اسراب الحمام حتى الآن لم تصل الى فيينا .. والمهور ماعادت كمهر بلقيس بالاشعار .. و الفرمان السلطانى لم يبلغ أثره .. وكلمات درويش قد بقيت والارض لم تبقى .. ان الدعوات لله مستمرة .. والظالمون فى ثبات .. وابن رشد مازال محور الجدل فى ارق ليالى السمر . وان الاعراف قد تشعبت والتقاليد قد حكمت حلقاتها على اعناق المنتشيين للحرية .. والآذان مازال يطمئن الخائفين .. والحمائم قد قلت والصقور قد احتدت مخالبها .. والتقرب من الله ليس تضرعا .. بقدر ماكان احتماء .. وانا مازلت اقبع خلف حديقتك مبتلا .. من دموع الخائفين الى حبيبتى فى معكفها من ألف عام .. مازلت احتفظ بسوارك .. ونسائم تشرين .. وبعض حلى فى ذاكرتى تحمل عبق كليوباترا .. وثعبان أقرع فى مخيلتى .. وسبعون من التمائم .. وبقايا عصى موسى وبضع ذنوب .. كلما قصدت توبه تذكرتك .. وكلما تذكرت معكفك .. انتشى قبرى .. وانا قد زهدت العذاب .. بقدر ما بليت بأحمالى من منابر الفقهاء .. فما الخطب .. ان فتحت نافذتك قليلا .. ليسرقنى عطرك إليك .. فقد جمعت نصائح لقمان .. ونبؤات نوستراداموس .. وهفوات المأمون وغلمانه .. وآلام اسبرطه . . وتجليات ابن عربى .. ورسائل الساحرة الشريرة لانثرها امامك فتنفلت تخوفاتك بلا استحداث .. فالعالم فوضوى جدا .. والاحلام كلما زادت الايام تباعدت عن الحقائق . والوهم مازال يغازل المغيبين مثلا .. وكلما هرمنا كان بالحصر . ماعادت الحلوى تستهوى الصغار .. ولا صارت الامهات بفرط احتوائك .. وان الحرب توزع كل صباح بلا قهوة بلا ياسمين بلا صوت فيروز .. حتى الطرقات اجبرت على اللاعودة .. والحالمون جميعهم صارو على طيات ما أسموه (حدود) لاجئين .. لا يزيد دمعهم تعاطفا .. ولا اثار الدماء تخوفات .. كل الرجال قد رحلو وكل الامهات ثكالى .. فألى حبيبتى فى معكفها من الف عام .. ان الصحراء صارت بحجم زنزانه .. والسماء قد ضاقت بالافق .. وان كل الغد سيأتى بعد ساعة .. وانت الملاذ .. فدعينا نمزج الارواح كأساطير روما القديمة .. لنرقص على عتبات المطر .. كخمائل ورد يخشى قطفات المراهقين .. فيرحل الى الله ناضرا .