أكد نشطاء وحركات ثورية أن المشاركة فى البرلمان القادم شبه مستحيلة، وأن المقاطعة هى البديل، مشيرين إلى أنه سيكون برلمان مبارك ورأس المال السياسي، فيما أكد خبراء سياسيون أن رموز الثورة فى المعتقلات والحركات أصبحت لا تسعى لأى فعاليات على الأرض خوفًا من القبضة الأمنية. قال شريف الروبي، القيادى بحركة 6 إبريل الجبهة الديمقراطية، إن البرلمان القادم سيكون لإعادة إنتاج الحزب الوطنى بفروعه، ومن الممكن أن نصفه بأنه يعبر عن دولة مبارك، مشيرًا إلى أن البرلمان لن يكون به ممثل لثورة 25 يناير. وأضاف الروبي، أن البرلمان لن يبقى أكثر من عام وسيقوم الرئيس السيسى بحله لأنه سيكون ممتلئًا بقوى معارضة لبعضها، لافتا إلى أن البرلمان سيمتلئ بالإخوان والفلول والسلفيين والأحزاب الكارتونية. وأشار الروبى إلى أن ممثلى الشباب فى البرلمان 16 مقعدًا فقط، مضيفًا أنه فى برلمان الإخوان كان التيار المدنى المعارض يمثل 120 كرسيًا ولم يستطع منع قانون أو وقفه، فكيف لبرلمان 16 من الشباب أن يكون له تواجد أو أن يعارض، موضحًا أن مَن سيختار ال 16 مقعدًا هو النظام حتى يضمن ولاءهم. ووصف زيزو عبده، القيادى بجبهة طريق الثورة، البرلمان القادم بأنه سيكون للكوميديا والإباحية فقط، خاصة أن من تمثله سما المصرى وغيرها. وأضاف عبده أن البرلمان القادم لن يكون بالقيمة الثورية التى كنا نتوقعها، فهو يعبر عن المرحلة التى نعيشها الآن. ولفت صفوت عمران، الأمين العام لتكتل القوى الثورية الوطنية ورئيس تيار المستقبل، إلى أن كل التحركات تتجاهل وجود شباب الثورة فى البرلمان، وحتى قانون الانتخابات حجم تواجدهم لأنه قام بمنح الشباب فقط 16 مقعدًا فقط فى القوائم وهى نسبة قليلة جدًا. وأضاف الأمين العام لتكتل القوى الثورية، أن تواجد الشباب فى البرلمان القادم سيكون قليلاً جدًا بسبب سيطرة المال السياسي، ووجود أفراد قادرين على دفع الملايين لمرشحين لهم، لافتا إلى أن البرلمان القادم سيتواجد فيه أبناء تجار السلاح والآثار وللأسف هم من سيمثلون الشباب فى البرلمان. وأضاف عمران، أنه بالرغم من تلك التحديات رشحه نفسه عن دائرة جهينة بسوهاج، معتمدًا على جزأين ألا وهما الدعم العائلي، والرهان بالوعى والتثقيف بين المواطنين، خاصة أن المواطنين أصبح لديهم رغبة فى التغيير وملل من الوجوه القديمة والمكررة، والتى تتاجر بأحلام الشباب، مشيرًا إلى أن البرلمان القادم لن يستمر طويلاً. وأكد المستشار مصطفى فقير، المنسق العام لحركة 25 يناير، أن المقاطعة هى الرد على البرلمان القادم، مشيرًا إلى أن الشباب الثورى لن يشارك فى ظل الفاشية العسكرية، وستكون آليته هى الهدم وإعادة البناء وليس أن يكون جزءًا من النظام ليغيره. وأضاف المنسق العام لحركة 25 يناير، أن نسبة المشاركة فى البرلمان القادم لن تتعدى 5% وستكون محسوبة للفلول والإخوان، وإن كانت ستكون فى صالح الفلول بسبب المال السياسى الذى سيتحكم فى المقاعد، لافتًا إلى أن البرلمان القادم لن يستمر أكثر من 3 أشهر بسبب التضارب فى قانون الانتخابات والدستور. وأشار الخبير السياسى الدكتور حسن نافعة، إلى أن رموز القوى الثورية بالسجون حاليًا، والحركات التابعة لها لا تستطيع تنظيم نفسها فى الشارع لإعادة تغيير الصورة الذهنية التى بثها النظام عنها، وهو أمر لن يؤثر على سير العملية الانتخابية. وأضاف الخبير السياسي، أن الانتخابات البرلمانية القادمة ليست تحولاً نحو الديمقراطية، مؤكدًا أنها لن تكون نزيهة، بل ستكون شبكة للمصالح وأصحاب أموال جدد بدأوا فى الظهور على الساحة، لافتا إلى "أنه من الصعب الآن تحديد هوية البرلمان القادم إلا بعد ظهور نتائج القوائم والفردي، فإذا كان هناك تنوع فى التواجد البرلمانى فلن يؤثر على موقف الشباب الثوري، أما إذا كان يمثل تيارًا سياسيًا واحدًا فى يد النظام فأنا على ثقة بأنه ستكون هناك معارضة قوية قادرة على إحداث التغيير غير المتوقع".