لكل عصر جماله ، و سماته الفضلى ، التي منها نرتشف عبير الخلق و ألق الكلمات و التواجد تحت راية الأخلاق و العلم و المعرفة .. لكن أيضا لن تخلو تلك الأزمنة خاصة وقتنا الحالي ، من بعض الشوائب من نقص في الأخلاقيات و تقصير عند بعض البشر من ناحية اعتدال السلوكيات … بصفة عامه نلمح بعض التناقضات في سلوك و تعاملات البعض من الأشخاص .. منهم من :: * يتوجه عشق الخير للجميع ، و لكن إن شاهد نجاح الآخر ، تملكت منه سمات الغيرة و شهب الأحقاد .. * ينافق بالمظهر المتعالي الخداع ، كي يجذب الآخرين إليه ،بحجة المساعدة و توصيلهم إلى أعتاب الطريق الصحيح للنجاح … * متصيدا للفريسة ،أي يرسم و يزين إليها أجمل الأحلام ، و من بريقها يستنشق كافة النجاحات و الرقي و التمدين الوهاج ، و من بعد تسليط الضوء عليه ، ينسى تواجدها ،و يتعامل مع نتاج عقلها و لب نجاحاتها بالإهمال ، و لبريق الكفاءة بالانكسار ….. * عديم الشخصية ، فاقد الاتزان ، منصتا إلى هوامش الفتن و طاعون الإصرار ،تسوده الغريزة و عشق الرزيلة و عبودية الشهوات ،و من ذاك الانصات يبيع الأصل الناجح و ببدله بكيانات من فخار ….. و تتعدد هذه السلبيات في السلوكيات المصاحبة لبعض الأشخاص ، و نلاحظها بحياتنا الدنيوية و في جميع الميادين و شتى المجالات … ولكن لن يمكننا النسيان أو التنافي بالذكر لأشخاص متميزين بالخير و مساعدة الغير و ثقافة الفكر و العقل التعامل الأنيق ،و احترام الإنسانية و ما ترتبط بها من معاني و شيم و سمات و سلوكيات أخلاقية معتدلة متزنة … فنتساءل أنفسنا ، هل ما زالت تلك السلوكيات متواجدة ، و تتزايد نحو الأمام ، أم تنحدر في ذاك العصر ، زمن الكورونا إلى الوراء … فهل الإنسانية سمة يتسم بها كل انسان ، و من صادقا منهم في حسن التصرف الإنساني بالفعل و بالأقوال … انسان يعني إنسانية بالحق و بالخير و بالصدق و بالاحترام مع الجميع و ليس مع الوسطية و السطحية … انسان جدير بالثقة بالتعامل في شتى الأركان … انسان يرتقي بالثقافة و بالعلم و بشهامة الرؤى و الخصال … انسان يحترم المرأة و سائر النساء ، و لن يخطو بالإساءة نحوهن على مر الزمان و مدى الأيام .. انسان ، أي نصرة المظلوم ، و إعادة الحق ، و مراعاة المسنين و ذي الهمم و الأيتام … فإلى أي مدى نتعلم و نرتقي ، نبحث عن العلم و السمو المعرفي و الثقافي ، نحترم ماهية الكلمة و صدق النبوغ الفردي ، نتطلع إلى أفق النجاح و سماء الابداع،القضاء على الجهل وعلى عشوائية الإدراك العملي الواقعي ….