” أكلوا الأخضر واليابس – الوافدون شحم زائد على الكويت — لسنا بحاجة إلى الوافدين — الوافدون إحتلوا الكويت — لابد من طرد الوافدين من الكويت — لابد وأن يدفع كل وافد ضريبة قدرها مائة فلس، لاستخدامه الرصيف الذي يمشي عليه في الكويت – ليش نحتاج سباكين وكهربائين من مصر — الوافدون المصريون يأكلون الأرانب !!! كلمات وعبارات كثيرة عرفت بها النائبة الكويتية، صفاء الهاشِم ، وجهت لها سلسلة من الاتهامات بوصفها «عنصرية»، تظهر من الحين للأخر بتصريحاتها المثيرة للجدل ، فهي تتحدّث وحيدة بنبرة صارمة، تصل إلى «العنصرية» في معظم الأحيان ،تهاجم الوافدين دائمًا، رغم أنها تعلمت في صغرها، على يد المعلمين الفلسطنيين في الكويت، حسبمْا ذكرت ذلك في لقاء متلفز سابق لها ، ودرست الأدب الإنجليزي في جامعة الكويت على يد أساتذة من الوافدين لتحصل على الليسانس، ثم الماجستير من جامعة بنسلفانيا في إدارة الأعمال … آراءها عنصرية وضد العمالة الوافدة، خصوصا المصرية ، ذكرت سابقا رأيها حول التركيبة السكانية والعمالة الوافدة داخل الكويت، حيث قالت: “ما عندي عداوة مع أحد، عندي عداوة مع من يستغل وطني، ويستهلك مواردي”، وأضافت: “عندي تهالك في رمانة ميزاني، عندي، 3 مليون وافدين ومليون مواطنين ، وكان أخر هذه التصريحات قبل يومين حيث استمعت لمقطع فيديو لها على صفحة ” أخبار مجلس الأمة الكويتي ” تقول فيه : “أجمل مناطق الكويت محتلة من قِبل الوافدين .. وأراضي الشريط الساحلي محتلة بالشاليهات بالرغم من أنها أملاك دولة .. أسئلة كثيرة طرحتها مع نفسي ،ولم أجد لها من إجابة ولا تفسير !!! لماذا تكره ” صفاء الهاشم ” الوافدين ؟ وما الدافع من تحريضها الدائم ضدهم فى البرلمان، وفى المنتديات، وفى وسائل الإعلام ؟ لماذا تشحن صفاء الهاشم الشعب الكويتى الشقيق بكراهية الوافدين ؟ وهو ما يتسبب فى حالات العنف من قبل البعض ضدهم وإثارة الفتن !! يا صفاء ————– من حقك أن تكرهين الوافدين كما تشاءين، ومن حقك كذلك أن ترفضين تعيينهم فى شركات ومؤسسات بلدك ونحن نوافقك الرأى عندما تعملين على تكويت الوظائف واتاحة الفرصة للشباب الكويتى، فهذا حقه، وهذه بلاده، وهو أولى بالتعيين فى هذه الوظائف، لا أحد منا يجروء على الاعتراض أو رفض أو نقد عملية التكويت، فأولادكم أولى وأحق ، وكل بلد أولى بشبابها وأولادها . لكن نرفض تحريضك بشكل علنى ضد الوافدين، ونرفض تحدثك عنهم بعنصرية ودونية فى وسائل الإعلام وفى المؤتمرات والندوات، فهذا غير مقبول بالمرة . يا صفاء ———– الحكومة والمؤسسات والشركات الكويتية هى التى تستقدم العمالة التى تحتاجها، وهى التى تحدد جنسيتها، وأعدادها، وتخصصاتها، ومرتباتها، وهى وحدها القادرة على وقف استقدام العمالة الوافدة .. يا صفاء ———– حضرتك كبرلمانية كويتية لكِ الحق أن تخاطبى الحكومة فى هذا الشأن، وتطالبيها بوقف استقدام العمالة الوافدة، ولن نغضب أو نحزن أو نتخاصم مع أشقائنا فى الكويت عندما يشغل أولادهم الوظائف الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، هذه بلادكم ولهم حق إدارتها وحمايتها والنهوض بها . يا”صفاء” هل تعرفين من هو الوافد؟ ——————————————- الوافد هو الخباز الذي يقف امام التنور في حرارة الصيف التي تعلو على 50 درجة مئوية، ونسبة رطوبة تصل الى 70 ومع ذلك فهو يخبز لك الخبز وانتي حتى لا تستطيعين ان تنزلى من سيارتك لتأخذى الخبز منه، فترسلى السائق الوافد او الخادمة الوافدة ليأخذ الخبز منه لكى تسدى جوعك ويقوى لسانك على التهجم على الوافد … الوافد هو عامل النظافة في الشارع الذى يبدأ عمله مع صوت آذان الفجر وأنت مستغرقة في نوم عميق تحلمين مع شيطان الوافدين .. الوافد هو الذى يخدمك في كل مكان تذهبين اليه بابتسامة لا تفارق شفتيه ، رغم أنك لا تستحقين الإبتسامة .. الوافد هو الموظف الذي يعمل في الشركات المتعددة ستة أيام في الأسبوع و12 ساعة في اليوم ، ويأخذ أجر لا يتعدى 15% من ما تتقاضيه أنت من أجر وظيفتك الغير منتجه… الوافد هو الذى يكون في إستقبالك ضاحكا مبتسما بالمطعم في الساعة الثانية عشر ليلا لكى يقدم لك ” الكبسه والبرياني والمندي وخبز البراتا واللحم والدجاج وكل ما تشتهيه نفسك …. الوافد هو الطبيب الذي يعالجك ، ولولاه لأصبحتى من أصحاب القبور …. الوافد هو المعلم الذي علمك كيف تمسكين بالقلم وتكتبين إسمك في دفتر الحضور بالبرلمان …. الوافد هو المهندس المدني الذي يعمل في الصيف والشتاء في المشروع، بينما تجلسين أنت والمهندس الكويتي في المكتب المكيف وبوجود عامل البوفيه، او يغيب عن عمله…. يا صفاء ———– هل تعلمين أن الوافد كان ولاءه للدولة التي عاش فيها وعمل فيها وتزوج فيها وكبر أبناؤه فيها، اكثر من ولائه لوطنه الذي لفظه ولم يؤوه… لكن بفضل عنصريتك المتخلفة وتصريحاتك الغوغائية ، اصبح الوافد، وهو الطبيب والمهندس والمعلم والعامل ، يعمل وهو يكرهك ويكره عنصريتك ، بل يكاد أن يكره بلدك .. يا صفاء ———– أتق الله في الوافدين ، فكم من مغترب قضى نحبه فى بلاد الغربة، وكم منهم دخل بلادكم وهو غني بالطاقة والحيوية والنشاط والفكر المثمر والإبداع وخرج منها وقد أصاب المرض جسده ، وغزا الشيب رأسه ، وأصبح خرده لا يصلح لشيء دون أن يستمتع بحياة الإغتراب . وكم من أخر قاسى وعانى الأمرين . وحرم نفسه من ملذات الحياة خارج الوطن كى يوفر الدينارات والدولارات كى يتمتع بها بعد العودة الى دياره ،ثم طالت الغربة وانقضى العمر وكم من مغترب عاد فعلا” بعد طول غياب . لكن لا لسيتمتع بما جناه من أرزاق جمعها من بلاد الغربة . بل لينتقل الى لرحمة ربه بعد عودته الى بلاده بقليل . يا صفاء ———— إقرأي هذه الأبيات لعل قلبك يرق لها وتكفين عن مهاجمة الوافدين . هل يعلم الصحب أنّي بعد فرقتهم — أبيت أرعى نجوم اليل سهرانا أقضي الزمان ولا أقضي به وطراً — وأقطع الدّهر أشواقاً وأشجانا ولا قريب إذا أصبحت في حزنٍ — إنّ الغريب حزين حيثما كانا يا صفاء ———— لن أسألك عن سبب كراهيتك للوافدين ، فأنت حرة، ولن أتدخل فى مشاعرك، فقط أطالبك بعدم زرع فتنة بين الشعوب . وقبل أن أترك قلمي ، وأنهي مقالي ، أقول لك ” سيدتى صفاء” الناس لبعضيها ،فالدنيا «دوارة، يوم فوق ويوم تحت»، بين صعود وهبوط دائمًا،وهذا قانون التداول في الكون ، حيث يرفع الله أناسا ويضع أخرين – يقول تعالى: «لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ »، أي شدة ورخاء ، وصحة ومرض ، وفقر وغنى، وقال تعالى: « وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ».