" عيد الأم " مناسبة اجتماعية لها مكانتها الخاصة لدى كل أم ….. فالجميع ينتظر هذا اليوم ليعبر ليعبر لأمه عن مدي حبه لها .. وبدأت قصة " عيد ألأم " حين ذهبت احدى السيدات الي مكتب الأستاذ " مصطفي أمين " وقصت عليه قصة كفاحها مع أبنائها ، والتي قامت بتربيتهم وتعليمهم ، وتحملت كل الصعاب والألام من أجل الحفاظ عليهم بعد وفاة زوجها .. ثم لاقت منهم الاهمال والهجر والجفاء والنكران ، فلم يعد لأحد منهم أن يتذكرها أو يحنوعليها … فتأثر الأستاذ " مصطفي أمين " بهذه القصة ، ونشر في عموده اليومي بجريدة أخبار اليوم مقال بعنوان " فكرة للاحتفال بعيد الأم " وها نحن مع كل عام وتحديدًا في شهر مارس، يتجدد الحديث حول «عيد الأم»، الذي يحتفل فيه الأبناء بأمهاتهم عن طريق تقديم الهدايا، تعبيرًا عن الحب والتقدير، لكنه يحمل معه موجات من الجدل، تُثار حول حكمه في الشرع، حيث تنطلق في هذا اليوم عددًا من الفتاوى التي تختلف فيما بينها، فالبعض يذهب فيها إلى أنه بدعة، والبعض الآخر يؤكد أنه يوم لتقدير الآمهات. وبعيدا" عن جدل الحلال والحرام ، والبدعة الحسنة أو السيئة : أحببت أن أكتب تلك الكلمات إلي أغلى أنسانة فى قلبى وعنوانها " رسالة إلى أمي "…ولكن من وجه نظري الشخصية ليس من الصحيح أن تكون للأم مناسبة كى نحتفل بها من أجلها ، لأنها تستحق أن يكون العمر كله لها عيد . أمي الغالية والله إن القلم ليعجز واللسان ليتلعثم والفؤاد ليتخفق كلما راودتنى نفسى بالكتابة إليك ، ولا أدرى كيف أعبر عما يكنه قلبي شوقا إليك وحبا فى نعيم رضوانك وجنة حنانك . والله يا أمي لا أجد من مصطلحات اللغة لفظا يرادف كلمة ( أم ) ولم أجد فى الدنيا مخلوقا أفضل من أمي . لكن دعينى أمتطى صهوة قلمى العاجز لعله يخرجنى من خضم هذا البحر ويعبر بى إلى شاطىء الحب والحنان . أمي الحبيبة ألاف الكيلو مترات تبعدنى عنك ، وسنوات عديدة، وتحول هذه المسافة الكبيرة بيننا وتحرمنى من رؤيتك وخدمتك والبر بك . لكن دوام الحال من المحال ، وأقوات الله مقسومة لخلقه فى مشارق الأرض ومغاربها ، وعلينا أن نسعى جاهدين لإكتسابها . والله يا أمي لا أنسى عناق الوداع كل عام لتقبيل رأسك وكفيك ، فلا ندرى بما تخبىء لنا الأيام ، ولكن نعيش على أمل ونطمح إلى وصال ولقاء طال الزمن أم قصر . لا أظن أن الإعتذارات كافية ، ولا الإتصالات مجدية ، ولا الزوجة والأبناء والأصدقاء قادرون على سد فراقك ، فلتسامحينى ، لقسوة قلبى وأنا أعيش بعيدا عنك مع زوجتى وأولادى ، فقد تمر بى ايام وأنا أشعر بأن الأرض ضاقت علي بما رحبت ، وأقول لنفسى ( هل جزاء الإحسان ألا الإحسان ) ، أهذا جزاء من حملت وولدت وسهرت وتعبت وكبرت وعلمت . لكن فليغفر الله لى على تقصيرى فى حقك ، رغم أننى والله لم اكن عاق بك يوما ، لكن ظروف معيشتى وقدرى أن يكون رزقى فى غربتى . أعلم أن النوم يخاصم جفون عينيك عندما أتاخر فى الإتصال بك ، وقد تصفقين وتفرحين تارة عندما أرسل إليك كل شهر جنيهات زهيدة لأنك شاهدتى ثمرة ما زرعت وحصاد ما غرست ، وربما تزف عينك الدموع بطريقة عفوية تارة أخرى عندما تتذكرين أننى فى غربة قد تطول ، ولا تنامى حتى تطمئنى على الإبن الغائب . أمي الغالية مرارة الغربة كالحنظل ، فما أحوجنى إلى دعواتك والتى أعلم أنها لم ولن تنقطع لتخالط كل يوم أذان الفجر ، وترتفع إلى عنان السماء . وفى نهاية كلماتى يا أمى لا أملك من الدنيا ما أهديه إليك الا أننى أدعو الله أن يحفظك من كل سوء ومكروه ، وأن يجمعني وأبى وزوجتى وأولادى وسائر المسلمين بحبيب القلوب محمد صل الله عليه وسلم