طلبت روسيا من مبعوثي العقيد الليبي معمر القذافي الذين وصلوا اليوم إلى موسكو الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي ووقف كل العمليات ضد السكان المدنيين. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال لقائه مبعوثا أوروبيا في تصريحات نقلها التلفزيون إنه تم طرح المسائل التي تعكس موقف روسيا المبدئي القاضي أولا بوقف إراقة الدماء بأسرع ما يمكن في ليبيا, وأنه شدد على ضرورة أن يباشر القادة الليبيون بتنفيذ قرار مجلس الأمن بالكامل. وكان لافروف أعلن أن بلاده مستعدة لاستضافة محادثات بين ممثلي القذافي ومندوبين عن الثوار الذين يطالبون منذ 17 فبراير/شباط الماضي بإسقاطه. وقال مراسل الجزيرة في موسكو جمال العرضاوي إن زيارة الوفد الليبي محاطة بسرية تامة ولم ترشح أي معلومات عن الوفد وعن أعضائه ولم يتضح ما إذا كان قابل وزير الخارجية أم مسؤولا آخر. وكانت وكالة إيتار تاس الروسية نسبت إلى لافروف قوله الاثنين إن روسيا اتفقت على عقد اجتماعات في موسكو مع ممثلين عن القذافي وآخرين عن المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي يمثل الثوار ومقره في مدينة بنغازي شرق ليبيا. وأضاف لافروف "سيصل مبعوثون من طرابلس الثلاثاء، ومن المفترض أن يصل أيضا مبعوثون من بنغازي يوم الأربعاء، لكن كما أبلغونا فإنهم قد اضطروا إلى أن يطلبوا منا تأجيل هذه الزيارة لأسباب فنية". وفي بنغازي قال مراسل الجزيرة في بنغازي عبد القادر فايز إن المجلس الوطني الانتقالي رحب بتصريحات وزير الخارجية الروسي لكنه قال إنها ليست كافية، وقال إن المجلس يعول أكثر من هذه الدول مثل روسيا التي لم تلعب دورا داعما للثوار. أيام معدودة وكان وزير خارجية إيطاليا فرانكو فراتيني قد صرح الاثنين بأن أيام نظام القذافي "أصبحت معدودة"، وأن أعضاء في الحكومة الليبية يبحثون عن مخرج يكفل له العيش في المنفى. وقال فراتيني -في مقابلة أجرتها معه القناة الخامسة بالتلفزيون الإيطالي- إن الرسائل التي ترد من الدائرة الضيقة للنظام تفيد بأن هناك أعضاء في الحكومة الليبية بدؤوا يتحدثون في السر عن أن القذافي يبحث عن مخرج مشرف. وأعرب فراتيني عن اعتقاده بأن المقربين من القذافي يبحثون له عن "مكان مناسب لينزوي فيه ويتوارى من ثم عن المسرح السياسي إلى غير رجعة".