أجمع مصرفيون على ضرورة اعادة نظر الدولة تجاه علاقتها الخارجية خلال الفترة المقبلة وتغزيز علاقتها بالدول العربية وخاصة دول الخليج والدول الافريقية مع تقليل تبعيتها لسياسية امريكا والدول الاوروبية. وأكدوا ن تدهور علاقة مصر ببعض الدول الخارجية وعلى رأسهم امريكا لم يؤثر على المساعدات المصرية وخاصة بعد اعلان دول الخليج دعمها للاقتصاد المصرى وخاصة المملكة العربية السعودية. وأوضحوا ان الدول الاوروبية هى الخاسر من تدهور علاقتها بالجانب المصرى وخاصة فى ظل تواجد مصالحها بالسوق المصرية فضلا عن اعتمادها على قناة السويس فى حركة التجارة وتصدير المنتجات. من جهته قال علاء سماحة، رئيس بنك التنمية والائتمان الزراعى السابق، أن الدول الخليجية ستقوم خلال الفترة المقبلة بالوقوف الي جانب الدولة المصرية سياسياً ومالياً وستتصدى لمحاولات زعزعة الاستقرار التى تقوم بها بعض الدول الأخرى. وأشار إلى أن مصر وقفت بجانب دول الخليج وقت أزمتها وساهمت فى الحفاظ على استقرارها، مؤكداً أن أمن تلك الدول يتوقف بنسبة كبيرة على أمن واستقرار مصر وهو ما سيدفع تلك الدول للوقوف الي حانب الدولة المصرية شعباً ودولة مع الحفاظ على استقرارها المالى والسياسى. وذكر أن الضغط الغربى الذى تتعرض له مصر من العديد من الدول الغربية من شأنه أن يدفع الدولة لإعادة النظر فى علاقاتها الدولية وتوجيهها توجيهاً صحيحاً حتى يتم بناءها على أساس القوة و الندية وليس على أساس التبعية. وأكد أن المساعدات العربية التى أعلنت عنها بعض دول الخليج بقيمة 12 مليار دولار ستساعد مصر على تحقيق استقرار مالى خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن مسئولية تلك الدول تجاه مصر والحرص على أمنها يدفعها لتقديم الدعم السياسى والمادى فى مواجهة الضغوط الغربية والاضطرابات الداخلية. كما طالب بضرورة أن تتوجه الإدارة الحالية الي توطيد علاقاتها مع دول الغرب التي تمثل التحالف الاخر وهي الصين وروسيا وذلك تحقيقًا للتوازن الخارجى، والتخلص من التبعية لدولة واحدة. وأكد أن المساعدات التى تقدمها دول عربية لن تكون الحل للأزمة الحالية، مشدداً على ضرورة النهوض الاقتصادى والاعتماد على الذات، والسير على نهج دولة إيران التى رغم الاختلاف الفكرى بينها إلا أنها استطاعت مواجهة الحصار الغربى والعقوبات بالاعتماد على الذات وتطوير الصناعة بالإضافة إلى تحسين الصحة والتعليم. وأوضح أن الدول الغربية لا تسعى لمصلحة مصر حتى فى المساعدات التى تقدمها مستشهدًا أنها تكون في شكل قروض وليست منح، بالإضافة إلى أنها لا تقدمها إلا بشروط مجحفة تُعجز الدول المقترضة. وترى بسنت فهمى، الخبيرة المصرفية ورئيس شركة المشورة للاستشارات المالية ان قوة مصر تتمثل فى علاقتها بالدول الافريقية والعربية، وخاصة ان الغرب لا يريد الخير لمصر وانما يريد تعزيز مصالحه فقط فى منطقة الشرق الاوسط. وأضافت ان الغرب هو الخسائر من تدهور علاقته بمصر حيث ان الدول الاوروبية تعتمد على السوق المصرية بشكل كبير لتصدير منتجاتها والاعتماد على قناة السويس فى حركة التجارة. وأشادت فهمى بدور وزارة الخارجية خلال الفترة الاخيرة والذى انعكس علي رد فعل ايجابى لدول الاتحاد الافريقى بالامس وتراجعها عن موقفها السلبى تجاه مصر، موضحة أن دول الخليج ستلعب دورا كبيرا فى دعم الاقتصاد المصرى وخاصة بعد اعلان السعودية تقديم 5 مليارات دولار اخرى مساعدات لمصر.