**بداياتى كانت القصائد العمودية ولازلت أذكر بيتي الأول وقد فشلت في الحب الأول وأنا مراهق ** توجهت إلى الشعر الشعبي الملحون وبرعت فيه ثم تركته لأعود مجدّداً للشعر العمودي الفصيح والموزون **امتهنت التدريس وعمري 20سنة ولعل هذا من أسباب عدم المواظبة على الشعر **ليست هناك أي صعوبة فى الشعر العمودى للجيل الجديد والدليل أن تلاميذي 10سنوات يكتبون قصائد المحفوظات بمفردهم وتعلموا الأوزان ويعرفون مواطن الكسور ويعالجونها بالأذن الموسيقية دون أي معرفة بالعروض والحل يكمن في حفظ القرآن والشعر منذ الصغر ** الوطن هو القصيدة والقصيدة هي الوطن بأفراحه وأتراحه وطموحاته ومعاناته ** الشعور بالانتماء للوطن هو الذي يجعل الشاعر متأصلا بجذوره شامخا بطموحاته ومصلحا بتوجيهاته ومتغزّلا ببنات وطنه وداعية إلى دينه ومتعلّقا بكل قيم الجمال والمروءة من أجل خدمة وطنه وتشبثًا بانتمائه إليه مهما تغيرت الظروف . ** لا شعر بدون حبّ ملهم وحس مرهف بأدق تفاصيل الجمال باطنها وظاهرها فالشاعر يرى مالايراه غيره ويعبر عما يعجز غيره ** هدف ورسالة الشاعر هو السّموّ باللغة والمحافظة عليها وهي من مقوّمات الوطن والأصالة في كنف الاعتدال والقيم السّامية الجميلة والضرورية لحياة أفضل بمجابهة الرداءة والسّعي الدؤوب والطّموح إلى عالم الجمال والحياة المنشودة فوق الأرض وتحت الشمس التي يراها الله ورسوله "ص" ** أنا متفائلٌ جداً بمستقبل الشعر العربى العمودى فى جميع أرجاء الوطن العربى أجرى حوار : د. أحلام الحسن لفتت نظري قصائده المبهرة كما لفتت أنظار الكثير من متابعي الشّعر العمودي الأصيل وبأوزانه المتناهية الدّقّة وبحوره المتعددة الجمال والمزايا .. فقد اشتهر ضيفنا بكتابة الشعر العمودي الموزون من النوع الثقيل الذي قد يصل الأمر لاستحالة وجود أدنى عيبّ به لا وزنًا ولا صرفًا ونحوًا .. مما يخيّل للقارئ بأنّه يقرأ المعلقات وبأنّ هذا الشاعر ليس من جيلنا الآن .. إنّه الشّاعر والأديب التونسي الحضري محمودي .. فأهلًا وسهلًا بضيفنا الكريم الأديب والشاعر التونسي الكبير الحضري محمودي .. وبك أكثر دكتورتنا الراقية وأديبتنا وشاعرتنا الكبيرة بدايةً ليحدثنا أديبنا وضيفنا الكبير عن نفسه وليعرف الجمهور بهويته **من هو الحضري محمودي ؟ الحضري محمودي تونسي من سيدي بوزيد من مواليد 1959 ** كيف كانت البداية لشاعرنا مع مشواره الأدبي ومتى كان ذلك ؟ البداية كانت قبل العشرين من عمري غير أنّي لم أواظب بسبب توجّهي إلى شعبة العلوم والرياضيات . ** هل كتب شاعرنا قصيدة النثر أم قفز إلى القصائد العمودية ليكون في صفّ أشهر الشعراء الجدد ؟ لم أكتب النثر أبدًا فكنت منذ البداية مع القصائد العمودية ولازلت أذكر بيتي الأول وقد فشلت في الحب الأول وأنا مراهق: أياعيْنُ لاتبكي، هوايَ دفنْتُهُ** فمنْ ماتَ يُنْسِيهِ التّجلّدُ والزّمنْ وبعد سنوات، توجهت إلى الشعر الشعبي الملحون وبرعت فيه ثم تركته لأعود مجدّداً للشعر العمودي الفصيح والموزون . ** ماهي الصعوبات الاجتماعية التي واجهت شاعرنا في بدء احترافه لكتابة الشعر العمودي ؟ الصعوبة الأولى كانت توجهي العلمي والثانية عدم مواصلة التعليم العالي في الهندسة نزولًا عند رغبة والدي الهرم 99سنة رحمه الله . والذي خيّرني بين رضاه والجامعة لأكون قريبًا من العائلة فاخترت رضاه فامتهنت التدريس وعمري 20سنة ولعل هذا من أسباب عدم المواظبة على الشعر . ** الكثير من شباب اليوم يتقاعس عن تعلم كتابة الشعر العمودي الموزون بحجة صعوبة تعلمه .. وهل بالفعل هناك صعوبة في تعلمه شاعرنا .. وكيف يمكن التخلص منها والتغلب عليها ؟ ليست هناك أي صعوبة والدليل أن تلاميذي 10سنوات يكتبون قصائد المحفوظات بمفردهم وتعلموا الأوزان ويعرفون مواطن الكسور ويعالجونها بالأذن الموسيقية دون أي معرفة بالعروض،،،، ،والحل يكمن في حفظ القرآن والشعر منذ الصغر، وكذلك في المواظبة على قراءة الشعر العمودي وبعث نوادي الشعر في كل المؤسسات التربوية .. وأرى بأنّ الحل أيضا يكمن في إلزام وسائل الإعلام المرئية والمسموعة بتخصيص برامج للشعر ومسابقاتٍ له . ** ماذا يعني لشاعرنا .. الوطن والحس بالانتماء ، وهل كانت لشاعرنا تجربة في خوض مثل هذه القصائد الوطنية ؟ وهل لنا ببعض أبياتٍ منها ؟ الوطن هو القصيدة والقصيدة هي الوطن بأفراحه وأتراحه وطموحاته ومعاناته والشعور بالانتماء هو الذي يجعل الشاعر متأصلا بجذوره شامخا بطموحاته ومصلحا بتوجيهاته ومتغزّلا ببنات وطنه وداعية إلى دينه ومتعلّقا بكل قيم الجمال والمروءة من أجل خدمة وطنه وتشبثًا بانتمائه إليه مهما تغيرت الظروف . وطني لقدْ كتبَ المبايعةَ الدّمُ ونياط قلبي بالولاء تَفَعّمُ لِهواك في النبضات وقع هويّةٍ عشقتْ ربوعك كلّها تترنّمُ سقطتْ بترْبتك الحبيبة هامتي فسكنْتَ في خلدي وبتَّ تخيّمُ وأيضا ماقيمةُ الأشعار إنْ لمْ تنْتصرْ لقضية الوطن الضعيف المُعْدَمِ؟ ما الشِّعْرُ إنْ لمْ يضطلع بمهمة يرقى بها وطني تجاه الأنْجُمِ؟ ** ماهو الحبّ عند شاعرنا ؟ وهل يؤمن بوجوده وصدقه في زمننا ؟ الحب هو من أبرز قيم الحياة والوجود والدّين والدليل أنّك لو أخذت قصيدة غزلية فبإمكانك تأويلها دينيًا وتستشف منها معاني قدرة الخالق سبحانه على أقل تقدير،والحبّ عندي هو حبّ الرّوح والجمال والزهور، ولا شعر بدون حبّ ملهم وحس مرهف بأدق تفاصيل الجمال باطنها وظاهرها فالشاعر يرى مالايراه غيره ويعبر عما يعجز غيره عن التعبير عنه والحب موجودٌ موجود وصدقه يختلف من شخصٍ لآخرٍ بنسبٍ متفاوتةٍ خاصة في أمواج الحياة المادية في عصرنا الحالي . ** لكلّ أديبٍ هدفٌ ورسالة .. ماهي رسالة شاعرنا الحضري الأدبية ؟ وماذا يقول عن الأديب المتقوقع الذي لا يتابع محدثات ومجريات وطنه وقضايا الآمة ؟ الهدف والرسالة باختزالٍ شديدٍ هو السّموّ باللغة والمحافظة عليها وهي من مقوّمات الوطن والأصالة في كنف الاعتدال والقيم السّامية الجميلة والضرورية لحياة أفضل بمجابهة الرداءة والسّعي الدؤوب والطّموح إلى عالم الجمال والحياة المنشودة فوق الأرض وتحت الشمس التي يراها الله ورسوله "ص" أمّا عن المتقوقع فاللّه لم يخلق القممَ إلاّ لمن يسعى لها ولا قمم بدون الاهتمام بالقيم والمُثل الأخلاقية والسّعى من خلال قلم الأديب لتحقيقها . ** المعروف بأنّ الشعر العمودي أخذ مأخذه عند الشعراء من الأخوة الرّجال .. فهل يعني ذلك قطعه لأشواطٍ قبل الشواعر من النساء ؟ ولماذا بظنك تأخر ذلك عنهن ؟ لا، فالموهبة موجودة عند الطرفين ولكن صقلها وتوظيفها عند الرّجال أكثر لأسبابٍ عديدةٍ في المعايير الاجتماعية والدينية ** من منظور شاعرنا كيف يرى مستقبل الشعر في الوطن العربي ؟ أنا متفائلٌ جداً وأرى من خلال صداقاتي في الفايسبوك صورة مصغرة يظهر فيها شباب في العشرينات في موريتانيا والجزائر وتونس ومصر والعراق وسورية بقامات سامقة في الشعر ويمتلكون كل الأدوات اللغوية والتي تؤهلهم للمزيد من الثبات في هذا الأديب العريق وإني على يقينٍ من تألقهم في السنوات القليلة القادمة وأرى المجد معانقًا للشعر العمودي رغم أنوف الأعداء وسماسرتهم . ** أديبنا وضيف جريدتنا الكريم ماهي أحدث قصائدك ؟ أحدث قصائدي هي مجموعة من مدائح رسول اللّه " ص" في ذكرى مولده الشريف . **هل لنا بمقطعٍ من إحدى القصائد ؟ بكلّ سرورٍ دكتورة .. هذه إحدى قصائد هذا العام في مدحه المصطفى " ص" أقول فيها صلُّوا وسلّموا صَلّوا على خَيْر الورَى يامَنْ هُنا فصلاتُهُ تُجْلي عنِ القلْبِ الضَّنَى صَلُّوا وزِيدُوا لاتَمَلُّوا لحْظةً واسْتثْمرُوا ما طابَ فيها من هَنَا إنّ الصّلاةَ مع السّلامِ على النّبي يزْدادُ منْها في الوُجوهِ لنا السَّنَا طَهَ بموْلدهِ البشائرُ أقْبلتْ وتعطّرتْ كلُّ الرُّبَى من حوْلِنَا وله المآذنُ والحناجرُ كرّرتْ أنْشُودةَ التّرْحيبِ في كلِّ الدُّنا ولهُ العصائدُ والموائدُ أزْلِفتْ كلُّ على نَبْضِ المحَبّةِ زَيَّنا ولَهُ الحدائقُ بالعَبِيرِ تطيَّبَتْ وشدَتْ بلابِلُها مَوَاويلَ الغِنَا ولَهُ المسابحُ في الأنامِلِ تكْتَكتْ كلٌّ يُجلْجلُ بالصّلاةِ مُدنْدِنَا ولهُ المصادِحُ في المنَابِرِ ردّدتْ تحْليلَ سيرتِهِ وكلٌّ عَنْوَنَا وبكلِّ مدرسةٍ علَتْ أُنشودةٌ ومُعَلِّمٌ بِمحبّةٍ قدْ لَحَّنَا ولكلِّ فصْلٍ دفْترٌ ٌيَسْمُو بهِ إسْمٌ لأحْمَدَ بِالكِنايةِ أُعْلِنَا ابْحَثْ تَجِدْ في كلِّ عَائلةٍ فَتًى يُدْعى محمَّدَ أوْ لِمُشْتقٍّ دَنَا لاغَرْوَ في الإسْمِ المُحَمَّدِ ذِكْرُهُ فاللهُ في القرآنِ مدْحًا بَيَّنَا يَامنْ سمعْتُمْ إسْمهُ لاتبْخَلوا بِصَلاتِكُمْ وسلامِكمْ مُتَفنَّنَا باسمي وباسم جريدة الزمان المصري أشكرك ضيفنا وأديبنا لتلبية دعوة حواري هذا معك متمنين لك المزيد من العطاء الأدبي في لغتنا العربية لغة القرآن المجيد .. وأنا بدوري أشكر دعوتك الكريمة لي د. أحلام كما أشكر إدارة جريدتكم الموقرة "الزمان المصري" لإتاحة هذه الفرصة الكريمة لي لأكون ضيفًا على صفحة جريدةٍ بارزةٍ "كالزمان المصري" ولي كلّ الشرف .