يعانى المئات من مرضى فيروس C وأسرهم بمحافظة الفيوم من تجاهل الحكومة ووزارة الصحة والذين أصبحوا يعيشون علي أمل صرف العلاج لوضع حد لمعاناتهم مع المرض والذي تحول عند بعضهم إلى هاجس بسبب تجاهل اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة، والمجالس الطبية المتخصصة، لملفات علاجهم علي نفقة الدولة، والتي وضعت في أدراج المنفذ الوحيد لمكافحة الأمراض الفيروسية بمستشفي الفيوم العام بالمحافظة، للمرضى من غير المتمتعين بنظام التأمين منذ شهور طويلة، علي أمل صدور قرار لعلاجهم علي نفقة الدولة لصرف العلاج الجديد الخاص بمرضى فيروس C والمعروف باسم «سوفالدى». تجاهل وزارة الصحة مرضى الكبد بالفيوم، دفع المئات للتشكيك في جدية الحكومة بالشروع في معالجة المرضى والقضاء على فيروس C الذي يحصد أرواح الشباب بالمحافظة، رغم ما يتردد علي شاشات الفضائيات وفي تصريحات المسئولين بالدولة بالقضاء على المرض ويعلنون عن خطط للقضاء عليه والذي يفتك بالآلاف من المصريين. اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، تعترف بالمشكلة وتحمل قضية عدم صدور قرارات جديدة للعلاج علي نفقة الدولة من منتصف شهر رمضان الماضى، لوجود عطل وسقوط شبكة الربط الإلكترونى التي تربط بين اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بالقاهرة، والمجالس الطبية المتخصصة جهة الموافقة علي قرارات العلاج علي نفقة الدولة.. والمرضى يؤكدون أن اللجنة القومية تتجاهلهم بسبب تأخر صدور قرارات العلاج لفترة طويلة. وكشفت المعلومات أن حوالى 20 ألف حالة تقريباً من مرضى فيروس C بينهم أكثر من 15 ألفاً من الشباب، يراجعون وحدة الأمراض الفيروسية بالمستشفى العام، منهم من تقدموا بملفاتهم الطبية إلى اللجنة الثلاثية بوحدة علاج الفيروسات بالفيوم، والتي أكدت استحقاقهم للعلاج، وقام بتحميل تلك الملفات علي وحدات الربط الإلكترونى الخاصة باللجنة القومية تمهيداً لاستكمال إجراءات الصرف بعد الحصول على موافقة المجالس الطبية لاستصدار قرارات بالعلاج علي نفقة الدولة، ومنهم من يتردد علي الوحدة للتعرف على إجراءات الصرف تمهيداً لاستكمال الملفات. ويقول عبدالعاطى محمد، من قرية شكشوك، إنه أنهي الإجراءات والأوراق المطلوبة من عدة أشهر بعد أن أنفق مبالغ كبيرة في التحاليل وعمل الفحوصات والأشعة ورسم القلب من أجل الحصول على العلاج وتقدم بملفه الطبي لوحدة الفيوم، بعد الحجز الإلكترونى، وأخبروني بأنهم سيتصلون بي وحتي الآن لم يصلنى أى شىء. وأضاف مريض آخر: بعد أن أنهينا الإجراءات فوجئنا باتصال تليفونى من إدارة الوحدة بضرورة الحصول علي موافقة الإدارة العامة للتأمين الصحي بالقاهرة، لكونى غير متمتع بنظام التأمين الصحى، بالرغم من وجود تقرير من التأمينات الاجتماعية بملفه الطبي، يؤكد أنني غير متمتع بالتأمين ولا يتم استقطاع أي مبالغ مالية من راتبه، ورغم ذلك أصروا علي خطاب من الإدارة العامة للتأمين الصحى وحصلنا عليه بالفعل وسلمناه وللآن لم يتم صدور قرار العلاج علي نفقة الدولة. وتشير الإحصائيات إلي أن هناك 13 ألفاً و400 مريض حتي الآن ينتظرون صدور القرارات صرف العلاج، منهم 1400 قرار تنتظر الموافقة بالفعل وموجودة ملفاتهم الطبية بالوزارة من فترة، و5 آلاف مريض تم تأهيل ملفاتهم تمهيداً للرفع «إسكان» علي شبكة اللجنة القومية، بالإضافة إلى 850 ملفاً حصلوا بالفعل علي موافقة اللجنة الثلاثية بوحدة علاج الأمراض الفيروسية بالفيوم، و325 ملفاً تم تحميلهم بالفعل علي الشبكة الرئيسية، و830 معدة للتحميل علي الشبكة، و5 آلاف ملف أخرى تنتظر النظر من اللجنة. وقال محمود سعداوى محمد، بائع، إنه يتردد علي الوحدة بشكل شبه يومى، وتفرغ للذهاب والعودة من المنزل إلي المستشفى، علي أمل أن يتم إبلاغه بصدور قرار العلاج على نفقة الدولة لزوجته المريضة، وحتى الآن لم يصل أى رد. كان الدكتور محمد عبدالمحسن، وكيل وزارة الصحة بالفيوم، قد أجرى اتصالات عديدة بوزارة الصحة، ونقل لأعضاء اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة، شكوى أهالى الفيوم، من تاجر صدور قرارات العلاج على نفقة الدولة بالرغم من اكتمال ملفاتهم الطبية منذ شهور، وحصولهم علي موافقة اللجنة الثلاثية بصرف العلاج الجديد، وطالبهم بسرعة الاستجابة لاستغاثات المرضى. وأضاف «عبدالمحسن» أنه تم صرف العلاج لأكثر من 2223 مريضاً، وتم إنهاء إجراءات 705 مرضى آخرين، واستقبلت الوحدة بمستشفي الفيوم العام 1518 مريضاً جديداً، وأشار إلى أن المديرية قررت افتتاح وحدة جديدة لعلاج الأمراض الفيروسية بمستشفى أبشواى المركزى لتخفيف الضغط على وحدة مستشفي الفيوم العام، وتخفيف العبء على أهالى مركزى أبشواى ويوسف الصديق.