كما ذكرت في الجزء الاول ان الاسلام العقلي النقدي هو جاء لبيان وتوضيح الخرافات والدجل والاساطير والبدع في الجسم الاسلامي والتي جاءت من ابواب عديدة كالاحاديث النبوية والتفاسير والفتاوى ب استثناء القرآن الكريم لأنه كلام الله سبحانه وتعالى اما غيرة فأنه نتاج بشري قابل للخطأ والصواب واليوم ونحن في الالفية الثالثة في القرن الحادي والعشرين في زمن المعرفه والفكر والعلوم والتقدم والتكنلوجيا لابد لنا الخروج من قضبان التخلف والهمجية و العقلية الهندوسية في الجسم الاسلامي اذا تعالوا معي اليوم لبيان فكر خاطئ جاء من كل المفسرين للقرآن الكريم في تفسير قصة ناقة صالح حيث اقبل المفسرين بتفسير لا يقبله العقل والمنطق اطلاقا وبعيد عن الصواب حيث ادعوا ان ناقة صالح تمخضت من صخرة عظيمة وكأن الصخرة هي ام عانت من وجع وألم الولادة وتكسر الصخر وخرجت ناقة عظيمة البنية عشراء أي حامل وكانت الناقة تشرب كل الانهار من الماء لدى قوم صالح ولم يبقى عندهم ماء وكان قوم صالح يشربون حليبها بدلا من الماء لأنها كانت تعطي حليب كثير بحيث يملئون اوعيتهم كلها وولدت الناقة فصيلا لها ورغم ذلك عقروا الناقة قوم صالح وعصوا امر ربهم رغم ان الله امرهم بأن هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل من ارض الله ولا تمسوها بسوء وعندما عقروها خرج فصيلها وهرب منها ورغى أي احدث صوتا عاليا وسمع الله صوت رغائها فغضب الله عليهم فوعدهم الله بعذاب أليم ونذرهم بالعذاب ثلاثة ايام ثم عذبهم الله بالصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين وبعد ان عذبهم ادخل الله الفصيل في الصخرة من هذه القصة نستخلص مواطن الخرافات فيها وهي لييس من المنطق العقلي المقبول ان نقول ان ناقة ولدت من الصخر من رحم صخر وليس من رحم أم وتشقق الصخر وخرجت من داخل الصخر ناقة فيها روح ولحم وعظم ودم ونحن نعلم ان الله على كل شئ قدير وليس هذا ببعيد عن الله سبحانه وتعالى ولكن قصة خروج الناقة من الصخر غير صحيح واسطوري وبدليل لم تذكر في القرآن الكريم خروج الناقة من الصخر اطلاقا وكذلك لا يوجد ولا حديث للرسول الكريم يذكر خروج الناقه من الصخر اطلاقا سواء كان حديث موضوع او صحيح سوى بكتب التفسير وكتاب التفسير قسم منهم متأثر ب الاساطير التاريخية القديمة كما ان هناك سبب آخر هو تسلل فكرة الناقة وخروجها من الصخر كانت موجودة عند عقلية العرب حيث كانوا يعظمونها وقسم يعبدونها حيث كانوا يعتقدون ان الصخر او الصنم تسكنه روح الالهة ويتكلم وكان العقل البشري ينتج من الصخر حصان وناقة وهناك عدة اساطير لدى العرب تكشف لنا مدى ذهنية العرب بتعظيم الصخر وتكلمه وفيه روح الاله ومن هذه الاساطير اسطورة ميترا الذي خلقة اورميز حيث تقول ان هناك طفل ولد من الصخر على ضفة النهر تحت ظل شجرة مقدسة وكان بعض رعاة الجبل شهودا على معجزة ولادته للعالم وقد رأوه يخرج من الصخرة ورأسه متوج بقبعة الملوك متسلح بسكين صياد وهو يقود شعلة كانت تضيئ الظلمات وقدم الرعاة للطفل وكان الفتى عاريا ومعرض للريح الباردة فأختبئ تحت شجرة تين وهذه القصة دلالة على ان خروج الناقة من الصخر انها مستوحاة من هذه القصة الاسطورية وهناك قصة اسطورية اخرى وهي اسطورة بجماليون وهو نحات وفنان عبقري قام بنحت امرأة جميلة شابة عارية من الرخام وبدأ يدعوا الله ان يمنح هذا النحت الجميل روحا ويزوجه منها وهو يدعوا الله واثناء الدعاء قام بحضن الفتاة من الصخر وبينما هو كذلك بدأ يحس بدفأ جسمها وبدأت عروقها تتحرك والصخر يلين واصبح لحما ودما وبدأت تتكلم وتحولت الى انثى حقيقة وفرح فرحا شديدا وشكر الالة وتزوجها وانجب منها ولدا سماه افنوس من هذه الاسطورة يذكرنا اهل التفسير مدى اوجه التشابه بدعوات ثمود بخروج ناقة من الصخر بتصوير خرافي وهذا لا يوجد في القرآن الكريم والاحاديث النبوية اطلاقا وكما ذكرت آنفا وناقة صالح طلبها قوم ثمود من نبيهم صالح علية السلام كأية ليصدقوه بما أتاهم به من النبوة حيث طلبوا منه كدليل على صدق نبوته وقد حدد قوم ثمود نوع المعجزة وطلب النبي صالح ان تخرج لهم ناقه وخرجت فعلا كصدق لنبوته وامرهم الله سبحانه وتعالى ان هذه اقة الله ذروها تأكل في ارض الله وتسرح ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم ولكن قوم صالح خالفوا امر الله فعقروها أي ذبحوها وواعدهم الله ان تمتعوا في دياركم ثلاثة ايام ثم عذبهم الله بالصيحة وايضا قال المفسرين ان فصيل الناقة خرج ورغى أي احدثت صوتا عاليا بعد قتل والدتهم الناقة وان الله سمع صوت رغائها وغضب وهذا تصور خاطئ وكأن الله لا يسمع ولا يرى ما حدث للناقة الا بعد ان ترغى الجمال بصوت عالي وهذا تشبيه بشري لله تعالى والله منزه من هذا التشبيه هذا كل ما هو موجود في القرآن الكريم والاحاديث النبوية الشريفة و لم يحدد قوم صالح خروج الناقة من الصخر كما زعم المفسرين بتصوير ليس له صحة او دليل قرآني او حديث نبوي كما نوهت يجب ان نحرك عقولنا قبل قلوبنا ومشاعرنا لأن القلوب تهيم بمشاعر خيالية احيانا ولكن يجب ان نجعل حد للمشاعر الجياشة التي تلتقط الخرافات ونحكمها بحدود وقانون عقلي بعيدا عن الخرافات الى هنا اكتفي التقي بكم في الجزء الثالث بأذن الله والخوض في قصة قرآنية أخرى وهي قصة يأجوج ومأجوج لتوضيح معالم الحقيقة والخرافات فيها