هل يمكن لإسرائيل وحماس التفاهم على ضمانات مستدامة لوقف إطلاق النار في غزة؟    يورو 2024| التشكيل المتوقع لإنجلترا في مواجهة صربيا    "العيد أحلى" مبادرة مراكز شباب بكفر الشيخ للاحتفال بالعيد    محمد صلاح يهنئ متابعيه بعيد الأضحى    خلال 24 ساعة.. رفع .38 سيارة ودراجة نارية متهالكة من الميادين    المحافظون: يشيدون بجهود الأئمة والواعظات في تنظيم صلاة العيد    احذر.. تناول الكبدة النيئة قد يصيبك بأمراض خطيرة    سفير الصين: نعمل مع مصر لجعل طريق بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل مفروشًا بالورود    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 526 ألفا و310 منذ بداية الحرب    وزير التعليم العالي يزور الجامعة الوطنية للأبحاث النووية في روسيا    فتح 30 مجزرا لاستقبال الأضاحي مجانا خلال أيام عيد الأضحى في المنوفية    سعر اليورور اليوم الأحد 16-6-2024 مقابل الجنيه في البنوك    الأهلي يتفق مع ميتلاند الدنماركي على تسديد مستحقات و"رعاية" إمام عاشور    كرة سلة.. قائمة منتخب مصر في التصفيات المؤهلة لأولمبياد باريس 2024    مصدر من اتحاد السلة يكشف ل في الجول حقيقة تغيير نظام الدوري.. وعقوبة سيف سمير    «كانت حملة إعلانية».. رونالدينيو يتراجع عن هجومه على منتخب البرازيل    رئيس دمياط الجديدة: 1500 رجل أعمال طلبوا الحصول على فرص استثمارية متنوعة    قساوسة وقيادات أمنية وتنفيذية.. محافظ المنيا يستقبل المهنئين بعيد الأضحى (صور)    مصرع شخص غرقًا في مياه ترعة الكسارة بالشرقية    «النقل»: انتظام حركة تشغيل قطارات السكة الحديد ومترو الأنفاق في أول أيام العيد    المنيا تسجل حالتي وفاة أثناء أدائهما مناسك الحج    مع أهالي عين شمس..أحمد العوضي يذبح الأضحية في أول يوم عيد الأضحى (فيديو)    خالد النبوي يظهر مع العُمال في العيد ويُعلق: «أسيادنا الخادمين» (صورة)    إيرادات Inside Out 2 ترتفع إلى 133 مليون دولار في دور العرض    أدعية وأذكار عيد الأضحى 2024.. تكبير وتهنئة    إصابة شاب فلسطينى برصاص قوات الاحتلال فى مخيم الفارعة بالضفة الغربية    لتجنب التخمة.. نصائح مهمة للوقاية من المشاكل الصحية بعد تناول «لحوم عيد الأضحى»    طريقة حفظ لحوم الأضاحي أطول فترة ممكنة.. «هتفضل معاكي طول السنة»    وزير الإسكان: زراعة أكثر من مليون متر مربع مسطحات خضراء بدمياط الجديدة    إصابة شاب فلسطينى برصاص قوات الاحتلال فى مخيم الفارعة بالضفة الغربية    النمر: ذبح 35 رأس ماشية خلال أيام عيد الأضحى بأشمون    ما أفضل وقت لذبح الأضحية؟.. معلومات مهمة من دار الإفتاء    بالصور.. اصطفاف الأطفال والكبار أمام محلات الجزارة لشراء اللحوم ومشاهدة الأضحية    عيد الأضحى 2024.. "شعيب" يتفقد شاطئ مطروح العام ويهنئ رواده    برشلونة يستهدف ضم نجم مانشستر يونايتد    وكيل وزارة الصحة تتفقد القافلة الطبية أمام مسجد الدوحة بالإسماعيلية    محافظ الفيوم يؤدي صلاة عيد الأضحى بمسجد ناصر الكبير    بالصور.. محافظ الغربية يوزع هدايا على المواطنين احتفالا بعيد الأضحى    التونسيون يحتفلون ب "العيد الكبير" وسط موروثات شعبية تتوارثها الأجيال    الآلاف يؤدون صلاة عيد الأضحى داخل ساحات الأندية ومراكز الشباب في المنيا    المالية: 17 مليار دولار إجمالي قيمة البضائع المفرج عنها منذ شهر أبريل الماضى وحتى الآن    محافظ السويس يؤدي صلاة عيد الأضحى بمسجد بدر    حاج مبتور القدمين من قطاع غزة يوجه الشكر للملك سلمان: لولا جهوده لما أتيت إلى مكة    درجات