انتاب عدد من الشباب حالة من عدم الرضا عن البرلمان القادم، نظرًا لاعتلاء عدد من الوجوه القديمة التابعة للحزب الوطنى ممن أفسدوا الحياة السياسية المشهد، مما أصاب بعضهم بالإحباط، كما ان قلة عدد المرشحين من الشباب كانت أهم أبرز أسباب هذه الحالة وتفاقمها. ويري ممثلو الشباب بعدد من الأحزاب والقوى السياسية والثورية، ان الشباب يرغبون فى برلمان يحقق أهداف ثورتى الخامس والعشرون من يناير والثلاثين من يونية، من خلال سن تشريعات وتفعيل القوانين التى صدرت مؤخرًا، لتعمل توفير فرص عمل وتكون جاذبة للاستثمار وتخدم المبادئ التى قامت عليها الثورتان. وأبدى الشباب تخوفهم من ظهور نفس الوجوه القديمة من مرشحى الوطنى المنحل وحزب النور الذى كان شبابه وأعضاؤه بمثابة داعم كبير للإخوان فى اعتصام رابعة، معتبرين ان اسباب ذلك، هو الاعتماد على النظام الفردى الذى سمح بتواجد المال السياسي وفتح لهم نفوذاً، بالإضافة إلى صعوبة الإجراءات التى وضعتها اللجنة والتى قللت من فرص الشباب. قال صفوت عمران، أمين عام تكتل القوى الثورية، أن الشباب المصرى يريد من البرلمان القادم ان يحقق اهداف الثورتين ويحولها لواقع ملموس حتى يتم التخلص من المنظومة التى كان يحكم بها نظام مبارك، مبينًا ان البرلمان القادم عليه التزام وفقا للدستور بأن يحافظ على تكتلاث الثورة. وأشار عمران إلي أن مصر فى حاجة ماسة إلى شن حرب حقيقية ضد الفساد، مؤكدًا انه دون وجود برلمان قوى يعى جيدًا هذه المسئولية فإن الحرب ضد الفساد ستبوء بالفشل، وهو ما يؤدى إلى ترهل الوضع الاقتصادى وتراجعه، متوقعًا ان ذلك سيفتح أبواب الإحباط امام الشباب. واعتقد، أمين عام تكتل القوى الثورية، ان عدم محاربة الفساد سيشكل خطورة كبيرة فى الساحة السياسية والاجتماعية وسيعمل علي خلل المنظومة الاجتماعية والاقتصادية، موضحًا ان الشباب يرغب فى إعادة الاقتصاد وإنشاء مشروعات اقتصادية كبرى وصغرى من أجل القضاء على أهم المشاكل التى تواجه قطاع الشباب وهى البطالة. وتابع ان الشباب غير مطمئن للبرلمان الحالى بسبب ما شاهده على الساحة السياسية من صعود عناصر من فسدة نظام مبارك وعودتهم للمشاركة فى الحياة النيابية مرة أخرى. وأكدت هبة ياسين، عضو الهيئة العليا لحزب الكرامة، أن أهم دور يجب ان يقوم به البرلمان القادم هو تحويل القوانين الحالية إلى قوانين مفعلة تخدم مبادئ العدالة الاجتماعية والتنمية والأهداف التى طالب بها الشباب فى ثورتى الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونية. وبينت ياسين، أن الشباب يحتاج إلى وجود نواب يتميزون بالوعى الكافى للرقابة على أداء الحكومة فى كافة المجالات، مشيرة إلى ان ذلك سيساعد كثيرًا فى تحقيق مطالب الشعب وتحسين مستويات الصحة والتعليم. وأضافت، عضو الهيئة العليا لحزب الكرامة، ان المؤشرات الحالية تدل على ان البرلمان القادم لن يكون فى صالح الشباب، معتبره ان إجراءات الترشح تسمح لمن لديه أموال فقط بالدخول إلى البرلمان، مكملة بأن الشباب ومتوسطى الدخل ليس لديهم هذه القدرة نظرًا لضعف مستواهم المادى، قائلة «الشباب لا مكان لهم فى وسط هؤلاء». وأوضح محمد حسين، المنسق العام لحركة