حقوق عين شمس تُكرم رئيس هيئة قضايا الدولة بمناسبة اليوبيل الماسي    ويتكوف وكوشنر وقائد القيادة المركزية يزوران غزة للتأكد من التزام إسرائيل بخطة ترامب    مصرع 37 شخصًا في فيضانات وانهيارات أرضية بالمكسيك    عاجل- «لا تفاصيل حول الجثامين».. حماس ترد على مصير جثتي يحيى السنوار وأخيه وملف الأسرى بين الأمل والتعنت    كبير خدم الأميرة ديانا يكشف سرا جديدا عن قصر باكنغهام    محكمة أمريكية: يمكن لقوات الحرس الوطني البقاء في إلينوي لكن لا يمكن نشرها حاليا    أول المتأهلين لنصف النهائي، كولومبيا تطيح ب إسبانيا من مونديال الشباب    أحمد حسن: أبو ريدة طالبنا بالتتويج بكأس العرب بسبب العائد المادي    وفاة 3 دبلوماسيين قطريين في حادث بشرم الشيخ    النيابة العامة تفتح تحقيقا في حادث مصرع وإصابة دبلوماسيين قطريين بشرم الشيخ    محتجزون داخل السيارة.. جهود مكثفة لانتشال جثامين ضحايا «حادث قنا»    نتيجة اختلال عجلة القيادة.. حادث مؤسف لوفد دبلوماسي قطري قبل شرم الشيخ ووفاة 3 وإصابة 3    نهاية عصابة «مخدرات الوراق».. المشدد 6 سنوات لأربعة عاطلين    مصرع شاب صعقًا بالكهرباء في الوادي الجديد    وفاة نجمة هوليوود ديان كيتون بطلة فيلم "العراب" عن عمر ناهز 79 عاما    حقيقة رعب مذيعة الجزيرة من فأر أثناء البث المباشر.. والقناة تكشف تفاصيل الفيديو المتداول    وفاة الممثلة الأمريكية ديان كيتون عن عمر 79 عامًا    زوج إيناس الدغيدي: «إسمي أحمد سوكارنو وعندي 3 أبناء»    صحة دمياط: متابعة دورية للحوامل وخدمات متكاملة داخل الوحدات الصحية    رسميًا الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025 (آخر تحديث)    «مخيتريان»: «مورينيو» وصفني بالحقير.. و«إنزاجي» منحني ثقة مفرطة    تركيا تكتسح بلغاريا بسداسية مدوية وتواصل التألق في تصفيات كأس العالم الأوروبية    العراق يحسمها في الوقت القاتل أمام إندونيسيا ويواصل مسيرته بثبات    خالد جلال: جون إدوارد ناجح مع الزمالك.. وتقييم فيريرا بعد الدور الأول    نجم الأهلي السابق: توروب سيعيد الانضباط للأحمر.. ومدافع الزمالك «جريء»    إيطاليا تواصل صحوتها بثلاثية أمام إستونيا    محافظ كفر الشيخ: تنفيذ 6 قرارات إزالة على أراضى أملاك الدولة والأراضى الزراعية    أسعار السيارات الجديدة في مصر    وزير الأوقاف فى الندوة التثقيفية بالإسماعيلية: الوعى أساس بناء الوطن    مفاجأة.. مستقبل وطن يتراجع عن الدفع بمالك النساجون الشرقيون في بلبيس (خاص)    مصادر: قائمة «المستقبل» تكتسح انتخابات التجديد النصفي ل«الأطباء»    «الكهرباء»: الهيئات النووية المصرية تمتلك كفاءات متراكمة نعمل على دعمها    «الوجه الآخر للخريف».. