الداعية الإسلامى الدكتور صلاح هارون يواصل كتابة سلسلة مقالاته عن :اشرف الكلمات.. كلمة ( الاخلاص )17

اللهم ارزقنا فهمها ودراستها والعمل بها
وابدأ بكلام النبى صلى الله عليه وسلم عن السورة الكريمة حيث قال للصحابة رضى الله عنهم
احْشُدُوا، فإنِّي سَأَقْرَأُ علَيْكُم ثُلُثَ القُرْآنِ، فَحَشَدَ مَن حَشَدَ، ثُمَّ خَرَجَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقَرَأَ: {قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ}، ثُمَّ دَخَلَ، فقالَ بَعْضُنا لِبَعْضٍ: إنِّي أُرَى هذا خَبَرٌ جاءَهُ مِنَ السَّماءِ فَذاكَ الذي أدْخَلَهُ، ثُمَّ خَرَجَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: إنِّي قُلتُ لَكُمْ سَأَقْرَأُ علَيْكُم ثُلُثَ القُرْآنِ، ألا إنَّها تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ. رواه مسلم
ثلث القرآن !!!!!!! حوالى 33 سورة !!!!
وهى سورة الاخلاص !!!!
وارى والله اعلم انها سورة خالصة فى كل شيئ بمعنى ادق اننا اذا اردنا معرفة الله حق المعرفة فعلينا التدبر فى كلمات السورة التى تتحدث عن
الله
الاحد
الصمد
فالاحد هو الذى لم يلد ولم ويولد
والصمد لم يكن له كفؤا احد !!!!!!!!!
ما الاخلاص ؟
واخلص الشيئ اى اختاره
والذى اخلصه الله عز وجل جعله مختارا خالصا من الدنس
وخلص وصل الى الشيئ
وخلص لك الشيئ اى لك خاصة دون سواك
والخالص من الالوان ما صفا ونصع
ويقال لكل شيى ابيض خالص
والخلصاء ماء بالبادية
وهو الصفاء من الكدر والشوائب
فالسورة خالصة فى معرفة الله عز وجل انه الله الاحد الصمد
فالاسماء الثلاثة ( الله ، الأحد والصمد ) خالصة له سبحانه وتعالى فالله رزاق وقد جعلك سببا لرزق اخرين والله هو الشافى وقد جعل الطب سببا فى الشفاء اما الله والاحد والصمد هى له وحده دون سواه
والاخلاص سببا لقبول العمل لإن الله يغار وهو سبحانه وتعالى
لا شريك له فكما ان الاسماء الثلاثة لا ينازعه فيها احد فلابد لأعمالنا ان تكون
خالصة له دون سواه
ان تكون صافية من الشوائب والكدر والدنس والرياء
ساعتها تكون انت من المخلصين
والله تعالى اعلم
كلمة الصمد
قرأت الكثير من التفاسير لهذه الكلمة وقد تم تفسيرها كالتالى :
الصمد هو المعبود دون سواه
الصمد ليس بأجوف اى ليس له مداخل او مخارج
الصمد هو الذى لا يأكل ولا يشرب
الصمد هو الذى لا يخرج منه شيئ
الصمد هو السيد
الصمد هو الذى تلجأ اليه الخلائق
وكلها تدور حول هذه الكلمة القرآنية المباركة
وارى والله اعلم …
ان الصمد هو …
ان الله لم يكن له كفوا احد !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
تفسير الصمد من داخل السورة نفسها فالإنسان يلد ويولد ويأكل ويشرب وله مداخل ومخارج والله خالق لم يلد ولم يولد وهو صمد
لا يأكل ولا يشرب ولم يلد ولم يولد وهذا معنى عام للصمد وهنا يأتى المعنى الرئيس للصمد فى ( ولم يكن له كفوا احد )
وكفوا يعنى التساوى !!!!! فهل من الخلق ما يساويه ؟؟؟!! سبحانه وتعالى فهو الصمد المتفرد بالجلال والكمال لا يكافؤه احد
ومن اخلص للعبادة له فهو الذى يكافئهم اى يجازيهم فهو لا مثل له
ولا يساويه احد اى صمد .
.فكيف لمن يأكل ويشرب ان يدعى الالوهية وكيف لمن له مدخل ومخرج ان يظن نفسه خالقا وهنا تجد عظمة اسم الله الصمد فى انه ليس كمثله شيئ
اذن الصمد ….الذى لا يساويه احد حتى انها لم تذكر فى القرآن الا مرة واحدة فقط …والله تعالى اعلم