تمرد «25 -30»، أن أغلب المرشحين وجوه لا يرغب الشباب فى رؤيتها خاصة ان العديد منهم تابعون للحزب الوطنى، مؤكدًا ان عناصر الحزب الوطنى تصدروا الساحة السياسية مرة أخرى وكأن الثورتين لم يقوما. وأكمل حسين، أن أغلب المرشحين على المقاعد الفردى والقوائم إما تابعون لفلول الوطنى من فسدة مبارك أو لحزب النور السلفى الذى كان يعد من أعمدة اعتصام رابعة العدوية والذى خرجت منه كل الجماعات الإرهابية، مبينًا ان الشعب المصرى غير راض عن البرلمان القادم بأغلب مرشحيه، وان الشباب ليس لهم مكان بهذا البرلمان. وعلى جانب آخر، اعتقد طارق الخولى، ان البرلمان القادم سيفوز به نخبة جديدة من الشباب تتحمل المسئولية ويتم تقديمهم كبديل عن القيادات السابقة لقيادة المستقبل، مضيفًا ان البرلمان عليه دور تشريعى صعب جدًا وبه تحد واسع. وأشار الخولى، إلى ان الشباب من القانونيين ممن سيدخلون البرلمان قادرون على احداث ثورة تشريعية وسيتمكنون من القضاء على التكدس الخاص ببعض المواد المتراكمة، معتقدًا ان مراجعة القوانين بهذا البرلمان ستختلف عن نظيرتها في البرلمانات السابقة. وردًا على حالة عدم الرضا التى انتابت الشباب بشأن مرشحى البرلمان القادم، قال عضو اللجنة التنسيقية لقائمة «فى حب مصر»، ان العديد من الشباب لم يوفق فى الدخول للبرلمان القادم بسبب المال السياسي الذى يعد وقف حال ضد الشباب. واعتبر الخولى، أن المهم الكيفية التي سيتعامل بها الشباب داخل المجلس وليس الكم والعدد لشريحة الشباب، مؤكدًا ان البرلمان القادم سيشكل اكبر شريحة من الشباب تكون قد دخلت به مقارنة بالبرلمانات السابقة، نظرًا لكوتة الشباب بالقوائم. ورأى محمد فؤاد، نائب رئيس اللجنة الفرعية للشباب، أن الشباب يطمح فى أن يحقق له البرلمان الذى جاء بعد ثورتين أهداف ثورتيه من عيش وحرية وعدالة اجتماعية، مبينًا ان هذه الأهداف لن تتحقق إلا من خلال التشريعات التى من المفترض ان يشرعها أو يفعلها البرلمان القادم. وتوقع فؤاد، ان التشريعات التى ستفعل ستكون جاذبة للاستثمار الخارجى مما سيوفر فرص عمل للشباب بالإضافة إلي تمكين الشباب من الوظائف العامة، مبينًا ان ذلك لن يتم إلا من خلال مراكز تدريب كبيرة يشارك فيها كافة الأحزاب والقوى السياسية تحت رعاية الدولة. وفسر، نائب رئيس اللجنة النوعية للشباب، حالة عدم الرضا التى سيطرت على الشباب بعد غلق باب الترشح، بأنه تم تضييع قوانين الانتخابات بالالتزام بالنظام الفردى الذى سمح لرؤوس الأموال بأن تتحكم فى الانتخابات وتدخل بقوة بها، مؤكدًا ان نظام القوائم أفضل بكثير وسمح للمرأة والشباب بالتواجد بالبرلمان وخصص لهم مقاعد. ودعا فؤاد، الشباب إلي عدم التأثر بحالة الإحباط حتي لا يمتنعوا عن الإدلاء بأصواتهم في البرلمان القادم مطالبًا إياهم بالنزول للشارع وإعطاء أصواتهم الانتخابية واختيار الأفضل بين المرشحين، مؤكدًا ان ذلك سيساعدهم على تحقيق ما كانوا يرغبون به من خلال سن تشريعات وقوانين خاصة بانتخاب المحليات والتى حددها الدستور وتعتبر بمثابة انتصار للشباب، مكملا انه من خلال المحليات يتمكن الشاب ان يؤهل نفسه للمشاركة فى الانتخابات البرلمانية القادمة.