال الأعمال المصريين، العاملين بقطاع الأغذية، وهو رئيس مجموعة مؤمن الشهيرة، والتي يبلغ رأسمالها نحو ما يقرب من 150 مليون جنيه، مملوكة بالكامل لعائلة مؤمن، وتتبعها 7 شركات، هي بيتزا كينج وسلسلة مطاعم مؤمن والمتحدة للخضروات وسلسلة بلانت افريكا والمتحدة للاغذية "ثري شيفس"، ويصل عدد مطاعم مؤمن في مصر وخارجها الى 60 فرعا.. تخدم نحو 9 مليون عميل سنويا، ويصل إجمالي مبيعاتها نحو 17 مليون ساندوتش، وهي أكبر شركة في سوق التصنيع الغذائي، وتستحوذ على ما يزيد على 55% من سوق "الفراخ البانية" وحصة كبيرة في "البرجر" و"الكفتة". يعمل مؤمن مديرًا لحملة الدكتور محمد سليم العوا، ويرافقه في معظم زياراته وجولاته الترويجية، تولدت هذه العلاقة بعد صداقة بين الطرفين، إذ آمن مؤمن بقدرات العوا كرجل قانون، فراح يدعمه، ويدافع عن كل الاتهامات الموجهة للعوا، والتي برزت خلال الفترة الأخيرة، عندما اتهم العوا بأنه "مُتحول"، بعد أكثر من موقف تحول فيه عن موقفه، فخرج مؤمن بتصريحات قوية للغاية، مدافعًا عن مرشحه، ومؤكدًا على أن علاقة العوا بالمجلس العسكري (ليست تهمة)، وهو التصريح الذي وجد ردود فعل متباينة، معظمها غاضبة، زادت من الهجوم على العوا، باعتبار أن مدير حملته لم ينكر علاقته بالمجلس العسكري، وأكد أنها في صالح الوطن، بعد أن أشار إلى أن العوا وجد بعض الغموض في عدد من قرارات المجلس العسكري. قال محمد مؤمن، في تصريحات خاصة ل "أموال الغد" إن دعمه للدكتور محمد سليم العوا، المرشح المحتمل للإنتخابات الرئاسية، ليس دعمًا ماديًا، لكنه دعمًا معنويًا، خاصة أنه آمن بقدرات هذا الرجل، ووجد في سماته الشخص المناسب لحكم دولة عريقة بحكم مصر، خاصة أنه يتمتع بالكثير من الخبرات التي تؤهله لاجتياز مصر الفترة الراهنة. أشار لخبرة العوا في المجال القانوني، وخاصة القضايا الإقتصادية منها، بما يحتاجه الشارع المصري الآن، موضحًا في الوقت ذاته إلى أن مرجيعة الدكتور محمد سليم العوا الإسلامية كانت سببًا آخر في لدعمه، خاصة أنه إسلامي معتدل وليس متطرفًا. العوا (70 سنة) لديه باع طويل في العمل بالقضايا الاقتصادية، فهو من أبرز المحاميين في المجال التجاري، وهو محكم معتمد لدى مركز القاهرة للتحكيم التجاري والدولي، ومحكم معتمد في قائمة المحكمين المصرية الصادرة بقرار وزير العدل تنفيذًا للقانون رقم 27 لسنة 1994 في شأن التحكيم التجاري، كما أنه عمل محكمًا، ورئيسًا لهيئة التحكيم، وخبير هيئة تحكيم، وخبير دفاع في عديد من قضايا التوفيق، منها تحكيم شركة جيتكو (وكلاء تيسن للمصاعد) ضد شركة سورتكس-فرنسا، زيوريخ 1993، وتحكيم الشركة المصرية العربية للمقاولات ضد هيئة مياه القاهرة، القاهرة 1993، وتحكيم شركة الفنادق المصرية ضد شركة وينا الدولية للفنادق (بشأن فندق النيل)، القاهرة 1993، وغيرها من قضيايا التحكيم التجاري الشهيرة. img src="http://cdn2.amwalalghad.com/imagesdirectory/stories/zzzhgda.jpg" mce_src="images/stories/zzzhgda.jpg" alt="alt" title="أحمد نظيف أثناء زيارته ل " مؤمن"="مؤمن"" "=""" وبرقية="وبرقية" بخطة="بخطة" يده"="يده"" class="caption" /وفي السياق نفسه، شن مجموعة مكونة من نحو ما يقرب من 200 عامل بمطاعم مؤمن حملة هجوم شرسة ضد إدارة الشركة، كان لمحمد مؤمن وعلاقته بالعوا، النصيب الأكبر فيها، ففي الوقت الذي يطالب فيه العاملون بإصلاحات جوهرية في منظومة الأجور داخل المطعم، راحوا ينتقدون أيضًا علاقة مؤمن بالعوا، واصفينهم ب "المتحولون". وعلى الرغم من كون محمد مؤمن له دور بارز خلال ثورة 25 يناير، رصده في ندوة سابقة نظمتها "أموال الغد" كشف خلالها أنه الممول الرئيسي ل "المطعم" و"السندوتشات" التي كان يتم توزيعها أثناء الثورة، إلا أن العاملين بالمجموعة وصفوه على أنه من "الفلول"، وأنه قد تحول أثناء الثورة بما يخدم أجندته ومصلحته الشخصية كرجل أعمال، وهي الاتهامات التي تم نفيها أكثر من مرة، خاصة أن مؤمن مشارك دائم في الاحتجاجات والمظاهرات بداية من 25 يناير وحتى الآن. استشهد العاملون بزيارة رئيس الوزراء الأٍسبق د.أحمد نظيف، لمطاعم مؤمن عام 2005، والتي وصفوها ب "الدليل القاطع" لعلاقة مؤمن بالحزب الوطني، وأنه تحوّل عن مواقفه السياسية تزامنًا مع الثورة.. محذرين من خطورة سيطرة رجال الأعمال على الساحة السياسية، أو أية تواجد لهم. أدان العاملون بالشركة ما وصفوه ب "زواج رجال الأعمال بالسطة" والذي قد يتكرر في مصر خلال المرحلة المقبلة أيضًا، مطالبين مؤمن بضرورة إجراء إصلاحات بالشركة، قائلين "لما تصلح المشاكل اللي في شركتك.. صلح البلد وأدعم مرشح للإنتخابات الرئاسية". اقرأ أيضًا : دعم رجال الأعمال لمرشحي الرئاسة (1 من 6) .. وفي الحلقة القادمة – هل يدعم مجتمع الأعمال عمرو موسى؟