* ياسين غلاب تحقيق : ياسين غلاب تكتسب انتخابات الشعب، التي يجري الاستعداد لها حاليًا، قدرًا كبيرًا من الاهتمام لأسباب كثيرة منها ما هو سياسي لقرب استحقاق الانتخابات الرئاسية في 2011 ومنها ما هو اجتماعي بسبب تغييرات كثيرة حدثت في الآونة الأخيرة في بنية المجتمع تنوعت ما بين تأثيرات خارجية وداخلية. ولذلك فإن التوقيت الحالي لهذه الانتخابات يضعها تحت المجهر ويفرض على المتقدمين لخوضها ضغوطًا في الاستعداد لها وفي تدشين الحملات الانتخابية العصرية لجذب أصوات الناخبين الذين ارتقى وعيهم وفكرهم بسبب التنوع الكبير في وسائل الإعلام والاتصال الحديثة ما بين صحافة وقنوات فضائية وإنترنت وتليفونات محمولة وأرضية. وقد ترسم لنا نظرةٌ بسيطةٌ في الأرقام صورةً واضحةً المعالم لما عليه المجتمع المصري الآن؛ فحوالي 65% من الشعب المصري أقل من 35 عامًا، أي أن حوالي 50 مليونًا في مرحلة الشباب منهم ما يزيد على 40 مليون ناخب مسجل قد يزيدون بصورة كبيرة إذا ما استخدمت بطاقة الرقم القومي في التصويت، ولو نظرنا إلى مستخدمي الإنترنت لوجدنا عددهم يتخطي حاجز ال 16 مليون مشترك بينما يتجاوز عدد مشتركي التليفون المحمول 66 مليون مشترك، بينما يزيد مشتركي الخطوط الأرضية عن 9.3 مليون مشترك. ومع استبعاد تأثير الصحافة والتلفزيون والقنوات الفضائية، فإن هذه الأرقام تزيح الستار عن مساحات خطيرة يمكن استغلالها في التوعية والتجميع والجمع ونشر المعلومات والتواصل مع هذا القطاع العريض والمؤثر من المواطنين. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يدرك المرشحون أنفسهم لعضوية مجلس الشعب مغزى هذه الأرقام؟ وإذا ما أدركوها، فما هي الجهود التي بذلوها في هذا الإطار؟ أما إذا كانوا لا يعوّنها، فإنهم بذلك يهملون واحدةً من الوسائل المهمة للتواصل مع أهم شرائح المجتمع التي تمثل حاضر هذا الشعب ومستقبله؟ واستجابة لهذه التحديات والتغييرات صمم فريق عمل من الشباب نظامًا لإدارة الحملات الانتخابية إلكترونيًا يراعي الاعتبارات المحلية ويحقق أهدافًا متعددة من خلال واجهة استخدام موحدة استطاع إنجاز تجارب ناجحة في الانتخابات السابقة. والنظام الإلكتروني الجديد يدير العملية الانتخابية منذ بداية انتقاء فريق العمل الذي يعمل مع المرشح والذي يكون موضع ثقته وأمانته سواء أكان من أقاربه أم من أنصاره، وحسب معايير اختياره لهم وبعد تسكين فريق العمل وتحديد مهام كل عضو من أعضاء الفريق بحيث يكون مسؤولا عنها حتى يوم الانتخابات وهذه المهام تتعدد ما بين جمع الأصوات والدعاية للمرشح والتعريف به وببرنامجه الانتخابي وما بين كون كل عضو من أعضاء الفريق عن منطقة أو قرية أو حتى شارع معين وذلك من خلال برنامج (إدارة بيانات الأعضاء) وهدفه الرئيسي تجميع المعلومات الأساسية ومعلومات الاتصال للناخبين وتصنيفها على أساس مدى الصلة بين الناخب والمرشح ودرجة الثقة في صوته ومدى فاعليته من حيث قدرته على جذب أفراد آخرين ومعلومات أخرى مثل عنوانه واللجنة التابع لها ومتغيرات أخرى كثيرة، ومن ناحية أخرى تحديد صلاحيات وامتيازات الأفراد المتعاملين مع هذا البرنامج من حيث صلاحيتهم في معرفة البيانات والإحصاءات. وبعد تجميع الأصوات في قاعدة البيانات يمكن مقارنتها بنسب الإعادة والنجاح في المرات السابقة. ويمكن كذلك تحقيق درجة ثقة عالية في مدى صدق وجدية الأصوات التي تم تجميعها في أنها سوف تقوم بالتصويت لمرشح بعينه وذلك من خلال إدارة أصوات الناخبين حتى صندوق الانتخابات حيث تعطي نسبة ما لكل ناخب على أساس اللقاء والحوار معه حول البرنامج الانتخابي للمرشح. ورغم أهمية الدعاية في الحملات الانتخابية إلا أن البعض يسرف فيها كثيرًا وقد يفضل للمرشح أن يتبرع بجزء من أموال هذه الدعاية نحو مصارف تحسن من أحوال الناخبين المعيشية وتترك أثرًا بينهم إذ أن استخدام هذا النظام يوفر قدرًا كبيرًا من النفقات قد يصل لأكثر من 70% وذلك من خلال التقارير الدقيقة لكل متغيرات العملية الانتخابية وجهود فريق العمل التابع للمرشح. إن هذا النظام يمكنه أن يوفر أدوات غير تقليدية لعمل التربيطات الانتخابية مع المرشحين الآخرين وهو ما يحدث في معظم الدوائر الانتخابية فعلى سبيل المثال أن يتم التعاون بين المرشح والمرشح الآخر عن الصفة الانتخابية الأخرى، حيث يوفر البرنامج القدرة على متابعة العملية الانتخابية للمرشح ذي الصفة الأخرى. وبحكم العادة يعتمد المرشحون على الذاكرة في الحديث عن خدماتهم وإنجازاتهم في دوائرهم إلا أنه بالاستعانة بهذا النظام الإلكتروني يستطيع المرشح من خلال تقارير الخدمات أن يقدم نفسه بصورة حقيقية من خلال مجموعة الإنجازات والخدمات التي حققها لأهالي الدائرة، وضمان عدم قفز بعض المرشحين الآخرين على إنجازاته. لم تعد اللقاءات الجماهيرية التقليدية للمرشحين برغم أهميتها السبيل الوحيد الآن أمام المرشحين للتأثير في الناخبين فهناك أساليب تواصل جديدة ومؤثرة في العملية الانتخابية، أسرعها الموقع الالكتروني والبريد الالكتروني ورسائل المحمول النصية وحتى الاتصال المباشر اعتماداً على قاعدة البيانات وأساليب أخرى كثيرة يوفرها هذا النظام الإلكتروني. ولم يعد مقبولاً في ظل هذا التقدم التكنولوجي الكبير أن يعجز المرشح عن استقراء الرأي العام في دائرته لأن معني ذلك وقوع المرشح في قرارات غير سليمة قد تؤثر على حملته الانتخابية وتأئدها في مهدها، لذا لا بد من استبيان مشكلات الدائرة وكذلك استشعار واستقصاء توجه الناخبين عن مرشحي الدائرة المتعددين. ولا يفوت المرشح أهمية صناعة صورة ذهنية جيدة له قائمة على معايير علمية وذلك من خلال المنهج العلمي في تصميم اللوحات الدعائية ومحتوى هذه اللوحات للتأثير المباشر وغير المباشر على الناخب وهو سيتم توفيره مع النظام. ولكي يتمكن النظام من تحقيق هذه الأهداف فلا بد من إدارة سريعة وقوية لبيانات الناخبين بدلا من الاعتماد على الأساليب الورقية التقليدية التي أصبحت ترهق أكثر مما تيسر خاصة مع ازدياد أصوات الناخبين واحتمالية التصويت ببطاقة الرقم القومي وهو ما يتطلب استخدام تقنيات خاصة استطاع هذه النظام توفيرها إلى أن يأتي يوم الانتخابات حيث يبدأ النظام في التعامل بأسلوب ومنهج مختلف يضمن وصول الناخبين إلى صناديق الانتخابات ومعرفة عدد الأصوات التي صوتت لمرشح بعينه في كل صندوق.