في ظل التوجهات الحالية الرامية الى إعادة هيكلة وتنمية شريحة الشركات الصغيرة والمتوسطة ، تتجه الانظار الى بورصة النيل بإعتبارها أحد المحاور الهامة المخصصة لدعم تلك الشريحة من الشركات خاصة مع تراجع البنوك عن القيام بهذا الدور خلال الفترات الماضية . خبراء سوق المال ، أكدوا على أهمية وجود رؤية استثمارية واضحة لمنظومة سوق المال وجملة القوانين والاجراءات الادارية والتنفيذية المنظمة لعمل سوق المال . وأضاف الخبراء أن وجود اطر واضحة ووضع محفزات ايجابية للقيد بالسوق الرئيسية أو بورصة النيل ضروري لتدعيم وضع السوق وخلق تواجد قوي لدوره كأداة تمويلية عَبر زيادة حجم الشركات الوافدة . مصطفى نميرة ، المستشار الفنى والاقتصادى بشركة تايكون لتداول الاوراق المالية ، أكد أن المشروعات الصغيرة و المتوسطة فى مصر تحتاج إلى طفرة شاملة خاصة ببورصة النيل خلال الفترة المقلبة في ظل التوجهات الرامية من قبل الرئيس المنتخب صوب إعادة هيكلة هذا القطاع من الشركات ، مؤكدا أن إقتصاد أى دولة لا يستطيع أن يقوى دون النهوض بهذه المشروعات . وأضاف أن أهم المشكلات التى تواجه هذه الشركات تتمثل فى التمويل ، خاصة فى ظل تخاذل دور البنوك فى تمويلها ، ليظهر دور بورصة النيل كأداة تمويلية مهمه لهذة النوعية من الشركات . وأشار الى أن دور بورصة النيل كان محدود للغاية خلال الفترة الماضية كأدة تمويلية فعالة ، وذلك تزامنا مع الإجراءات المُعقدة للغاية لقيد الشركات بها ، مؤكدا ان الازمة ليست فى القوانين المنظمة لعملية القيد ولكنها فى الإجراءات التنفيذية لهذة القواعد . وأكد أن عملية القيد ببورصة النيل تحتاج الكثير من التسهيلات لتشجيع الشركات على القيد ، خلال الفترات المقبلة لخلق سبل متنوعة أمام تلك الشركات تمول بدورها خطط تلك الشركات . وعلى صعيد ضريبة الأرباح الرأسمالية ، أكد ان هذه الضريبة مقارنة بباقي دول العالم تعتبر ضئيلة ، ولكن أزمتها الحقيقة متمثلة فى توقيت إقرارها والذي يتطلب توفير مناخ إستثمارى و إقتصادى مناسب . نشأة بورصة النيل بدأت تداولات بورصة النيل في3 يونيو 2010 ، الا انها تأثرت بتداعيات الأزمة العالمية مما أفقد قدرتها على تحقيق أهدافها الرئيسية مع بداية اشعار تداولاتها بالاضافة إلي بعض المشاكل المتعلقة من الناحية العملية والمتمثلة في نظام التداولات "المزايدات" والذي لم يلقى قبولاً من المستثمرين خلال تلك المرحلة لتبدأ بالتداول على اسهم 10 شركات ومن ثم عدم النجاح طوال العام الاول سوى فى جذب ثمانى شركات وسط قيم وتداولات متدنية ، ومع تعاقب الفترة بدأت وتيرة الاحداث السياسية في الانطلاق مع اندلاع ثورة يناير ودخول مصر مرحلة انتقالية افقدت بدورها جميع الجهات العاملة توازنها وبالتالي تأثر أولويات كافة الادارات في مختلف المؤسسات ليستمر تأثير تلك الاحداث المتسارعة طوال فترتي محمد عبد السلام ومحمد عمران على الرغم من قيام الاخير بتغيير نظام التداول في محاولة لتدعيمها الا ان حدة الاحداث السياسية أثرت بصورة كبيرة . وأكد أحمد شحاته ، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة النوران للتداول ، على الدور المتخاذل لبورصة النيل خلال الفترة الراهنة كأدة تمويلية للشركات الصغيرة و المتوسطه ، مضيفا أن قدرة بورصة النيل على القيام بهذا الدور يتطلب منظومة ورؤية مستقبيلة شاملة وواضحة الملامح لا تنحصر فقط فى الخمس أو العشر سنوات القادمة ، ولكن خطة نستطيع من خلالها تحديد الأدوار الفعالة للبورصة المصرية و كيفية تحقيق ذلك . وفى سياق متصل قال أن البورصة بذاتها لم تقم بدورها فى تمويل المشروعات الكبيرة ، فحجم تداولنا لا يتجاوز الملياري جنيه ، ومن ثم فكيف يكون لبورصة النيل هذا الدور الا من خلال خلق مناخ استثماري مناسب وتسهيل الاجراءات ووضع المحفزات . وأشار إلى ضرورة القيام بمؤتمر ضخم تمثلة كلا من إدارة البورصة و الهيئة و شركات السمسره و ممن لهم علاقة بسوق المال ، ومن ثم دراسة الوضع الحالى و المتطلبات اللازمة للنهوض بدور هذه الأداة الأستثمارية الضخمة ، وتحديد إحتياجات السوق و إحتياجات المستثمرين و كيفية القيام بذلك ، بهدف تدعيم القدرة على وضع خطة شاملة لكل الأمور المتعلقة بالإفصاح و أحجام الشركات و قواعد القيد و الشطب و غيرها من الإجراءات التنفيذية و الإدارية . توقيع اتفاقية مع ايتيدا وتغيير نظام التداول ابرز التطورات على بورصة النيل وشهدت بورصة النيل تغيير نظام المزايدة بعد عام على تدشينها نظراً لسلسلة الانتقادات الحادة التي تعرض لها من جميع اطراف المنظومة سواء مساهمين ، شركات إلي اخره . كما قامت بتوقيع إتفاقية مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا" لمد جسور التعاون بين الطرفين في دعم وتمويل الشركات المصرية الصغيرة والمتوسطة المتخصصة في صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات باعتبارها قاطرة النمو الاقتصادي وأحد أهم المحاور الرئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية كما توفر فرصة أمام المستثمرين لتنويع استثماراهم في سوق الأوراق المالية. رئيس البورصة أبرز الإجراءات خالد سري صيام -عقد مؤتمرات ترويجية على فترات مع التأكيد على استمرارية نظام المزايداة محمد عبد السلام -فترة انتقالية شهدت مناقشات لتعديل قواعد وشروط القيد ببورصة النيل محمد عمران - تغيير نظام المزايدة وتطبيق نظام التداول المستمر - عقد مزيد من المؤتمرات الهادفة إلي ترويج القيد ببورصة النيل - إنتهاج خيار إعفاء الشركات الراغبة في القيد من الرسوم أبرز إجراءات رؤساء البورصة تجاه بورصة النيل