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم: 4 ظواهر جوية تضرب البلاد    ضبط منافذ بيع الحيوانات.. قرارات عاجلة من النيابة بشأن تمساح حدائق الأهرام    ارتفاع جديد ب520 للجنيه.. أسعار الذهب اليوم الأحد 12-10-2025 وعيار 21 الآن بالمصنعية    «القومي للبحوث»: مصر بعيدة عن الأحزمة الزلزالية    اندلاع اشتباكات عنيفة بين باكستان وأفغانستان على الحدود    كوبا تنفي المشاركة بأفراد عسكريين في الحرب بين روسيا وأوكرانيا    خالد عجاج ينهار باكيًا على الهواء أثناء غناء «الست دي أمي» (فيديو)    رونالدينيو ومحمد رمضان ومنعم السليماني يجتمعون في كليب عالمي    البرومو الثاني ل«إن غاب القط».. آسر ياسين وأسماء جلال يختبران أقصى درجات التشويق    مسلسل لينك الحلقة الأولى.. عائلة ودفء وعلاقات إنسانية ونهاية مثيرة    بأكثر من 9 تريليونات جنيه.. دفاتر الإقراض البنكي تكشف خريطة مصر 2026    4 خطوات ل تخزين الأنسولين بأمان بعد أزمة والدة مصطفى كامل: الصلاحية تختلف من منتج لآخر وتخلص منه حال ظهور «عكارة»    لو خلصت تشطيب.. خطوات تنظيف السيراميك من الأسمنت دون إتلافه    أمر محوري.. أهم المشروبات لدعم صحة الكبد وتنظيفه من السموم    أوقاف الفيوم تكرم الأطفال المشاركين في البرنامج التثقيفي بمسجد المنشية الغربي    محافظ المنيا: رعاية النشء والشباب أولوية لبناء المستقبل وخلق بيئة محفزة للإبداع    مستشفى "أبشواي المركزي" يجري 10 عمليات ليزر شرجي بنجاح    مياه الغربية: تطوير مستمر لخدمة العملاء وصيانة العدادات لتقليل العجز وتحسين الأداء    رئيس جامعة الأزهر يوضح الفرق بين العهد والوعد في حديث سيد الاستغفار    عالم أزهري يوضح حكم تمني العيش البسيط من أجل محبة الله ورسوله    QNB يحقق صافى أرباح 22.2 مليار جنيه بمعدل نمو 10% بنهاية سبتمبر 2025    عالم أزهري يوضح أحكام صلاة الكسوف والخسوف وأدب الخلاف الفقهي    «المشاط» تبحث مع المفوضية الأوروبية جهود تنفيذ آلية تعديل حدود الكربون CBAM    قبل انطلاق أسبوع القاهرة للمياه.. "سويلم" يلتقي نائب وزير الموارد المائية الصينية    تقديم 64 مرشحًا بأسيوط بأوراق ترشحهم في انتخابات النواب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 11-10-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.أحلام الحسن رئيس القسم الثقافى تقدم قصيدة رائعة للكاتب الدكتور محمود صبحى أبو الخير “انكسار بعد انتصار” شاكياً فيها حال أمتنا المتضعضع
نشر في الزمان المصري يوم 12 - 12 - 2018

لم تشغله الدراسة ولم تشغله وظيفته الإنسانية كطبيب أطفال عن ممارسة هوايته المحببة إلى قلبه وهي كتابة الشعر العمودي ورغم صعوبة الشعر العمودي وما يتطلبه من جهدٍ بليغٍ ليتعلمه الإنسان نرى شاعرنا الطبيب يحمل الدفتين في كفيه وبكل كفاءةٍ عالية الهمم فهاهو قد سطّر أولى قصائده والتي تتكون من 130بيتٍ بتقنيةٍ أدبيةٍ رائعة منقطعة النظير على وزن بحر البسيط ذلك البحر الصعب المتلاطم الأمواج في معارضةٍ جديرةٍ بالإحترام لقصيدة البردا ممتدحا رسول الله ” ص ” شاكيا حال أمتنا المتضعضع ..
????????????????????????????????????????????????????????
