محمود عبدالمنعم يكتب عن :لماذا لا يتحول الطالب الأزهري إلى إرهابي؟

ببساطة لأن الطالب الأزهري بيتعلم في الأزهر الشريف الرأي والرأي الآخر، فعلى سبيل المثال في مرحلة المراهقة الفكرية والتي تعد من أصعب مراحل الإنسان الحياتية، فإما أن يخرج منها إنسان عاقل ومنصف وإما أن يكون مذبذب العقيدة والهوية..
ففي هذه المرحلة الصعبة يتعلم الطالب الأزهري أنه هناك ثوابت لا خلاف ولا نزاع ولا جدال فيها ، وهناك فروع هي محل خلاف ، وهناك اجتهادات هو يستطيع أن يجتهد فيها..
ومنذ بداية المرحلة الإعدادية والطالب الأزهري يعلم أن للفقه 4 مذاهب وكلها صحيحة ومحررة ومنقحة، وَكلُّهُمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ مُلْتَمِسٌ..
فمثلا عندنا في الفقه الشافعي : لمس المرأة الأجنبية بدون حائل يُنقض الوضوء، وعند السادة الأحناف: لا ينتقض الوضوء بلمس المرأة الأجنبية، ولكلٍ من المذهبين دليله وحجته..
والشاهد من ذلك أن الطالب الأزهري ينشأ على إحترام الرأي والرأي الآخر، ويعلم أن الخلاف في الفروع أمر طبيعي ومستصاغ ، وفي نفس الوقت تربى على مذهب من المذاهب الأربعة (وفي بوست لاحق سأتكلم عن هذه المذاهب إن شاء الله ).
أما غير الأزهري فلا يدري شيئاً عن هذه المذاهب الأربعة، ولا يعرف أصلاً أسماء أصحابها فضلاً عن تفاصيلها، فلذلك ليس لديه مرجعية فقهية يُعتمد عليها..
ومن كان شيخه كتابه أو عدة ندوات حضرها لشيخ ما ، أو استمع لكام محاضرة علي النت ، فإنه يسهل استقطابه بسبب اختلال توازنه النفسي ، وعدم تربيته علي فقه الخلاف وفقه الائتلاف، فينتج عن ذلك أنك تراه حاد الطبع، عبوس الوجه، ويُخيل له أنه بذلك أصبح عالماً من علماء الأمة، وهو أصلاً لا يعي شيئاً عن فقه الواقع المبني على دراسة الواقع المعايش دراسة دقيقة مستوعبة لكل جوانب الموضوع ومعتمدة على أصح المعلومات وأدق البيانات والإحصاءات..
أما الأزهري فإنه يعي هذه القواعد جيداً، ويعلم أن الفتوى تختلف باختلاف الزمان والمكان، وتختلف الفتوى لاختلاف حال المستفتي وهكذا..
لذلك : الأزهري يقود ولا يُقاد، يقود الناس للحق والفهم الصحيح للدين الحنيف، ولا يُقاد من جماعة متطرفة الفكر والمذهب والعقيدة، فالأزهر الشريف هو درع الأمن والأمان للعالم بأكمله