قالت صحيفة (جارديان) البريطانية في مقال نشرته بعنوان "هجمات باريس أخذت داعش للعالمية"، إنه بات واضحا أن "داعش" أصبح يتبع تكتيكات تنظيم القاعدة في اعتماد "العمل المباشر" لترويع الغرب وإلهام المتعاطفين معه، حيث أظهرت تفجيرات باريس التطور في التفكير الاستراتيجي للتنظيم وتحوله للعالمية، مشيرة إلى أن تلك التفجيرات تعد بداية لمرحلة من التطرف كتلك التي أخرجتها لنا تفجيرات 11 سبتمبر. واستهلت الصحيفة مقالها قائلة: تتبع داعش تكتيكات تنظيم القاعدة. فقد أراد الأخير توحيد الأمة والمسلمين في العالم، من أجل تغيير الأنظمة الفاسدة والمنافقة، في المقام الأول في الشرق الأوسط. وكانت هذه الخطوة الأولى لاستعادة السلطة المفقودة ومجد الإمبراطوريات الإسلامية في القرون الوسطى وإعادة تأسيس الخلافة. وبالفعل بدأت في جلب نجاحات تذكر على المستوى المحلي حتى بدأ تنظيم القاعدة يستهدف الغرب، وتحديدا الولاياتالمتحدة. وقالت الصحيفة إن التصاعد المستمر أدى إلى هجمات 11 سبتمبر. وكان هناك المزيد من الضربات، في أوروبا وأماكن أخرى، وتسببت حرب العراق في تحفيز موجة من التطرف آنذاك. ولكن العنف انخفض بنهاية العقد وذلك نتيجة تحول السكان المسلمين بعيدا عن تنظيم القاعدة وأخذوا يتبنون تدابير مضادة له. وأضافت الصحيفة قائلة: الآن، يبدو أن داعش يسير بمسار مماثل. ولكنه على عكس تنظيم القاعدة، نجح بشكل نسبي في إضافة "العالمية" لتكتيكاته وأهدافه. حيث استبدل استراتيجيته المحلية في العمليات التي يقوم بها كتلك المعروفة ب"الذئب الوحيد"، وتحول من استراتيجية التحريض غير المباشر إلى العمل المباشر الأكثر فعالية، كالذي شاهدناه في تفجيرات باريس. وتابعت الصحيفة قائلة: داعش مثل جميع التنظيمات الإرهابية، يستخدم العنف بشكل هادف. وهجماته ليست عشوائية. مشيرة إلى أنه لديه ثلاثة أهداف هما: الترويع والتعبئة والاستقطاب. فنشر الخوف من خلال - الإرهاب - في المجتمعات المستهدفة، يعني أن داعش قد يجبر القادة على اتخاذ القرارات التي لولاها ما كان سيقُدم عليها هؤلاء القادة، مثل وقف حملة القصف في سوريا، على سبيل المثال. والهدف الثاني هو أن يلهم الأنصار الحاليين وجذب آخرين جدد. أما هدفها الثالث وهو الاستقطاب، وهو الأكثر أهمية. ففي العراقوسوريا، فيلعب داعش على أي توتر داخلي في المجتمع سواء كان طائفي، قبلي، عرقي أو اقتصادي وتقوم باستغلاله. حيث أن هذا التنظيم يعلم جيدا أن المجتمع المنقسم الذي يتغذى على الكراهية والخوف المتبادل، يعد الأرض الخصبة للتجنيد.