إنكسار بعد انتصار
الشاعر / د. محمود صبحي أبو الخير
أمِنْ تَذكّرِ أمْجادٍ بِذِي قِدَمِ
تَشْفِي العَليْلَ وذَا الأدْنَافِ من سَقَمِ
مَجْدٌ وعِزٌّ إِلَى الآفَاقِ هَامَتُهُ
وقَدْ عَلَتْ قِمَمَ الأفَنْادِ مِنْ شَممِ
واذْكُرْ لفُرسٍ وشَاهِنْشَاهَ مُلْكَهمُ
مَنْ ذلَّ كِسرى وأفْنَى عَاتقَ القِدمِ
إيْوانُهُ الضَّخْمُ لَمْ يَسْطِعْ مُقاومَةً
لمَّا أتَاهُ شَديدُ العَزْمِ مِنْ بُهَمِ
ومَنْ كسَعْدٍ إذا نَادَوا عَلَى رَجُلٍ
وانْشِدْ فَخَارًا علي القَعْقَاعِ في الأُمَمِ
وارْفَعْ يَراعًا ف (رُسْتُمْ ) كَانَ مَقْتَلُهُ
بعَزْمِ إيْمانِنِا لا القُطّعِ الخُذُمِ
وسَائلِ السَّيفَ فِي بَأْسِ الفَوارِسِ:مَنْ
أضْنَى ذُبَابَكَ حَتَّى سَالفِ النَّسَمِ؟
ومَنْ سِوَى خَالدٍ تَحْكِي بُطُولَتَهُ
سَيفٍ مَصُونٍ شَدِيدٍ غيرِ مُنْهَزمِ
يُخيفُ روْمَا وتَخْشى منْه شِيْبَتُهمْ
وخَيرُ دَاعٍ إذَا رَامُوا كَرَى الفُطُمِ
يا أمَّةٌ قَدْ أطَالتْ نَومَها مِحَنٌ
حسْبِي وسِنْتِ وأنّ الروحَ لم تَنَمِ
تَكَالَبَتْ مِنْ ذِئَابِ الأرضِ شِرْذِمةٌ
تَرْوي نُفُوسًا ظِمَاءً مِنْ دَمٍ شَبِمِ
غَرْبٌ نَفُوسٌ ، ولا يُخْفِي شَديدَ قِلَى
ونَحْنُ نأْبَهُ لِلْأرحَامِ والرُحَمِ
وأبَّهَتْنَا رِسَالاتٌ مُشَرَّفةٌ
فكَانَ للعُرْبِ خَيرٌ فَاضَ للأَمَمِ
وكَانَ وحيٌ ، وكَانَتْ أَرضُنَا سَكَنًَا
ورُسْل ربِّي عَلامَاتٍ كَمَا العَلمِ
فَذَاكَ فَضْلٌ لدِينِ اللهِ شَرّفَنا
لا يُسْألُ اللهُ فِي الأسْبَابِ والحِكَمِ
أيَّامُنَا مَا خَلَتْ ذكْرَى ولا دَرسَتْ
لا مِثْلَ حِطِّينَ واليَرمُوكِ فِي العُظمِ
وسَائِلِ الغَرْبَ عَنْ عُرْبٍ وأنْدَلُسٍ
كنّا مَنَارًا وكَانُوا فِي دُجَى الظُلَمِ
كتَرْسَةٍ في فَلاةٍ… هَلْ لها سَبقٌ
بَينَ العَوادِي وقَدْ عَضَّتْ عَلى الشُكُم؟!!
بِنّا كَمَا بَانَ مَجْدٌ سابقٌ وبَكَى
في ضَيْعةٍ فُقِدتْ منّا وفي حُرُمِ
كَمْ رِيشَ – مَقْتًا لنا – مِنْ أسْهمٍ وقَنَا
للسَّلْمِ نَجْنحُ إنْ مَالُوا إلي السَّلَمِ
وَكمْ تصَاعَبَ عِنْدَ الفَتْحِ مِنْ قِلعٍ
بالْأَمْنِ نُهْدِي ، ويَكْفِي الأمْنُ من نِعَمِ
كَفْكفْ دُمُوعًا… فإنّ العَينَ قَدْ رَمَدتْ
سَحّتْ سُيُولًا ، وفَاقَتْ مُثْقَلَ الدِّيَمِ
الِشَّامُ كَلْمَى ، وفِي بَغْدَادَ مِحْنتُنَا
وقَبلُ أَنْدَلُسٍ ، والدّينُ لمْ يَرِمِ
إِرَادَةُ اللهِ فَوقَ الكيْدِ حَافظةٌ
أمَا سَمِعْتَ مقالَ الفِيْلِ والحَرَمِ؟!
