لاستيعاب أكبر عدد، محافظ أسيوط يعلن فتح 44 قاعة جديدة لرياض الأطفال للعام الدراسي    مكتب التنسيق: فتح التسجيل ل تقليل الاغتراب لطلاب الشهادات الفنية    وزير التعليم: تدريب أوائل المحافظات بمادة الذكاء الاصطناعي في الشركات اليابانية    السيسي: حسم القضية الفلسطينية مفتاح الاستقرار فى المنطقة    اليابان ردا على مطالبات الاعتراف بفلسطين: لن يحل مشاكل المنطقة    الأهلي: عمومية الجمعة لا تتضمن مناقشات والأعضاء يمكنهم المغادرة بعد التصويت على اللائحة    أردوغان: سياسيون إسرائيليون يكررون أوهاما بشأن ما تسمى إسرائيل الكبرى    الليلة، قصر الأنفوشي يشهد حفل افتتاح الدورة ال 15 من مهرجان الإسكندرية المسرحي    مديرية العمل تنظم ندوة توعوية بقانون العمل الجديد بمشاركة القطاع الخاص    اختل توازنه.. مصرع سباك سقط من علو في العمرانية    محاكمة "خبز الموت" في دلجا.. الأهالي يطالبون بالقصاص لستة أطفال ووالدهم    حجز إستئناف متهم علي حكم سجنه ب " أحداث تجمهر عين شمس " للنطق بالحكم    5 أطعمة لاتشرب الماء بعدها..حتى لاتصاب بالإمساك وعسر الهضم    نموذج إنهاء علاقة العمل بالتوافق بين الطرفين في القانون الجديد (صورة)    وزير الري يفتتح فعاليات اليوم الثانى من "معرض صحارى"    مصدر أمني ينفي ادعاء شخص بتسبب مركز شرطة في وفاة شقيقه    تقديم الخدمات الطبية ل1266 مواطناً ضمن القافلة المجانية بقرية طاهر في كفر الشيخ    أرباح شركة دومتي تتراجع بنسبة 94% خلال النصف الأول من عام 2025    تعليق مفاجئ من آمال ماهر على غناء حسن شاكوش لأغنيتها في ايه بينك وبينها    الدكتور هشام عبد العزيز: الرجولة مسؤولية وشهامة ونفع عام وليست مجرد ذكورة    الاحتلال يكثف إجراءاته بالضفة.. مئات الحواجز والبوابات الحديدية    وزير الخارجية البولندي يوضح حقيقة الطائرات المسيّرة التي اخترقت أجواء بلاده    محافظ الغربية: مدارس المحافظة جاهزة في أبهى صورة لاستقبال العام الدراسي الجديد    الحكومة تستعد لطرح فرصًا استثمارية في قطاع إنشاء وتشغيل المستشفيات    القومي للمرأة يساند فتاة أسيوط.. وحكم رادع للمتهم    الفريق أسامة ربيع ينعى 4 مرشدين رحلوا خلال عام 2025    الأوقاف تعلن المقبولين للدراسة بمراكز إعداد محفظي القرآن الكريم    موعد إعلان الفائز بمسابقة أفضل ممارسات الحفاظ على التراث العمراني 2025    إسماعيل يس.. من المونولوج إلى قمة السينما    الرئيس الإيراني: القمة العربية الإسلامية فرصة لتوحيد المواقف ضد إسرائيل    ترامب يهدد بإعلان «حالة طوارئ وطنية» في واشنطن لهذا السبب    المستشار محمد عبد المجيد يكتب : رصاصة في قلب أمريكا    قيمة المصروفات الدراسية لجميع المراحل التعليمية بالمدارس الحكومية والتجريبية    هيئة الدواء تحذر: التوقف المفاجئ عن بعض الأدوية يسبب مضاعفات خطيرة    زلزال بقوة 5.3 درجة يضرب سواحل كامتشاتكا الروسية    ضبط ومصادرة 90 من المخالفات فى حملة لشرطة المرافق وحى غرب سوهاج    العملات الرقمية وراء تعرض شاب للاحتجاز داخل شقته بمدينة 6 أكتوبر    استقرار حالة إمام عاشور.. وطبيب الأهلى يزور اللاعب فى المستشفى    أول هدف وفوز وهزيمة.. 