كشف تحليل أعدته "بلومبرج نيوز" لأرقام قاعدة بيانات "كومتريد" (Comtrade) حول التجارة العالمية منذ عام 2019 الصادرة عن الأممالمتحدة، عن اعتماد ما يزيد على 130 اقتصاداً حول العالم، على روسيا أو أوكرانيا بشكل أساسي، أو بيلاروسيا المجاورة لهما في توريد بعض السلع، الأمر الذي يشير إلى تهديداً خطيراً لتدفق التجارة العالمية، جراء الحرب الروسية الأوكرانية. حتى الآن، ركزت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة عقوباتها على قطاع المال الروسي، والمليارديرات والنخب السياسية، وتركت دون عقوبات قطاع الطاقة، الذي ما زال يضخ الغاز الطبيعي إلى العملاء الأوروبيين الذين يعتمدون عليه اعتماداً كبيراً. غير أن قادة الغرب أعلنوا أن جميع الخيارات مطروحة، وهناك دلائل على أن الصين نفسها، وهي الحليفة المقربة من روسيا، ربما تمارس ضغوطاً، مع تخفيض العديد من البنوك التابعة للدولة تمويلها للمشتريات من السلع الروسية. إقرأ أيضاً: رئيس الوزراء يتابع جهود توفير السلع الأساسية والتمويل اللازم لها في ضوء الأزمة الروسية الأوكرانية رويترز: أسعار البترول قد تحلق فوق 100 دولار للبرميل مع عزل روسيا عن نظام سويفت علاوة على أنها منتج عملاق للطاقة، تعد روسيا منتجاً كبيراً أيضاً للمعادن الأساسية والنفيسة، فيما تعتبر أوكرانيا واحدة من أكبر مصدري المحاصيل الزراعية في العالم. تشتري فنلندا 90% من وارداتها من معدن النيكل من روسيا، التي توفر أيضاً ما يقرب من نصف واردات تركيا من الألمنيوم. وتعد بريطانيا أكبر مستورد للذهب من روسيا، بواردات بلغت قيمتها نحو 17 مليار دولار في عام 2020. حتى الولاياتالمتحدة ربما تتعرض لبعض المخاطر. ففي عام 2020، اشترت الولاياتالمتحدة 3.5 مليون طن متري من خام الحديد –وهو مكون أساسي في إنتاج الصلب– من روسياوأوكرانيا. ووصلت هذه الكمية إلى ثلاثة أرباع إجمالي وارداتها من المعدن في ذلك العام، وكانت تعادل 19% من إنتاجها المحلي. تجارة القمح والحرب الروسية مصر وتركيا تحصلان بدورهما على ما يزيد على 50% من وارداتهما من القمح من روسياوأوكرانيا، وتستورد كل من الهندوالصين زيوت عباد الشمس وبذرة القطن، بمئات الملايين من الدولارات من أوكرانيا. في عام 2019، اشترت البرازيلوالصين 30% على الأقل من وارداتهما من الأسمدة من روسياوبيلاروسيا، بما يعادل إجمالاً 3.4 مليار دولار، وكذلك تشتري الولاياتالمتحدةوالهند أسمدة منهما بكمية كبيرة. بالنسبة إلى عدد قليل من البلدان والمنتجات، تعتبر روسيا عميلاً رئيسياً، وهناك مخاطر بأن يتأثر الطلب سلباً بسبب العقوبات وبعض النتائج الاقتصادية الأخرى المترتبة على الأزمة. مثال ذلك، معاطف الفرو والملابس والإكسسوارات التي اشتراها الروس بقيمة 5 مليارات دولار من المصانع الصينية في عامي 2019 و2020 –أو ما يقرب من ثلثي مبيعات هذه المصانع في الأسواق الخارجية. تبيع الأكوادور نحو 20% من محصول الموز إلى روسيا، بما يعادل 600 مليون دولار سنوياً. كما تعتبر روسيا كذلك سوقاً رئيسياً لقطع غيار المفاعلات النووية من فنلندا.