تَاللهِ لَوْ سُلَّطتْ أيْدٍ مُضرَّجةٌ
لدِينِهم لمْ يَكُنْ دِيْنًا ، ولَمْ يَدُمِ
***********************************
بورمَا
***********************************
واليَومُ نَسْهدُ في نَومٍ وفي يَقَظٍ
لِذكْرِ( بُورْمَا ) وتَشْكُو مُهْجَتِي لِدَمِى
هَنَّتْ مَدامعُنا ،عُذْرًا حَرائِرَنَا
نِسَاؤنَا عَقِرَتْ حَقًّا ولم تَئِمِ
وَاحرَّ قَلْبِي فَدِينُ اللهِ في مِحَنٍ
يُجْتثُّ مِنْ جَذْرِه كَالسِّنِّ بالثَّرَم
هَجْرٌ ومَقْتَلةٌ ، وأْدٌ ومَشْنَقةٌ
ولا تَقُلْ حُرْمَتَيْ إلٍّ ولا ذِمَمِ
أنْفٌ مُجَدَّعةٌ ، عَينٌ مُثّقَّبَةٌ
والأذْنُ كِلْتاهُمَا بُتَّتْ وبالصًّرَمِ
دَمٌ عُبابٌ ، ولَوْ قُلْنَا طَفَتْ سُفُنٌ
لا رَدَّ قَوْلتَنَا قَاضٍ ولَمْ يَضُمِ
النّارُ تَلْظَى , وتُحْمِيهَا صِغَارُهمُ
والأنْفُ تَشْتَمُّ رِيْحَ الشًّحمِ واللّحَمِ
والمَوتُ يَعْدُو إلى الأرْواحِ يَطْفِقُها
ولمْ يَذَرْ رَجُلاً يَسْري على قَدَمِ
إِذَا تَلاحَتْ لَكُمْ سِيْمَا خَلائِقِهمْ
رَأيتَ فِيهمْ حُمُولَ الحُزْنِ والغَمَمِ
تُحْنى فَقَارُ شَبابِ الدّينِ مِنْ خَوَرٍ
وفي شَبيْبتَهمْ شِيْبٌ بِلا هَرمِ
تَرَى بمُسْلِمهمْ لُقْيَا أوَائِلِنا
ومَا لَنَا حَبَضٌ مِنْ شِدَّةِ الوصَمِ
بَكَى لأهْلِ (أَرَاكَانَ) الشَّجِينَةِ مَنْ
طَابَتْ سَريْرتُهُ في العُرْبِ والعَجَمِ
لا تَنْتَظرْ أنْفسًا ضّلَّتْ بِفِتْنَتِهَا
العَيْنُ في رَمدٍ ، والأذْنُ في صَمَمِ
والقْلبُ منْ عِشْقِ دنْيَا سائِلٌ نُطُسًا
مَتَى الشَّفاءُ؟ أَليْس البُرْءُ مِن أَمَمِ؟!