4 أمور حدثت لأول مرة فى الجولة السادسة بالدورى    نبيل الكوكي يعالج الأخطاء الدفاعية فى المصري بعد ثلاثية الزمالك    منافسة شرسة بين مان سيتي ويونايتد على ضم نجم الإنتر    رضوى هاشم: اليوم المصرى للموسيقى يحتفى بإرث سيد درويش ب100 فعالية مختلفة    صوفيا فيرجارا تغيب عن تقديم حفل جوائز إيمي 2025.. ما السبب؟    هل تسببت واقعة المحلة في رحيل الخطيب عن الأهلي؟    البنك الأهلي المصري يتعاون مع «أجروفود» لتمويل و تدريب المزارعين    إزالة 95 حالة تعدٍ على الأراضى الزراعية بسوهاج خلال حملات موسعة.. صور    التعليم العالي: ختام دورة تدريبية لمديري مراكز دعم الطلاب ذوي الإعاقة    «التضامن»: صرف «تكافل وكرامة» عن شهر سبتمبر بقيمة تزيد على 4 مليارات جنيه اليوم    لترشيد استهلاك الكهرباء.. تحرير 126 مخالفة لمحال غير ملتزمة بمواعيد الإغلاق    أيمن الشريعي: الأهلي واجهة كرة القدم المصرية والعربية.. والتعادل أمامه مكسب كبير    بسنت النبراوي: تركت مهنتي كمضيفة جوية بسبب ظروف صحية والتمثيل صعبة للغاية    تعرف على مدة غياب "زيزو" وموقفه من مباراة القمة    صاحب الفضيلة الشيخ سعد الفقى يكتب عن : هذا ما تعلمناه؟؟    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : شكرا سيدى إبراهيم البحراوى    ما حكم قتل القطط والكلاب الضالة؟ دار الإفتاء المصرية تجيب    فلكيًا بعد 157 يومًا.. موعد بداية شهر رمضان 2026 في مصر    بالأسماء.. إصابة 4 من أسرة واحدة في البحيرة بعد تناول وجبة مسمومة    لقاء الخميسي في الجيم ونوال الزغبي جريئة.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من المغرب الدكتور مصطفى منيغ يكتب عن : وَا أَسَفِي على أَسْفِي
نشر في الزمان المصري يوم 12 - 02 - 2016

المدينة المغربية أسْفي ، الغارقة في المشاكل لحد الأنف ، مَنْ كانت ليوم ما ناهية على المنكر عاملة بالمعروف ، مكوِّنة من تبوأ أشجع الصفوف ، إذا حل ما يزعج عجلت بالوقوف ، حتى يصبح الشر في عداد المحذوف ، فماذا وقع حتى أصبح الأسد فيها بمثابة خروف ، نحيل الهيكل العظمي منزوع الصوف ، ملوث الأسنان بتشوه الحال موصوف ، تسرب الوجل لدمه فأفرز هواجس تغرقه في علة التخوف ، فاحتار في منعطف له بمثابة المعطوف ، أو لأي مصير دنوي دون إرادته كالمخطوف، مادام جل ما يحيط به إما مغرور بمنصبه أو بنفوذ جاحظ الجفنين منهما الغضب الظالم كالمنجنيق من أعالي أسوار الأحصنة المشيدة زمن البرتغال على الأبرياء المغلوبين على أمرهم مقذوف ، فغمره أحساس نكبة لا يعثر خلالها سوى رافع شعارات لا يدري إن كان بها لمطالبه عازفاً أو هو لها معزوف، مُكرَّس على حقه بالعصا العزوف ، ليحتضنه الضياع ريثما يضمه قبر أصبح هو الآخر على مثله باهظ التكاليف لا يُطاق كمصروف.