الحرارة اليوم 16- 06 - 2024 في مصر أول أيام عيد الأضحى المبارك    البنتاجون: وزير الدفاع الإسرائيلي يقبل دعوة لزيارة واشنطن    ارتفاع تأخيرات القطارات على معظم الخطوط في أول أيام عيد الأضحى    محافظ كفرالشيخ يزور الأطفال في مركز الأورام الجديد    الثلاثاء.. حفل حسين الجسمي ورحمة رياض في الكويت    الحجاج يرمون جمرة العقبة الكبرى فى مشعر منى    بالسيلفي.. المواطنون يحتفلون بعيد الأضحى عقب الانتهاء من الصلاة    إعلام فلسطينى: 5 شهداء جراء قصف إسرائيلى استهدف مخيم فى رفح الفلسطينية    ما هي السنن التي يستحب فعلها قبل صلاة العيد؟.. الإفتاء تُجيب    محافظ السويس يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك بمسجد بدر.. صور    توافد المصلين على ساحة مصطفى محمود لتأدية صلاة عيد الأضحى (فيديو وصور)    أنغام تحيي أضخم حفلات عيد الأضحى بالكويت وتوجه تهنئة للجمهور    لإنقاذ فرنسا، هولاند "يفاجئ" الرأي العام بترشحه للانتخابات البرلمانية في سابقة تاريخية    ريهام سعيد: محمد هنيدي تقدم للزواج مني لكن ماما رفضت    دعاء لأمي المتوفاة في عيد الأضحى.. اللهم ارحم فقيدة قلبي وآنس وحشتها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"عمامة الأزهر" في مصر.. من الحملة الفرنسية إلى الغزو الصيني
نشر في الزمان المصري يوم 26 - 11 - 2014

القاهرة من حازم بدر في ثورة 25 يناير/ كانون ثان 2011، التقطت عدسات الكاميرا صورا لشيوخ من الأزهر الشريف بين المتظاهرين في ميدان التحرير، بوسط القاهرة، للتعبير بهذه المشاركة الرمزية عن حضور "عمامة الأزهر" في كل المناسبات والأحداث التاريخية الفارقة في التاريخ المصري.
ورغم أن مؤسسة الأزهر الرسمية التزمت الصمت حينها، إلا أن المصريين تلقفوا هذه المشاركة من جانب بعض من ظهروا مرتدين عمامة الأزهر بسعادة بالغة، تكشف ما تمثله تلك العمامة من مكانة وقيمة لدى المواطن المصري، دفعت شيخ الأزهر أحمد الطيب إلى إبداء اهتمام كبير بالعمامة كرمز للزي الأزهري.
وبينما انتقد البعض تبني الشيخ الطيب – مؤخرا – لتوجه يسعى لتخفيف المناهج الأزهرية، معتبرين أن ذلك يفرغ الأزهر من أصالته ورصانته، سعى الطيب في المقابل إلى التأكيد على "الأصالة" من خلال الزي، منتقدا ارتداء الوعاظ والأئمة للعمامة "الصيني"، وذلك خلال لقاء جمعه بهم، هذا الأسبوع، بمركز مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر، شرقي القاهرة.
والعمامة الصيني، هي أحد المنتجات الصينية المرتبطة بالشعائر الإسلامية، والتي غزت الأسواق المصرية مثلها مثل منتجات سجادة الصلاة والمسبحة والجلباب الأبيض، وهو ما أثر على الصناعة الوطنية لهذا الزي، والتي أصبحت مقتصرة على مدينة فوة بمحافظة كفر الشيخ (بدلتا النيل) وورشتان في المنطقة المحيطة بالجامع الأزهر، بوسط القاهرة.
وبحسب كتاب توثيق المهن والحرف الشعبية، الصادر في العام 2008 عن مشروع توثيق التراث الشعبي التابع لهيئة الكتاب المصرية، التابعة لوزارة الثقافة، تشتهر مدينة فوة بصناعة العمامة منذ عام 1828، وهي تتكون من قطعة قماش بيضاء تلف حول الرأس لفة أو عدة لفات، ويوجد تحتها الطربوش الأحمر.
ويرتبط بداية ارتداء العمامة الأزهرية بدخول "الطربوش" إلى مصر في عهد الوالي محمد علي باشا (حكم من 1805 – 1848)، وكان ارتداؤه عادة عثمانية، ثم أصبح الطربوش مكونا أساسيا في زي موظفي الحكومة، ويعاقب من لا يلتزم بارتدائه.
وتمييزا للأزهريين، أضيف للطربوش القماش الأبيض، فيما عرف باسم "العمامة"، لتصبح هي الزي المميز لهم.