كأنَّهم – إذْ تَنَادَوا غُدْوةً – ذَنَبٌ
خَالُوا مُنَاصرةَ الإسْلامِ في القِمَمِ
(وشَيْخُ أزْهرَ) كَالَ المَدْحَ في صَنَمٍ
ومَا وعَى النَّصْحَ مِنْ عِلْمٍ وذي عِمَمِ
ماكانَ شَيخٌ حَوَى الإسْلامَ مَظْهَرُهُ
يُفْتِي ولا يَسْتَحِيْ من شَيَّبِ اللِّمَمِ
رَضْخٌ ، وذٌلٌّ ، ولنْ تُرْضِيْ قَسَاوسَةً
ولنْ تَحوزَ ثَنَا الكُهَّانِ ذِي الرَّسَمِ
لا تَسْألِ الغَرْبَ شَجْبًا أو مُعَارضَةً
ويُنْكِرونَ إِذَا ضَحَّيْتَ بالغَنمِ
وكَمْ غَفلْنَا هُدَى هَدْيٍ ومسْتنَنًا
أَوْصَى بِهِا أَحْمدٌ في كُلِّ مصْطَدَمِ
سيَنْصُرُ الدِّينَ أقْوامٌ لَهمْ نُسُكُ
لا يَأْملونَ جَدًا مِنْ عُصْبةِ الأمَمِ
صبْرًا فإنَّ بُعيْدَ العُسْرِ منْ فَرَجٍ
فاللهُ يَبْعثُ- وعْدًا- ميْتةَ الرَّجَمِ
********************************
سوريا
********************************
أَىْ مُقْلَتَيَّ فَجُودِي الدَّمعَ مِنْ أَلَمِي
حَتَّى تُلاقِي دُمُوعًا مِنْ عَلَى أَدَمِ
الشَّامُ تَبْكِي ، وشَكْوى الحُرِّ مَرْحَمةٌ
وأنْفُ حُرٍّ عَلتْ مِنْ قَبْلُ للقِممِ
والنَّاسُ تَسْألُ تُفْتيها مَشَايخُها
عنْ حُرْمةِ الدِّيْنِ في غِيْبٍ وفي نَمَمِ
وإنْ سَألْتَ لرأْي الدِّيْنِ في مِحَنٍ
لمْ تَلْقَ فَتْوَى ويُرْمَ الَّحُرُّ بالَّلَممِ
دمَشْقُ أضْحَتْ دَمَارًا في رحَائِبِها
كَالْعِهْنِ وصْفًا كَمَا في الذِّكْرِ محْتَكَمِي
والذِّيْبُ يَعْوي ، ويَصْدِي الصَّوْتُ يَتْبَعُهُ
والْعيْنُ سَاهدةٌ خَوفًا, ولَمْ تَنَمِ
دِمشْقُ تَبْكي رُؤَى حِمْصٍ بِمِحْنَتِها
وحِمْصُ تَنْعِي لَها رَسْمًا مِنَ الحُطُمِ
لا تُبْصُرُ العيْنُ مِنْ رِيْفٍ ولا حَضَرٍ
كأنَّ عيْنَيكَ صَارَتْ شِبْهَ عَيْنِ عَمِ
بَنُوْ أمَيَّةَ غَصَّتْ فِي مَراقِدِهِم
ولا مُجيْبَ لَدَى بَالٍ من الرَّمَمِ
أضْحَتْ مَنَازلُهمْ بِيْدَاً ومَهْلكةً
القَصْفُ يَهْوي كأنَّ النَّاسَ في حُلُمِ
دَمٌ يُقَانِي أَديْمَ الأرْضِ في حَلَبٍ
يُضرَّجُ الأفْقَ من سُوْدٍ ومن حَدَمِ
والسَّبْعُ في عَرَصَاتِ الحيِّ تُبْصرُهُ
مُسْتَوْحِشًا رِيْحَ عَطْبٍ فَاحَ منْ نَعَمِ
عَلى مُتُونِكِ جَالَتْ بيْنَ أمْكنةٍ
بُغَاةُ كُفْرٍ يَرَونَ القَتْلَ كالَلّمَمِ
يا أرْضَ محْشَرِنا ، ياعِزَّ ملَّتِنا
حَلَّيْتِ جِيْدًا لَنَا مِنْ زِيْنةِ العِصَمِ
