فيما تقترب فتاوي دار الإفتاء المصرية من76 ألفا و206 فتاوي منذ بدايتها برئاسة الشيخ حسن النواوي أول مفت لمصر, يعد الدكتور شوقي عبد الكريم المفتي رقم19 في تاريخ الدار, لذلك ومع استعداد الشيخ عبد الكريم لارتداء الزي الرسمي للأئمة والعلماء في الأزهر الشريف ومن يتولي منصب المفتي, أكد عدد من علماء الأزهر والأوقاف أن الزي الأزهري يرجع أصله إلي العصر الفاطمي منذ نشأة الجامع الأزهر. وأكد الدكتور مجاهد الجندي أستاذ الحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر أن طلاب وعلماء الأزهر ملتزمون بالزي الأزهري حتي ثورة.1952 وأشار إلي أن الأزهر كان يصرف لطلابه وعلمائه من المصريين أو الوافدين من البلاد المختلفة العربية أو الإسلامية كسوتين صيفية وشتوية وكانت الكسوة الشتوية من الملابس الثقيلة التي تجلب الدفء لصاحبها, أما الصيفية فكانت من الملابس البيضاء القطنية التي تدفع الحرارة عن مرتديها وتتكون من قميص وسروال وجلباب وقفطان وكاكولة بالإضافة لأغطية الرأس من القلانس جمع قلنسوة والعمائم التي تتكون من شال أبيض وطربوش أحمر وذر باللون الأسود أو الأزرق وبداخله خوصيه علي مقاس الطربوش وبه طاقية من الحرير لحماية الرأس من الخوص وأيضا حذاء يستخدم خارج الجامع الأزهر. ويوضح مجاهد أن هذا الزي التزم به كل من تصدي لمنصب مفتي الديار المصرية وما رأيناه يرتدي البدلة إلا إذا كان مسافرا في بلاد الغرب ليتخفي فيها عن بعض الناس فكل شيوخ الأزهر وعلمائه كانوا يرتدون هذا الزي ولذلك كان الناس والحكم يهابونهم فقد كان ومازال للزي الأزهري مهابته ووقاره واحترامه الذي يضفيه علي صاحبه حتي اليوم لأنه زي العلماء الذين كان لهم صولات وجولات علي مدي التاريخ فكانوا يخرجون ذوي العمائم لخلع الوالي إذا حدث خلل بالشرع أو بشرف الأمة. وقال: عندم ترك الأزهريون هذا الزي ضاعت كرامتهم وأصبحوا كآحاد الناس لا ميزة لهم في المجتمع. وأرجع مجاهد أسباب ابتعاد الأزهريين عن زيهم الرسمي إلي ارتفاع ثمنه والذي يصل لأكثر من1500 جنيه وضعف المرتبات وارتفاع أسعار تكاليف الحياة اليومية بالإضافة لانخفاض سعر البدلة بالمقارنة بالزي الأزهري الذي أصبح قاصرا علي علماء الأوقاف لفرضه عليهم من جانب الوزارة وحصولهم علي مقابل مالي بدلا لهذا الزي. وقال إن هذه الملابس التي ظلت لقرون طويلة بلغت أكثر من10 قرون عنوانا للأزهريين في طريقها للانقراض بسبب ترك العاملين في صناعتها لعدم كسبهم منه الآن. وأشار إلي أن أكبر عمامة كانت لشيخ الأزهر عبد الله الشرقاوي في أيام الحملة الفرنسية علي مصر ومازالت تلك العمامة محفوظة مع عمامة الشيخ حسونة النواوي التالي للشرقاوي في تولي منصب شيخ الأزهر بمتحف مكتبة الأزهر داخل صندوق.