محمد بدوي منذ 19 دقيقة 9 ثانية بعد الثورة، وهياج كل انواع الجريمة، حاصر قطاع الطرق الطريق الدائري الممتد من جزيرة محمد بإمبابة مرورا بالبؤر العشوائية في وراق العرب وعزبة الخلايفة ، البطراوي، البراجيل وأرض اللواء وصولا الي منطقة الرماية بالهرم، وهذه المناطق تتشابه ويجمعها قاسم مشترك هو ثالوث الفقر، البطالة، غياب الامن، الامر الذي جعلها بؤرا للإجرام وخروج قطاع الطرق في صورتهم الجديدة. ويروي خالد حسن حلمي «فلاح 23 سنة»، أحد سكان قرية «جزيرة محمد» جانبا مما يحدث علي الطريق الدائري الذي يعلو القرية، فيقول: لا يمر يوم إلا ونسمع صوت طلقات نارية أو مشاجرة، ونعلم ان لصوصا قطعوا لطريق علي سيارة مارة علي الكوبري وسرقوها، أو سرقوا من بها بعد الاعتداء عليهم، بل إن الجزيرة نفسها طالها خطر هؤلاء البلطجية من لصوص الطرق الجدد، فشهدت الأشهر الأخيرة زحفا من وجوه غريبة لم نرها من قبل، تقوم باستئجار المخازن في المباني العشوائية، وهم من قطاع الطرق الذين يمارسون السطو المسلح علي السيارات، ويأتون الي القرية للاختباء. ويضيف قائلا، لقد كنت ضحية لأحد قطاع الطرق، وكان نصيبي منه طعنة غائرة في ذراعي لا يزال أثرها موجوداً للآن، ففي يوم 4 اغسطس الماضي كنت برفقة ابن عمي اشرف محمود حلمي لحراسة أرضنا المطلة علي الدائري، عندما سمعنا صرخات استغاثة، وأسرعت مع محمود لاستطلاع الأمر، وشاهدنا اثنين من قطاع الطريق ينهالون ضربا علي شابين لسرقتهما، وتدخلنا لإنقاذ الضحيتين، فطعنني أحد اللصوص بالمطواه، ثم فرا هاربين، ونقلت للمستشفي وحررت محضرا بشرطة الوراق، وتم القبض علي اللصين، وهما محمد صدقي، ومحمد صالح وشهرته «بزازة» ورغم انهما سوابق ومسجلين خطر، إلا ان القسم أطلق سراحهما دون أسباب واضحة، حيث اختفيا عن المنطقة، وضاع حقي هباء. ويضيف خالد قائلا: الخوف يجتاح القرية، الناس لا تنام تقريبا في الليل لحراسة بيوتهم وممتلكاتهم خوفا من اللصوص وقطاع الطرق المختبئين بالقرية، وأبات انا وابن عمي لحراسة الأرض والمواشي طوال الليل، ولا نملك أي سلاح سوي العصي لصد أي هجوم مسلح من اللصوص وقطاع الطرق. أما محمد عبد الفتاح الصوفاني أحد سكان نفس القرية، فقد كان لابنه أحمد «25 سنة» سائق ميكروباص نصيب أكبر من اعتداء قطاع الطرق، ويروي محمد ما حدث لاحمد قائلا: كان ابني يقود سيارة الميكروباص الأسبوع الماضي علي خط الدائري بين الجيزه والوراق، عندما استوقفه 4 أشخاص، وطلبوا منه توصيلهم الي قها، وبعد الاتفاق علي الأجرة، وأثناء الطريق، شعر أحمد بخوف بسبب انخراط الركاب الأربعة في همس متواصل، وفجأة طلبوا منه التوقف قبل مدخل كوبري مشاة قها، وأدرك ان نيتهم سرقة السيارة، فرفض، وأسرع في القيادة أملا في الوصول الي منطقة عمرانية ينقذه فيها أحد من أيدي هؤلاء، وإذا بأحدهم يضربه علي رأسه من الخلف بقطعة حديد، وعاجله الراكب الذي كان بجواره بضربه بقطعة حديد أخري علي أنفه، ففقد وعيه، واختلت عجلة القيادة في يده، وكان هذا سببا لانقاذ حياته، فقد انزلقت السيارة لتقف في عرض الطريق، وعطلت السيارات التي خلفها، وخرج بعض قادة السيارات لاستطلاع الأمر، مما دفع قطاع الطريق إلي مغادرة الميكروباص والفرار منه، ولم يتم للآن العثور لهما علي أثر، فيما يرقد ابني بين الحياة والموت بالمستشفي. وتتكرر الشكوي المريرة من قبل سكان جزيرة محمد، وكذلك الوراق، ويؤكد أحد سكان الوراق ويدعي عبد المنعم عبد الرحمن ان قطاع الطرق الجدد، عندما لا يجدون سيارة يسرقونها أو يسرقون من بداخلها علي الدائري، يديرون وجوههم إلي القرية لسرقة أي شئ، مواشي، اغنام، مخلفات البيوت التي تحت الإنشاء، أو حتي اسلاك الكهرباء بها او أدوات السباكة، ويؤكد زغلول متري القهوجي بشارع 10 المجاور للطريق الدائري ما قاله عبدالمنعم، ويضيف بأن حوادث قطاع الطرق لا تكاد تتوقف، وأن اللصوص يستخدمون كثيراً من الحيل لايقاف السيارات المارة علي الطريق، منها استخدام إحدي السيدات كطعم، حيث تشير لسائق السيارة، وعندما يتوقف لتوصيلها رأفة بها لوقوفها في منطقة معزوله، يخرج عليه اللصوص لتنفيذ جريمتهم وسرقة سيارته وأيضا ما يملكه، وإذا اعترض كان نصيبه الموت. ويقول رشدي سعد، سائق ميكروباص إن قطاع الطرق زحفوا من الطريق الدائري الي المنطقة المحيطة بمعهد الأبحاث ومعهد تيودور بلهارس في قبلي وبحري المسبك، ويضيف: لقد تعرض أحد زملائي لحادث سرقة من قطاع الطرق ولكن بأسلوب التحايل، حيث افتعل بعضهم مشاجرة علي الطريق وتم تعطيل حركة سير السيارات به، وعندما نزل زميلي لاستطلاع الأمر، قاموا بسرقته بالاكراه وسرقة كل ما تحويه سيارته، وتبين ان تلك المشاجرة خدعة للإيقاع به. ويقول رشدي ساخرا: المنطقة التي سرق فيها زميلي مجارة لكمين شرطة وجيش، وهو كمين خاص بجراسة كنيسة العذراء بالوراق، لكن أحدا لم يتدخل، وفي مرات عديدة كان الأهالي يمسكون ببعض لصوص السيارات، ويحاولون تسليمهم للشرطه، إلا ان الأخيرة ترفض، وتطالب بتسليمهم للجيش، وهو أمر غريب جدا. إن ما يحدث علي الطريق الدائري والمناطق العمرانية المحيطة به، يشكل خطرا كبيرا علي الأمن المصري، خطراً ينزلق بمصر الي مستنقع جديد من الجريمة والفساد الاجتماعي.