وابْنُ البَتُولِ بدَارِ الشَّامِ مُنْبَعثٌ
عِنْدَ المنَارَةِ ، والآياتُ منْ جَمَمِ
إليكِ ياشامُ لُوطٌ لاذَ مِنْ نَجَسٍ
وكُنْتِ مَأوىً لِإبْراهيمَ فِي كَرَمِ
وخَصَّصَتْكِ مِنَ الأفْضَالِ مَنْقَبَةٌ :
إذا النّفاقُ أتَى نَادِيكِ لَمْ يَقُمِ
ورؤيِةُ المصْطَفَى للذِّكْرِ مُتَّجِهًَا
نحْوَ الشَآمِ ، مِنَ الإيمَانِ والقِيَمِ
وعَيْنُ جَالوتَ فِيهَا عَودُ سُؤدُدِنَا
كالفَجْرِ يُجْلِى دَيَاجِي الليلِ والغَسَمِ
********************************
العراقُ
*********************************
كَفَاكِ عَيْنِي بُكَاءً لَيسَ يَرْحَمُنِي
لَيْتَ النَّوائبَ لا تُذْوي منَ السَّجَمِ
حَتَّى لَشَابَه فَوْدُ الرَّأْسِ غُرَّتَها
مِنْ إثْرِ ما نَالَهَا حَالًا مِنَ الوَرَمِ
بَغْدادُ يا درَّةً أفْدِيْكِ حُرَّ دَمِي
قَدْ نُلْتِ عِلْمًا وحُكْمًا مِنْ سَنًَا تَمَمِ
تَعُجُّ أطْرُقُها منْ ناهِلي حِكَمٍ
ودُرِّسَتْ مِنْ ثَرَى وَطءٍ ومزْدَحَمِ
كَانَتْ تَقُوْدُ حَيَاةَ العِلْمِ في ظُلَمٍ
والنَّورُ جَازَ حُدُودَ الغَرْبِ والُّتُّخَمِ
وقِبْلةُ العِلْمِ ، في الإسْلامِ لُؤْلؤةٌ
عِلى تَرَائِبِنا منْ خِيْرةِ التُّوَمِ
تُبدَّدُ الفُرْسَ مِنْ عَرْشٍ ومنْ حَسَبٍ
وتُلْبِسُ الرُّومَ قَهْرًا مُلْجِمَ اللُجُمِ
لا يَشْبَعُ النَّفْرُ مِنْ زُهْدٍ ولا ورَعٍ
والبَصْرتانِ مَعِينَا العِلْمِ للنَّهَمِ
إنْ كانَ فِي مكَّةَ الآياتُ قَدْ نَزَلتْ
فَفِي العِراقِ كَتبْنَا الفقْهَ بالقَلَمِ
والمُلْكُ قدْ جَاءَهمْ يِبْغِي كَرائِمَهمْ
أَنْعِمْ بأصْلٍ لدَى وَالٍ وفي حَكَمِ
ورَايةُ الدَّينِ فى عِزٍّ مُرفْرفةٌ
تُفْشِي إخَاءً عَلى الاَمْصَارِ كُلِّهِمِ
لمَّا بَدا مُنْذرٌ للْوهْنِ مِنْ فِرَقٍ
مَادَتْ عَلى رَغَمٍ أَرْكَانُها بِهِمِ
والرُّومُ قَدْ أرْسَلَتْ أجْنَادها تَبَعًا
والمُسْلمونَ بخِلْفٍ وهْوَ مِن نِقَمِ
يَومُ التَّتارِ كَفَى بَغْدادَ مِنْ وَجَعٍ
ذِكْرى وتَهْمِي لَهَا عَيْنِي مِنَ السَّدَمِ
والآنَ يَوْمُكِ يَابغْدادُ يَسْألُكِ
أَقَدْ ضَلَلْتِ ديَارَ السِّلْمِ عَنْ عِصَمِ ؟
وَليْسَ يَوْمٌ لأمْسٍ مِنْ مَحاسِنِهُ
فَليْتَ غَيْبًا بِمَحْمِيٍّ ومبْتَسِمِ
مِنْ أَجْلِ نَفْطٍ وتَبْرٍ في بَوَاطِنِها
أمْ يَنْظرونَ إلى خَزْنٍ مِنَ الّفَحَمِ؟!