وظل (الطربوش) و(العمامة)، هما الغطاءان المواجهان ل(القبعة الأجنبية) التي كان يرتديها الأجانب في مصر، واستمر ذلك حتى قيام ثورة يوليو/ تموز 1952، حين قرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر (حكم من 1956 – 1970) إلغاء فكرة إلزامية ارتداء الطربوش، ليصبح المصريون أحرارا فيما يرتدونه باستثناء (العمامة الأزهرية) لطلاب ومشايخ الأزهر الشريف.
هذا الاستثناء إن كانت له دلالة، فهي تتعلق بالقيمة التي تحظى بها العمامة كرمز للأزهر الشريف، حيث تجمع حولها المصريون في نضالهم ضد الظلم أو المحتل، وحدث ذلك إبان ثورة القاهرة الأولى ضد الحملة الفرنسية في 20 أكتوبر/ تشرين أول 1798، وهو ما تكرر أيضا خلال الثورة العرابية (التي قادها الزعيم أحمد عرابي) ضد استبداد خديوي مصر في هذه الفترة توفيق الأول (حكم من 1879 - 1892)، ثم كانت العمامة الأزهرية رمزا مهما في ثورة 1919 ضد الاحتلال البريطاني لمصر.
وفي دراسة للمؤرخ الفرنسي جان جاك لوتى، المتخصص في الأدب والتاريخ، عن فترة الحملة الفرنسية لمصر (1798 – 1801)، أظهر لوتي مدى المكانة التي كانت تحظى بها العمامة عند المصريين، للدرجة التي دفعت نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية لارتدائها للتقرب إلى المصريين.
وقال لوتي: "وبالنسبة لبونابرت، فإنه لم يستنكف أن يرتدى الزى الشرقى، فقد ظهر يوم 20 أغسطس (آب) 1798 مرتديا زيا شرقيا، وعلى رأسه عمامة ومنتعلا بُلغة (حذاء شعبي)، وذهب إلى الأزهر بهذا الزى للاشتراك مع المشايخ فى الاحتفال بذكرى المولد النبوى، وانتهز رسامو الكاريكاتير الإنجليز هذه الفرصة للسخرية من نابليون إلا أنه لم يكترث بذلك".
ورغم هذه المكانة التاريخية، تراجعت العمامة من بعد ثورة 1952 حتى أصبح علماء وطلاب الأزهر أنفسهم يرتدون الملابس العامة (الإفرنجية)، وتخلوا عن زيهم، وكاد ظهور العمامة يقتصر على صلاة الجمعة من كل أسبوع فحسب داخل المساجد في الريف والمدن المصرية.
وفي محاولة لإحيائها، أصدر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الحالي، قرارا بمنح علاوة مالية رمزية وبدل زي، لمن يلتزم بارتداء العمامة الأزهرية، مع حجب الترقية عن غير الملتزمين بارتدائها.
وفسر مسؤولون بالأزهر القرار بأنه جاء بعد التراجع الواضح في ارتداء الزي الأزهري (العمامة)، بعد أن صارت نسبة الالتزام بالزي الأزهري بين طلاب الأزهر لا تتجاوز 5%، بحسب تصريحات لمسؤولين بالأزهر.
وقال عباس شومان وكيل الأزهر في تصريحات صحفية، إن "القرار يهدف إلى إعادة صورة الأزهري إلى وضعها اللائق بها، لأن أهم ما تميز به علماء الأزهر عبر التاريخ، فضلا عن علمهم وخلقهم هو حسن المظهر وبهاء الزي الذي يعرف به العلماء".
ووصف شومان القرار بأنه "جزء لا يتجزأ من الصحوة التي يمر بها الأزهر حاليا منذ تولي الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر للمشيخة".
وللطيب نفسه قصة مع العمامة الأزهرية، فخلال توليه منصب مفتى الجمهورية ارتدى العمامة الأزهرية، لكنه خلعها عندما عين رئيسا لجامعة الأزهر، وارتدى حلة مدنية، ثم عاد مرة أخرى للعمامة عقب تعيينه شيخا للأزهر خلفا للإمام الراحل محمد سيد طنطاوي.
وفي تفسيره لأسباب التخلي عن العمامة ثم العودة، قال الطيب الذي تلقى مرحلة الدراسات العليا في جامعة السوربون في فرنسا، في تصريحات له: "طوال فترة دراستى فى السوربون كنت أرتدى البدلة لأن الزى الأزهري غير متعارف عليه هناك، لكن منصب المفتى أعادنى إلى الزى الأزهرى".(الاناضول)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.