الأزهر ليس عمامة.. ليس مؤسسة دينية. الأزهر قرآن وجهاد.. سنة نبوية وسياسة في الأزهر توجد كل الجبهات.. وتلبي كل الحاجات حين تضيق الدنيا بالمصري يصرخ ياخراشي. فمن يعلم منا أن الخراشي مات عام 1960 ومن يدري أنه كان أول شيخ للأزهر؟ 48عمامة تزينت بإمامة الأزهر. قاومت العثمانيين والمماليك والفرنسيين والإنجليز. كانت مواقفهم السياسية أبقي من فتاواهم. وكانت قياداتهم للمظاهرات علامات في كتاب الإسلام السياسي. من منا ينسي الشيخ الفيومي والشيخ الشبراوي؟ هل ينسي أحد منا مآثر شيخي العطار؟ سلسال ذهبي محفور في تاريخ بلادي. أحفظه أنقله تبعا لبناتي. فهذا الشيخ البشري وهذا المراغي العظيم وهذا الشيخ مصطفي عبد الرازق. وهيا نقرأ فصل الشيخ شلتوت والشيخ مأمون والشيخ الفحام. والآن إلي آخر حلقات السلسال الاعظم. فهل تعرفون شيخا للأزهر بعد عبد الحليم محمود.. إلا الطيب؟ أحمد الطيب ولد نوراني من نسل علي كرم الله وجهه. ولد في دشنا لأب مبروك فدشنه داعية للإسلام. تسلم الطيب الراية وحفظ القرآن وكأنه مولود به نبغ في كتاب بلدتهم وواصل نبوغه ازهريا. تخصص في العقيدة والفلسفة واصبح استاذا بها. نال درجة الدكتوراة, وأصبح عميدا لكلية الدراسات. عبر صيته الحدود فأصبح عميد اصول الدين في باكستان. الدكتور الطيب مفتي الديار ورئيس جامعة الأزهر. مابين عمامة دار الإفتاء وبدلة جامعته لم يتبدل. النظرة حانية تحتضن من يلجأ إلي صاحبها. الرأي القاطع لم يعرف يوما كيف يميل لصاحب سلطة. والحكم الصائب ينبع من قرآن لايأتيه الباطل. كادت تحدث في جامعته فتنة أشعلها الإخوان. فأطلق قولا مأثورا أخمد معه كل النيران. الطيب عضو المجلس الأعلي للطرق الصوفية. صوفية لاتعرف شظف العيش ولاتهوي تعذيب النفس. صوفية تقبل علي الدنيا بحساب وتعمل للآخرة مليون حساب. صوفية تجعلك مالكا للدنيا ومطمئنا للآخرة وحاجزا لمقعدك في الجنة. صوفية شيخ الطريقة الاحمدية الخلوتية.. ميراثه الأهم عن والده. أصبح الطيب شيخا للأزهر فخلع بدلته من جديد. وضع العمامة فوق رأسه ومعها كل هموم مصر. ذاكر الرجل تاريخ السابقين فقرر إعادة الأزهر للحكم. انصهر مع الشارع المصري فأسمع الناس كل جديد. استقال من الحزب الوطني وقال لبني وطنه: أنا لكم جميعا. لم يتخلف عن مناسبة مصرية إلا وادلي بدلوه. اندلعت ثورة يناير فكان احد قادتها. اشتبكت التيارات الإسلامية فساد عليهم بوسطيته ووطنيته. توجس من مستقبل مصر فصاغ وثيقة الأزهر. جمع حوله الفرقاء فوحدهم. جمع حوله الاصدقاء فآخي بينهم. انتصر للمسيحيين لأنهم شركاء في الوطن. ورسم خطا مستقيما يقود إلي مستقبل مشرق. وثيقة الطيب علاقة حب ابدية بين الأزهر والمستقبل. صاغها الشيخ بحب لله ثم لوطنه فاشتملت علي كل الأحلام. فالباحث عن معني العدل ومعني الحق ومعني الحرية وجد ضالته. والباحث عن سبل الخير وطريق الأخذ بأسباب القوة والسؤدد امسك بالمفاتيح. أحمد الطيب اعاد لمصر الأزهر. أعاد الدنيا إلينا والدين. أعاد الخير لكل المصريين. أثبت أن الإسلام برئ من بعض المنتسبين. أعادنا إلي تلك القاعدة الذهبية: الدين لله لكن الوطن للجميع.