صَارَتْ كأنَّ بِعيْنِ الشَّمْسِ قَدْ سَقَطَتْ
عَلى أَدِيْمِ رُبَاهَا حِيْنَ مُصْطَدَمِ
أَوْ قُلْ لَقَدْ غَضِبَتْ مِنَّا ملائِكةٌ
فَأَرْسَلَتْ إثْرَنَا قَذْفًَا مِنَ الرُّجُم
فَلمْ تَعُدْ تُبْصرُ الأَرْجَاءَ مِنْ دَخَنٍ
النَّاسُ تَسْقُطُ مِنْ قَيْظٍ ومِنْ أُيَمِ
مَنَازِلُ الّقَوْمِ في وَحْشٍ ويَاْهَلُها
أشْبَاحُ مَوْتَى وتَخْلُو مِنْ طَنِيْنِ فَمِ
والْموْتُ يَرْبِضُ في عُقْبَاهُ مَرْحَمَةٌ
والرُّوْحُ تُصْرِعُ بَيْنَ الأُسْدِ في الأَجَمِ
أحْياءُ (مُوْصِلِنا ) مِا عُدْتَ تَعْرِفُها
حُطَامُها في عَلٍ عَنْ شَاهقِ الأكَمِ
********************************
اليمنُ
*********************************
والمُسْلِمونَ شَتَاتٌ في مَواطِنِهِمْ
مَابَيْنَ مُنْشَغِلٍ مِنْهمْ وَمُنْقَسَمِ
إذا شَكًتْ دُوَلٌ عَوْزًا تَجَاهَلها
مَنْ يَسْمعُ الغَوْثَ إنْ لَمْ يَشْكُ بالبَكَمِ
ياعَيْنُ –حَقًّا- مَدَى ماحَلَّ فِي يَمَنٍ
ظُلْمُ البُغَاةِ رَمَى شَعْبًا إلى العُدُمِ؟!
مَنْ يَذْكُرُ اللِّيْنَ في هِمٍّ ومَلْمَحِهمْ
وحِكْمَةَ الأهْلِ في خَطْبٍ ومُخْتَصَمِ
تَضَوَّعَ المَسْكُ عِطْرًا مِنْ مَنَازلِهمْ
حَتّى وإنْ قَطَنُوا الوِدْيَانَ في الخِيَمِ
وحضْرَ مَوْتَ وقَتْبان القَويَّةَ قَدْ
أبْقَى حَضَارَتَهمْ طَوْدٌ كَما الهَرَمِ
يَعِنُّ فِي أهْلِها مِنْ بَأْسِ حَاجتِهمْ
كمَا تَرَى كَمَدًا في نَظْرةِ الّيُتَمِ
كَمْ جَالَ أمْكُنَها خَوْفٌ ومَرْهَبةٌ
بِكلِّ رَبْعٍ بِها حَظْرٌ مِنَ اللَّغَمِ
وعَارَك الفَقْرُ في سَاحَاتِها مَحَلًا
وَحِيْنِها نُطُقٌ شُدَّتْ عَلَى حُزُمِ
مِنْ فَرْطِ سُؤْلٍ ومِنْ بَطْشٍ لمخْمَصَةٍ
جَاءُوا إلي كُلِّ ظَلَّامٍ وذِي غَشَمِ
وَيَسْألونَ فُتَاتاً مِنْ حوَائجِهمْ
وخَيْرُ برٍّ لَهمْ ما كَانَ مِنْ طُعَمِ
ففِي بَحَابِيحِ عَيشٍ جِيرَةٌ نَعِمَتْ
بلذَّةٍ مِنْ صُنُوفِ الرِّزْقِ والدَّسَمِ
وأرهَقَتْهُم رَحَى حَرْبٍ يُؤجِّجُهَا
حُوثِيِّهمْ ، إذْ عَزى شَرٌّ لَهُ ونُمِي
وعَاصَفُ الحَزْم لَمْ يَقْطَعْ شَرائِرَهمْ
ولَيْسَ في الْحزْمِ أَوْصَافٌ لِكُلِّ سَمِي
يَكْفِي حَوائجَهمْ أَمْنٌ ومرْحَمَةٌ
مِنْ أُمَّةٍ عُرِفَتْ بالرِّفْقِ والرُّحَمِ
**************************************
والهَمُّ دَاءٌ وكُلُّ النّاسِ تَأْلمُهُ
والبَسْمُ يَشفِي شَكاةَ العَوزِ والألمِ
إذَا الفَتَى كَانَ مَهْمُومًا ومُبْتسِمًا
فَثِقْ حَريًَّا بَأنَّ البَسْمَ عنْ رغَمِ