السمك "استحيا" من البشر، مُلقى في صناديق اعتلاها الصدأ والغبار، تسبقه روائح تنبئ مَنْ به غدر ، وسلَّط على محيطه ما يلوث حتى المنظر ، ويجعل مثل المجال يكتنفه بعض العار، حيال صمت بعض أصحاب الدار، المكتظة بهم مقاهي الجوار ، لشط يفقد نشاطه المختار ، المساير كان لإنعاش مهن تطال في تخصصاتها أعالي البحار ، لتنقلب ما داهمته "السيبة" وسوء تقدير متطلبات الغد الذي عنوانه "الآن" ولوجها محن الاندثار، لتصبح بدل واقع معاش باطمئنان وافتخار، إلى مفعول "كان والدكم صالحا" سعيدة بنقله مختلف الألسن كأخبار، متداولة بدهشة داخل البرتغال بين الصغار(هناك بانبهار) و(هنا باستهتار) الكبار .
على أرض أسفي الأمازغية الأصل المرتبط بعض ساكنيها من أزمنة موغلة في القدم بقاطني المنطقة الممتدة حتى واحة "سيوة" المصرية، من قبائل متعددة مكونة فرق البتر بني مادغيش الأبتر بن بربر، والبرانس بني برنس بن بربر، وإردواحة ، ومصمودة ، وأوربة ، وعجيبة ، وكتامة ، وصنهاجة ، وأوريغة ، ولمطة ،وهسكورة ، وجزولة ، بصفتهم كلهم أمازيغ كطارق بن زياد وابن خلدون ومحمد عبد الكريم الخطابي ، وقبلهم "الكاهنة" امتدادا مع يوغارطا ، ويوبا ، الآف السنين مرت ليحط الرحيل فيها مستعمر أوربي من شبه الجزيرة الايبيرية قادما من دولة البرتغال ليعربد بقراصنته المعروفين آنذاك بقوة أساطيلهم البحرية الموجهة لاستعباد شعوب خذلتها أزمنتها الغارقة بسبب المتسلطين المحليين عليها المشاع عليهم كالثابت من جشع السيطرة خدمة لمصالح حاشياتهم وأتباعهم والمتآمرين معهم لإبقائهم الأسياد، وما زاد عنهم (مهما بلغ عددهم) مجرد أقل من العبيد ، لذا كلما اتجهنا صوب بقعة شيد فيها البرتغاليون ما شيدوا، نسمع صدى أنين المغاربة المصابين وقتئذ بفداحة ما سُلِّط عليهم من شرور بني جزء من الضفة الأخرى الشمالية لملتقى البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي ، تلك المآثر التي لم تشهد مدينة أسفي ما يقارنها أو يتجاوزها مقامة من طرف الدولة المغربية رغم مرور قرون وقرون ، ولا شيء حتى اليوم يبين أن ثمة تخطيطا يضفي على هذا الثغر الجميل الملطخ وجههه بدمامل التهميش والإقصاء والنسيان ، كأن الأمر مقتصر عن جعلها محطة متقدمة لتخزين أسماك متعفنة ثم العثور عليها بعدما وصلت روائحها الكريهة لأنف الوالي العامل (محافظ) إقليم أسفي تحاول خنق أنفاسه ليعطي أوامره للجنة إقليمية مختلطة بمداهمة مكان غريب لاستخراج وإتلاف ما يقارب 11 طنا معبأة في صناديق و أكياس، ينتظر أصحابها أوان الدفع بها لبطون المواطنين بلا ضمير ولا رحمة، اللهم امتصاص أرباح توصلهم لمن وصلوا عن طريق الغش، والنهب والفساد لثراء فاحش، ملكوا معه إغلاق أفواه ليحيا المكان في ظلام اليأس من أي إصلاح على المدى المنظور، وفي ذلك تغيب تدريجي ممنهج لتطبيق القانون على الجميع مسطر منصوص، وافتحاص دائم يفرض حماية الأهالي من جشع كبراء اللصوص .(يتبع)
**كاتب المقال
كاتب صحفي ومحلل سياسي مغربي
مدير نشر ورئيس تحرير جريدة العدالة الاجتماعية
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.