نشرت صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية تحليلا ذكرت فيه أن الانذار الذي وجهه الجيش الى الرئيس محمد مرسي للوصول الى حل مع المعارضة خلال 48 ساعة، يزيد من احتمالية تدخل الجيش، خاصة مع ضعف دوافع المعارضة للتفاوض مع النظام وفي المقابل ستزيد من اصرارها على الاحتجاج لحين انتهاء المهلة. أشار التحليل الى اعتماد الرئيس مرسي على الدعم الامريكي للوقوف في مواجهة العاصفة، مشيرا الى تصريحات مساعد الرئيس أن أي انقلاب لن يتحقق الا بموافقة أمريكا، وهو ما يعكس اعتماد مرسي على المساعدة الامريكية لوقف الجيش. كما ذكرت الصحيفة تصريحات خالد فهمي، أستاذ التاريخ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، على صفحته في موقع الفيس بوك يوم الاثنين، ان الاخوان ارتكبوا العديد من الاخطاء الكبيرة في الفترة السابقة وحتى المواجهة الحالية، مشيرا الى ان قيادة النظام اتجهت بعيدا للاستحواذ على السلطة على حساب أي تعاون مع المعارضة التي صوتت ضد مرسي في الانتخابات الاخيرة. وتابع فهمي أن الأمر لم يتوقف عند ذلك، ولكن الحكومة بذلت جهودها لإلقاء اللوم على المعارضة والفلول فيما يتعلق بمشاكل الدولة، وهو يدل على الخطأ الفادح الذي ارتكبه النظام، معبرا عن اعتقاده بسقوط الجماعة. ولفتت الصحيفة الى انه في حالة قيام عبد الفتاح السيسي بتولي السلطة الكاملة، فإنها لن تكون المرة الاولى التي تخوض فيها مصر تجربة الانقلاب، مشيرة الى قيادة جمال عبد الناصر والضباط الاحرار انقلاب على الملك فاروق واسقاط الملكية وبدء سلسلة من الديكتاتوريين من الجيش. وقال باري روبن، مدير مركز البحث العالمي في الشؤون الدولية (جلوريا) وكاتب المقالات، أن بيان الجيش يظهر في صالح المعارضة، مشيرا الى عدم رغبة الجيش في تولي السلطة، الا ان الضرورة وجهتهم لفعل ذلك. وتابع روبن أن الجيش امامه خيارين إما ايقاف المحادثات لفترة محددة من الوقت وترك مرسي في السلطة بشكل مؤقت لتجنب اسقاط الحكومة، أو يتولى الحكم مرة أخرى، وفي المقابل لن يترك الاخوان المسلمون السلطة بهدوء مما ينذر بأحداث عنف من الاخوان ومؤيديهم. كما اشار روبن الى عدم رغبة الجيش في حدوث حرب اهلية وتكرار ما حدث في الجزائر، عندما قام الجيش بانقلاب وتولي السلطة عندما كان الاسلاميون على حافة الفوز في الانتخابات وهوما نتج عنه حرب أهلية تسببت في سقوط مئات الآلف من القتلى والجرحى. وذكر النتائج غير المباشرة لهذا الانقلاب والتي تتضمن تراجع دعم النظام العسكري لمنظمة "حماس" التي كانت لتدعم الاخوان في أي حرب أهلية. فيما نوه تقرير على صحيفة الجازيت السعودية أن الجيش قيام الجيش باغلاق النشاط في 95% من الانفاق بين مصر وغزة قد يعجل بأحداث العنف. كما توقع روبن أن ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما قد تنحاز الى الانقلاب في النهاية، واعلان بيان رسمي محتمل يطالب بالعودة الى الديمقراطية والانتخابات في اقرب وقت ممكن، منوها على ضرورة تحرك أمريكا بسرعة لإعطاء مساعد الى النظام العسكري الجديد والذي سيكون أقرب الى قوى الغرب من الحكومة الحالية.