والزُّهْدُ يَكْفي قَليْلَ الرِزْقِ عنْ جَشَعٍ
ومُتْرفٌ مِنْ أزيْزِ النَّفْسِ لَمْ يَصُمِ
يَزيْنُ مِنْ جَهْلِهِ أطْماعَ شَهْوتِهِ
وشَهْوةُ النَّفْسِ في الأعْداءِ مِنْ عِظَمِ
ِلوْ يَطْمعُ المَرْءُ في الدُّنيا وبهْجتِها
فاعْلمْ بأنَّ هَوىً يَحْدُو بلا فَهَم
فالعَيْشُ فِى أبْطُنِ الأخْباتِ في سَلَمٍ
يُنْسِي مخَافةَ رَغْدٍ دَاخل الأطُمِ
لا تسْألنَّ حُماةَ الدِّيْنِ في رَحِمٍ
حُمَاتُنَا إنْ تُجِدْ فِعْلًا ففِي الخَصَمِ
اسْمِعْ فحُكَّامُنَا صُمَّتْ مسَامِعُهم
عَنْ قوْلِ (واهًا), ف(واهًا) حيْنَ مُعْتَصَمِ
مُلوكُ عُرْبٍ وتَحْتَ الطَّيْرِ أرْؤسُهم
النَّاسُ جَوْعَى وهُمْ يَشْكونَ مِنْ تُخَمِ
لا يَذْكرُ الدَّهْرُ مَن قَدْ زَالَ مُلْكهمُ
إلا عَزِيْزًا ومَنْ قَد نَالَ مِنْ نِقَمِ
المُلْكُ يَفْنَى ويَبْقَى وجْه خَالِقِنا
الخَوفَ فَاصْرَعْ وشَابِهْ عَالِيَ الهِمَمِ
لا تُسْتَردُّ حُقوقٌ هَانَ صَاحِبُها
حَتَّى يَعِنَّ لَها بالْبَأْسِ كلُّ كَمِيْ
جَاهِدْ بإيْمانِ أقْوامٍ خَلَتْ ستَرى
صِدْقًا زَوالَ شَديْدِ الْكَربِ والْغُمَمِ
فَاللهُ أذْهَبَ عَنْ فِرْعَونَ صَلْصَلةً
جَبْريْلُ يُلْقِمُهُ مَاءً عَلا وَطُمِى
مَخَافةَ التَّوبِ إنْ يَشْهَدْ فَيَشْملُهُ
عَفْوٌ لِقَوْلٍ ويُمْحَى سَائِرُالكَلِمِ
وأهْلكَ اللهُ عَادًا في تَعمْلُقِها
عُقْبَى الذُّنوبِ ذَرَتْ رِيْحًا عَلَى إرمِ
وكَمْ عَزَوا مِنْ حَضَاراتٍ إلِى سَبأٍ
أزَال مُلْكَهمُ سَيلٌ مِن العرمِ
******************************
فَاعْلَمْ بأنَّ قَضاءَ اللهِ في قَدَرٍ
وقَوْلُ (كُنْ) فيَّضَتْ بَرْضًا إلى سَنَمِ
إذَا لَزِمْنا حُدودَ اللهِ في فَرَجٍ
تَلقَّفَتْنا يَدٌ للهِ في إزَمِ
إنْ قالَ (لا) قَولُهُ نهْيٌ ونَحْذَرُهُ
والأمْرُ حَتْمٌ ومَا قُلْنَا سِوَى نَعَمِ
فاللهُ أنْزل فِي القرْآنِ (لا تَهِنُوا)
والشِّرْكُ إنْ يَلْتَقِ الإيمانَ يَنْهَزِمِ
وأَوْدعَ اللهُ في أعْدائِنا رَهَبًا
إذَا دَعَا لِلْوَغَى دَاعٍ ولَمْ نَجِمِ
نَخُوضُ أمْواهَهمْ عَزْمًا ونُوجِلُهم
ولا يُردُّ لَنَا صَعْبٌ من القُحَم
منْ لا يَقولُ بأنّ النّصْرَ يَعْرفُنا
والرَجْمُ مِنْ عِنْدِ بَارِيْنَا وحِينَ رُمِي
مِنْ قَبْلُ تَشْهدُ بَدْرٌ حَالَ نُصْرتِنا
مِنْ قلّةِ الزَّادِ في الأجْنَادِ والعَدَمِ
فالنّصْرُ وعْدٌ علي الجَبَّارِ يَمْنَحهُ
للمُؤمِنِينَ وذاْكَ القولُ مِن ْقَسَمِ


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.