يلعب الشباب دورًا مهما في بناء المجتمعات، حيث إنّ المجتمع الشاب يعد الأقوى والأصلح لبناء دولة قوية، لذلك عندما تظهر نماذج شابة لديها القدرة والإرادة على التغيير تسلط عليها الأضواء وتلقى تشجيعا كبيرا من كل الاطراف، ومن هذه النماذج الشابة محمد فؤاد مرشح الوفد بدائرة العمرانية، الذي خاض تجربة الانتخابات البرلمانية عام 2011 وتمكن من الوصول لمرحلة الاعادة ضد أحد مرشحي الإخوان. عمل د. محمد فؤاد فى شركة شواب كبرى شركات الأوراق المالية بالولايات المتحدة ثم انتقل للاستثمار البنكي من خلال العمل فى «جى بى مورجان» أكبر المصارف الخاصة على مستوى العالم. وفى عام 2003 عاد إلى مصر حيث عمل بشركة أكسيد إحدي شركات الشركة المصرية للاتصالات وأحد أكبر الشركات العاملة فى مجال خدمة العملاء بنظام التعهيد. واستقطب هذا النجاح شركة «ستريم» العالمية أحد أكبر الشركات العالمية العاملة فى المجال. وأسست شركة «ستريم» مقرا لها فى مصر وقام فؤاد برئاسة الشركة لمدة عامين. حاليا يشغل محمد فؤاد منصب نائب رئيس مجلس الإدارة الإقليمى لشركة COPC العالمية و هى الشركة الرائدة فى مجال جودة الخدمات، وبجانب عمله فهو محاضر في علوم الإدارة بجامعة أكتوبر للعلوم والآداب. و على الصعيد الاجتماعى يشارك محمد فؤاد فى كثير من مشاريع التنمية الاجتماعية وله علاقة قوية مع أهالي دائرته. وأجرت «الوفد» حوارا مع الدكتور محمد فؤاد للتعرف على أهداف برنامجه الانتخابي ورأيه في بعض الأمور الخاصة بالعملية الانتخابية. في ظل الحديث عن عودة المال السياسي وقلة فرص الشباب في الفوز بمقاعد البرلمان.. ما الذي دفعك للترشح في الانتخابات القادمة؟ - أرى أن سطوة المال السياسي وقوته في التأثير على الناس مجرد شماعة يلجأ إليها من ليست لديه القدرة على التواصل مع الناس على أرض الواقع وذلك لأنهم اصبحوا أكثر وعيا وقدرة على التمييز بين من يترشح لمصالح خاصة ويظهر فترة الانتخابات فقط، ومن يشاركهم في جميع مشاكلهم وعلى تواصل دائم معهم، لذلك نويت الترشح لأبعث رسالة للجميع بأن الشباب قادر على التغيير والمشاركة والفوز بالإضافة إلى وجود العديد من الأزمات المتفاقمة في مصر والتي تحتاج إلى رؤية مختلفة لحلها. ما رأيك في اتهام البعض للشباب بعدم قدرتهم على تولي مناصب قيادية والرغبة في استبعادهم من المشاركة السياسية؟ - أرى أن أصحاب هذه الرؤية يجهلون معنى بناء دولة قوية لها مكانتها الكبرى بين الدول وذلك لأن أساس نهضة المجتمعات الشباب. والمشكلة الحقيقية التي أدت إلى تدهور الوضع في العديد من المجالات كان سببها الرئيسي استبعاد الشباب وعدم دمجهم في الحياة السياسية والاعتماد على كبار السن من الخبرات فقط دون إدخال عنصر الشباب الذي يتمتع بالحيوية والنشاط والإرادة القوية. ما أهم اهداف برنامجك الانتخابي؟ - وضعت برنامج انتخابي شمل حلولا للعديد من المشاكل يمكن تطبيقها بشكل عملي خاصة في مجال الصحة والتعليم والاقتصاد، وذلك لأنهم عصب الحياة في مصر وحل المشاكل التي تعاني منها هذه القطاعات سيعمل على تقدم البلد، بالاضافة الى إرثائه قواعد دولة تقوم على اقتصاد قوي وبناء ديمقراطي سليم. تعاني مصر من العديد من الأزمات... ما أهم القضايا التي ستكون على رأس أولوياتك؟ - الصحة ستكون هي القضية الأساسية وسنناقش مشكلات عدم توفير علاج للمواطنين بشكل آدمي ووجود مستشفيات لا توجد بها رعاية. ويتبنى حزب الوفد مشروعا كبيرا في هذا الإطار لإصلاح منظومة التأمين الصحي نظرا لارتفاع تكلفته بالرغم من عدم توفيره للعلاج ويعرف هذا المشروع بالتأمين الصحي الشامل ويعتمد على عدد من الخطوات أولها طريقة التسعير العلاجية، حيث توجد دراسات اقتصادية لتقييم كل تخصص مثلا الجراحة تكون وحدتها «ج» وتمثل 500 جنيه، فإذا كانت هناك عملية جراحية تستخدم 100 ج من الوحدة وهكذا. وثانى الخطوات هو الاشتراك فى التأمين الصحى الشامل إجباريا لكل المواطنين ودفع نسبة معينة من الدخل الذى يحصل عليه الفرد ويكون مرتبطا بالرقم القومى، هذا إلى جانب إنشاء هيئة الرعاية الصحية وتكون مشرفة على كل المستشفيات بالدولة، بالإضافة الى المستشفيات الخاصة والشرطة والجيش وتكون مسئولة عن إدارتها بغض النظر عن الأمور المالية. وفيما يخص البند الرابع فهو الوقاية أما البند الخامس فيتمثل فى التصنيع، إذ ينبغى على الدولة أن توجه بإنشاء مشروعات للتصنيع يشارك فيها رجال الأعمال لتصنيع الدواء محليا حيث لتقليل التكلفة وتوفير فرص عمل، والبند السادس يكون من خلال التعليم الطبى، حيث يكون التدريب قبل التعليم وليس بعد أن يحصل الطالب على شهادته. ما أهم المشاكل التي تعاني منها دائرتك؟ - دائرة العمرانية جزء لا يتجزأ من مصر وتعاني من المشاكل العامة التي تعاني منها ومن أهم المشاكل الموجودة في الدائرة الصرف الصحي وعدم توصيل الغاز الطبيعي حيث تظهر هذه الأزمة بشكل كبير في الشتاء بسبب العجز في الأنابيب مما يترتب عليه عدم وجودها وبيعها في السوق السوداء بأسعار مرتفعة. فضلا عن المشكلة الرئيسية المتمثلة في انتشار القمامة في كل مناطقها وعدم الاهتمام بنظافة المنطقة وانتشار العشوائيات. هل لديك خطة للتواصل مع المواطنين في الدائرة أم تكتفي بمجرد الاعتماد على الدعاية الانتخابية التقليدية؟ - أرى ان المرشح لا ينبغي أن يعتمد على بوسترات ودعاية اعلامية انما ينبغي النزول للشارع والتواصل مع المواطنين وهذا ما أقوم به من تحديد جلسات يوميا في الدائرة بحيث تشمل كل جلسة 250 شخصا في أماكن مختلفة ويتم فيها الحديث عن مشاكل الناس وكيفية ايجاد حلول لها. فضلا عن المناقشة مع الشباب بشأن متطلبات المرحلة الراهنة ودورهم في المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة ودورهم بشكل عام في بناء مصر والمشاركة في المشاريع القومية الكبرى. هل تتوقع مشاركة فعالة من الناخبين في الانتخابات القادمة؟ - سيكون هناك مشاركة كبيرة لأن الناس يرغبون في استكمال خارطة الطريق ووجود برلمان يمارس مهامه من تشريع قوانين تساهم في حل الأزمات المتفاقمة ومراقبة السلطة التنفيذية في حالة ارتكابها لأي أخطاء. البعض يقول إن البرلمان القادم يحتاج إلى نائب تشريع ورقابة وليس نائب خدمات فما رأيك؟ - ينبغي التفرقة بين الخدمات الشخصية التي يقوم بها بعض النواب كتعيين شخص أو علاج آخر وبين الخدمات العامة التي تقدم للدائرة كحل مشكلة الصرف الصحي وتوصيل غاز وإزالة القمامة فهذه خدمات هامة وينبغي للمرشح أن يهتم بها وليس بالخدمات الشخصية بجانب الدور الرقابي والتشريعي على البرلمان. ما أول طلب إحاطة ستقدمه؟ - في الفترة الأولى لن أقدم أي طلبات إحاطة إلا في حالات الطوارئ فقط وذلك لأن البرلمان يحتاج إلى تشريعات تساهم في البناء ووضع أسس وآليات للمراقبة والتشريع فضلا عن مراجعة القوانين التي تم إقرارها في عهد الرئيسي عدلي منصور وعبدالفتاح السيسي. هل تتوقع أن يشوب العملية الانتخابية تزوير كما كان يحدث في الانتخابات البرلمانية السابقة؟ - لن يكون هناك تزوير وستكون الانتخابات نزيهة وذلك بسبب وجود إشراف قضائي ومندوبين في كافة اللجان وظهور النتائج وإعلانها في اللجان الفرعية، مما سيصعب إمكانية قيام أحد المرشحين بالتزوير. كونك خبيرا اقتصاديا وملما بالعديد من الأمور الاقتصادية.. ما مستقبل الاقتصاد المصري بعد انتخاب مجلس النواب؟ - أعتقد أن الاقتصاد المصري سيتحسن بعد انتخاب البرلمان، وذلك لأنه سيرسل برسالة طمأنة للمستثمرين في كافة دول العالم بأن مصر دولة مكتملة المؤسسات وتمضي في طريق بناء دولة ديمقراطية. كما أن مساهمة البرلمان في الاستقرار سيشجع على إقامة مشاريع قومية كبرى ومصانع ستوفر العديد من فرص العمل لشباب. ما الرسالة التي تود توجيهها للمصريين؟ - أوجه رسالة للناخبين أن يقوموا بترشيح من يقف بجوارهم ويساندهم في جميع الأوقات، وليس في توقيت الانتخابات، واقول للمصريين إن عليهم النزول والمشاركة والتدقيق في اختيار من يمثلهم ومن يصلح للقيادة، وذلك لأن مجلس النواب القادم من أهم المجالس في تاريخ مصر وذلك بسبب المرحلة الاستثنائية التي تمر بها الدولة واحتياجات مصر للبرلمان يحمل العبء على الرئيس عبدالفتاح السيسي ويساهم في تشريع وسن قوانين.