تواصل أسعار العقارات في العاصمة البريطانية لندن تسجيل مزيد من القفزات في الأسعار مدفوعة ببرنامج حكومي، وبمشتريات الأجانب ومن بينهم مستثمرون خليجيون لا زالوا يتدفقون على بريطانيا، خاصة بعد تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية في العديد من الدول العربية. وأظهرت أحدث الأرقام ارتفاع أسعار العقارات في مدينة لندن بنسبة 10.2% خلال شهر واحد فقط، ليرتفع بذلك متوسط أسعار المنازل في العاصمة البريطانية 544 ألفاً و232 جنيهاً إسترلينياً (881 ألف دولار). وأصبح متوسط سعر المنزل العادي في العديد من مناطق لندن يتجاوز مستويات المليون جنيه إسترليني، حيث أظهرت أحدث الأرقام أن أربع مناطق من أصل 32 منطقة في العاصمة أصبح متوسط أسعار المنازل فيها يتجاوز المليون، وتضم مناطق وسط لندن والأحياء المحيطة بها بشكل كامل. وبحسب شركة "رايت موف" المتخصصة برصد ودراسة حركة العقارات في بريطانيا والعديد من دول العالم، فقد تفاوتت الارتفاعات في الأسعار بين منطقة وأخرى، إلا أن أكبر المكاسب كانت لعقارات وسط لندن التي كانت أصلاً مرتفعة الثمن، إلا أنها واصلت القفز حيث ارتفعت من شهر سبتمبر الماضي وحتى أكتوبر الحالي بنسبة 11.9%، تليها منطقتان محيطتان بوسط العاصمة وارتفعتا بنسبة 11.8% وهما: "همرسميث" و"كينزنغتون". أما على الصعيد السنوي - بحسب "رايت موف" - فقد سجلت منطقة وسط لندن ارتفاعاً بنسبة 11.3%، فيما سجلت منطقة "همرسميث" ارتفاعاً خلال عام بنسبة 27%. وقال المحلل العقاري في شركة "رايت موف" مايلز شيبسايد إنه "في حال استمرت موجة الارتفاع على حالها فإن أسعار العقارات في لندن سترتفع بأكثر من 20% خلال عام واحد فقط". وتأتي هذه الارتفاعات في أسعار العقارات بالعاصمة البريطانية بالتزامن مع تدفق أعداد كبيرة من المستثمرين والمهتمين بالشراء من مختلف أنحاء العالم، حيث كشفت جريدة "التايمز" مؤخراً أن الكويت تتأهب لإبرام أضخم صفقة عقارية في بريطانيا، حيث تتفاوض حالياً لشراء المجمع التجاري الضخم الذي يضم مكاتب عمدة لندن وعدداً من إدارات الشركات العالمية الكبرى، إضافة الى مكاتب حكومية مهمة، وهو مجمع (More London) الذي يعتبر واحداً من معالم لندن الشهيرة ويقع بالقرب من (Tower Bridge) الذي يأتيه السياح من مختلف أنحاء العالم. وقال الوسيط العقاري، والمدير العام لشركة (OVERSEAS LINK INTERNATIONAL) مصطفى الموسوي ل"العربية نت" إن مستثمرين غير بريطانيين يقصدون لندن للاستثمار في عقاراتها أكثر من أي وقت مضى حالياً، ما يؤدي الى الارتفاعات المتلاحقة في الأسعار. وبحسب الموسوي فإن غالبية المهتمين بالاستثمار في وسط لندن إما خليجيون أو ماليزيون أو روس، حيث إن هؤلاء هم أبرز المهتمين بالاستثمار العقاري في المملكة المتحدة. لكن شركة "رايت موف" تشير إلى أن برنامج مساعدة البريطانيين على شراء المساكن الذي بدأت به حكومة ديفيد كاميرون مؤخراً ساهم في ارتفاع الأسعار، حيث أشارت الى أنه بالرغم من أن غالبية المستفيدين من هذا البرنامج يعتزمون الشراء خلال الشهور ال12 المقبلة، إلا أنهم بدأوا بدفع ال10% المترتبة عليهم كدفعة أولى من أجل شراء منازلهم،وفقا للعربية نت. يُشار إلى أن مناطق شرق لندن التي غالباً ما يتجنبها العرب هي التي تتوافر فيها أرخص المساكن في لندن، إذ على الرغم من ارتفاع الأسعار فيها بنسبة 6.2% خلال شهر واحد، إلا أن متوسط سعر المنزل يبلغ 231 ألف جنيه إسترليني، وهو أقل سعر يمكن أن يتوافر داخل لندن.