الناس متى التقيتهم يشتكون ! كلهم بلا استثناء ! حتى غنى المال والجاه يشتكى مر الشكاية قال لى احدهم: انه لايعرف النوم !!! فقلت امرض تعاني منه؟ قال : لا فتجرأت وقلت؛ اعرف ان تسكن قصر على النيل ولديك معارض سيارات ووكيل اعظم الشركات ومسموع فى الناس ويقولون عنك الباشا ! والملياردير! ضحك وقال : كل ده وانا ابحث عن الراحة لا اجدها، حتى النوم فارقني قلقا وارقا!? قلت : أراك فى المسجد ؛ ففهمت انك مستقيم الوجهة مع الله ؛ وقد حباك بالغنى والجاه؛ فهل تقوم بأداء حق الله تعالى فيما أقامك عليه !؟ قال : ماذا تقصد ؟ قلت: هل كسبت المال من حلال؟ هل صرفته فى أوجهه المشروعه؟ هل اديت زكاة مالك ؟ هل اديت زكاة جاهك؟ هل تتصدق ؟ نظر إلى وقد تنهد تنهيدة عميقة مطأطأ الرأس متفكر فى الرد ؛ فاستأذنت منه لامر عاجل دون ان اسمع الرد !!? ولسان الحال يقول: لو احسن الإنسان استخدام نعم الله ؛ وادى حق شكرها، لاصبحت باب سعادة له ولغيره! #وذاك شاب التقيته يشتكى، فقلت له : ماذا تعمل ؟ قال : لاشيئ قلت : ولما لاتبحث عن عمل 00!؟ نظر إلى مستغربا ؛ قائلا: اين؟ قلت : ماذا تريد ان تعمل؟ قال : اعمل بمؤهلى فأنا حاصل على آداب قسم فلسفة ! قلت : وإذا لم تتاح فرصة العمل ؛ تتجمد ام تتحرك ! يابنى تحرك واعمل ولو كان ما تقوم به دون مؤهلك ولايكفي طموحك ، فطالما انت فى حركة سعى وأمل فثق ان الأبواب ستفتح ولكن فى الوقت المقدر لك؛ فانهض واعمل ولو كان دون مؤهلك؛ حتى لاتصاب بالهم وتضحى عالة ؛ فالمال ليس هو المراد ؛؛؛ بل العمل وتحقيق ذاتك فيما تقوم عليه برضا ! نظر إلى مستغربا وقد توجهت اليه قائلا يابنى : نحن كنا نأكل ( اللحم) فى المواسم 00! وكنا نخيط المقطوع من الملبس والحذاء 00! وكنا نلتزم بغيارين تقريبا000! وكنا نذاكر على لمبة جاز نمرة عشرة 00 {وكلوب }باعتبار يسار الحال – ابن عمده- مثلا 00!؟ كانت البيوت مبناه من الطوب اللبن000! إلا بيت العمدة واولادهوآخرين قلة من أهل اليسار ! كانت البساطة عنوان والرضا شأن الأغلبية؛ فالحب بينهم طريق الكل يسعد به فالغنى يعطى للفقير ، والفقير لايحقد على الغنى ؛ نعم يابنى كان هناك تكافل اجتماعى حقيقى حتى فى الأفراح والأحزان ! انظر يابنى الآن حال القرية والمبانى والمعانى ستجد مغايرة ؛ ظاهرها غنى والحقيقة فقر ! لما ؟ عدم الرضا والقناعة وفقدان البركة ؛ بعد ان أصبحت العبادات للأسف فارغة من رسالتها؛ فلو خشعت القلوب لخشعت الجوارح؛ فنحن يابنى لانعانى فقر المادة ؛ بل نعانى فقر الاخلاق والقيم؛ فلو حققنا الإيمان وتخلقنا باخلاق اسلامنا قولا وعملا لسعدنا بالقليل والكثير ؛ وصدق رسولنا ( صلى الله عليه وسلم) القائل: (( من أصبح منكم آمنا فى سربه ، معافى فى جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها0)) فاهنأ بما انت فيه وقل ( الحمد لله) فأين نحن من قدوتنا صلى الله عليه وسلم وقد روى عن أبى موسى الاشعرى – رضى الله عنه- قال: اخرجت لنا السيدة عائشة – رضى الله عنها- كساءا وإزارا غليظا . قالت: قبض رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) فى هذين 00000 وهو الذى نام على حصير فقام وقد اثر فى جنبه؛ فقالت الصحابة: يارسول الله لو اتخذنا لك وطاء . فقال: (( ما لى والدنيا؟ ما أنا فى الدنيا إلا كراب استظلّ تحت شجرة ثم راح وتركها))