إنَّ الصورة التي رسمتها الشاعرة منى فتحي حامد تشي بذلك الحلم الرومانسي في عالم غير العالم، ووجود مفارق للوجود : معه تَمَلَكَت مني النشوة هل بالحوار أروي مُعترفة بانجذابي إليه عشق وراحة ويكون الحديث عن المحبوب إنما هو حديث عن شجن أعظم، وحزن أعمق، وضيق ضائق بكل شيء، هذه الأشطر اتخذت منحى اللوم والعتاب وليست الكراهية، فهي كلمات عامرة بالشجن الرومانسي الممزوج بقسوة العتاب : كل مننا وحيدًا بقصره يتفنن بالتعايش داخل مملكته راضيًا، أم بالتصرف قلة حنكة لشجنها الرومانسي عدة اتجاهات ولها في تصويرها طرائق مختلفات، منها تضخيم المعاناة العاطفية لتحيل العشق والهيام إلى أطلال. كما تتردد في القصيدة تركيبات مماثلة باستعذاب الألم، وتتعدد الصور وتتزاحم شكولها: يتوارى لبلسم شفتيَّ يداه ملتفه حول عنقيَّ يغلغل نفسي بكؤوس خمر يسكنني روحًا مصطنعة لقبتها بالضحكة الواهمة وللشجن درجاته علوًا وانخفاضًا ليشكل علامة فارقة بين النزعة الرومانسية وسواها وتضخيم لمعاناة عاطفية. ويظل العتاب والشجن توقًا روحيًا يتدفق موجات هاربة من لزوجة الكون، ولكن الشاعرة في تدفقاتها تنحى بنا إلى المباشرة لتتناثر كلماتها نثرية فاترة، على الرغم من الإيحاءات الأدائية في التشكيل اللغوي. تتناسل الكلمات شجوًا يائسًا، وتكتسب مسحة درامية باستخدام ضمير الغائب، الذي أكسبها وحشة التفرد والانعزال واغتراب الذات. مع قصيدة / عيناه بعينيٌ الأديبة/منى فتحي حامد_ مصر ******** عيناه بعيني كاذب مع مقلتيَّ صادقاً بالمراوغة ختاما لأقاويل عسره يتوارى لبلسم شفتيَّ .. يداه ملتفه حول عنقيَّ يغلغل نفسي بكؤوس خمر يتوجني بِضحكةِِ زائفة لقبتها بالبسمة الواهمة يسكنني روحا مصطنعة يأتي بجانبي لارتشاف قهوة ثغري تَمَلَكَ مني فضول النشوة .. هل بالحوار أروي معترفة بانجذابي إليه عشق وراحة .. بيننا معاني متفاوتة هو منها شديد القسوة و أنا بجانبه لن أحيا كامرأة .. أنظر من الخارج إلى ثباته مندهشة .. و عند الحنين باكية من الفجوة .. مَنْ هو ؟ _ أين أغصانه كل مننا وحيدًا بقصره متفننا بالتعايش داخل مملكته .. رضيآٓ أم بالتصرف قلة حنكة فإلى الصبر حدود كما تَغَنَتْ أم كلثوم(ثومة)..