أسعار الأسماك واللحوم اليوم 24 أبريل    «الجمهورية»: الاحتفال بيوم الأرض يتزامن مع جهود مصر لأجل أمن واستقرار المنطقة بأسرها    النشرة الصباحية من «المصري اليوم».. انخفاض الذهب و48 ساعة قاسية في الطقس والكونجرس يوافق على مساعدات لإسرائيل    «زراعة الإسكندرية»: ذروة حصاد القمح الأسبوع المقبل.. وإنتاجية الفدان تصل ل18 أردبًا هذا العام    نمو الطلب على إنتاج أيه إس إم إنترناشونال الهولندية لمعدات تصنيع الرقائق    الصين تعارض إدراج تايوان في مشروع قانون مساعدات أقره الكونجرس الأمريكي    إسرائيل تشكر «الشيوخ الأمريكي» على إقراره المساعدة العسكرية    مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة    موعد مباراة الحسم بين الأهلي ومازيمبي في دوري أبطال إفريقيا والقناة الناقلة والمعلق    هل يكون الشوط الأخير؟.. الأهلي يفاجئ علي معلول    قبل 8 مايو.. ما شروط الأعذار المرضية قبل بدء امتحانات نهاية العام 2024؟    مطالبات بفتح تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعية المكتشفة في غزة    مصطفى الفقي: مصر ضلع مباشر قي القضية الفلسطينية    الكونجرس يقر مشروع قانون يحظر «تيك توك» بالولايات المتحدة    طقس اليوم.. شديد الحرارة نهارا مائل للحرارة ليلا والعظمى بالقاهرة 41    عاجل - يسكمل اقتحامه غرب جنين.. قوات الاحتلال داخل بلدة سيلة الظهر وقرية الفندقومية    موازنة النواب: تخصيص اعتمادات لتعيين 80 ألف معلم و30 ألفا بالقطاع الطبي    اليوم، فتح متحف السكة الحديد مجانا للجمهور احتفالا بذكرى تحرير سيناء    بعد وصفه بالزعيم الصغير .. من هم أحفاد عادل إمام؟ (تفاصيل)    قناة «CBC» تطلق برنامج «سيرة ومسيرة» الخميس المقبل    خطر تحت أقدامنا    مصطفى الفقي: كثيرون ظلموا جمال عبد الناصر في معالجة القضية الفلسطينية    نتائج مباريات ربع نهائي بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية PSA 2024    إصابة العروس ووفاة صديقتها.. زفة عروسين تتحول لجنازة في كفر الشيخ    رئيس البنك الأهلي: «الكيمياء مع اللاعبين السر وراء مغادرة حلمي طولان»    موعد مباراة ليفربول وإيفرتون في الدوري الإنجليزي والقنوات الناقلة    أيمن يونس: «زيزو» هو الزمالك.. وأنا من أقنعت شيكابالا بالتجديد    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الأربعاء 24/4/2024 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي    بقيادة عمرو سلامة.. المتحدة تطلق أكبر تجارب أداء لاكتشاف الوجوه الجديدة (تفاصيل)    موعد مباراة مانشستر يونايتد وشيفيلد في الدوري الإنجليزي والقناة الناقلة    من أمام مكتب (UN) بالمعادي.. اعتقال 16 ناشطا طالبوا بحماية نساء فلسطين والسودان    مسئول أمريكي: خطر المجاعة «شديد جدًا» في غزة خصوصًا بشمال القطاع    إعلام عبري: مخاوف من إصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال لمسؤولين بينهم نتنياهو    نشرة التوك شو| انخفاض جديد فى أسعار السلع الفترة المقبلة.. وهذا آخر موعد لمبادرة سيارات المصريين بالخارج    3 أشهر .. غلق طريق المحاجر لتنفيذ محور طلعت حرب بالقاهرة الجديدة    أداة جديدة للذكاء الاصطناعي تحول الصور والمقاطع الصوتية إلى وجه ناطق    القبض على المتهمين بإشعال منزل بأسيوط بعد شائعة بناءه كنيسة دون ترخيص    مصرع سائق سقط أسفل عجلات قطار على محطة فرشوط بقنا    تونس.. قرار بإطلاق اسم غزة على جامع بكل ولاية    فريد زهران: دعوة الرئيس للحوار الوطني ساهمت في حدوث انفراجة بالعمل السياسي    بالأسماء.. محافظ كفر الشيخ يصدر حركة تنقلات بين رؤساء القرى في بيلا    تعيين أحمد بدرة مساعدًا لرئيس حزب العدل لتنمية الصعيد    الأزهر يجري تعديلات في مواعيد امتحانات صفوف النقل بالمرحلة الثانوية    ما حكم تحميل كتاب له حقوق ملكية من الانترنت بدون مقابل؟ الأزهر يجيب    ‏هل الطلاق الشفهي يقع.. أزهري يجيب    هل يجوز طلب الرقية الشرعية من الصالحين؟.. الإفتاء تحسم الجدل    حكم تنويع طبقة الصوت والترنيم في قراءة القرآن.. دار الإفتاء ترد    رغم فوائدها.. تناول الخضروات يكون مضرا في هذه الحالات    أجمل مسجات تهنئة شم النسيم 2024 للاصدقاء والعائلة    عصام زكريا: القضية الفلسطينية حضرت بقوة في دراما رمضان عبر مسلسل مليحة    «رب ضارة نافعة»..أحمد عبد العزيز يلتقي بشاب انفعل عليه في عزاء شيرين سيف النصر    تنخفض 360 جنيهًا بالصاغة.. أسعار الذهب في مصر اليوم الأربعاء 24 إبريل 2024    قد تشكل تهديدًا للبشرية.. اكتشاف بكتيريا جديدة على متن محطة الفضاء الدولية    طريقة عمل الجبنة القديمة في المنزل.. اعرفي سر الطعم    كم مرة يمكن إعادة استخدام زجاجة المياه البلاستيكية؟.. تساعد على نمو البكتيريا    موعد مباريات اليوم الأربعاء 24 أبريل 2024| إنفوجراف    مع ارتفاع درجات الحرارة.. دعاء الحر للاستعاذة من جهنم (ردده الآن)    عاجل- هؤلاء ممنوعون من النزول..نصائح هامة لمواجهة موجة الحر الشديدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«هيكل» ينفث عن أحقاده ضد مصر والسعودية
لواء أ. ح حسام سويلم يكشف توقعات «الأستاذ» الخائبة
نشر في الوفد يوم 10 - 08 - 2015

يأبى الصحفى حسنين هيكل أن يغادر هذا العالم قبل أن يؤكد للجميع صدق المقولة «كل داء له دواء، إلا الحقد»، وقول الشاعر «لله دُر الحسد ما أعدله.. بدأ بصاحبه فقتله»، ففى حواره الأخير مع جريدة «السفير» اللبنانية واصل هيكل بث أحقاده ضد مصر والسعودية وباقى دول الخليج، وتوقعاته الخائبة التى اشتهر بها ولم تصدق أبداً، فضلاً عن استعراض ترهاته وتخاريفه وأكاذيبه.. خاصة فى الآونة الأخيرة، منذ اكتشف معظم العرب حقيقة ما كان عليه هيكل فى عهد عبدالناصر بأنه «كاهن فرعون» الذى أورده وبلده موارد التهلكة عندما استمع الى تحليلاته ونصائحه، فكانت ثمرة هذه النصائح الخائبة سلسلة من الهزائم بدأت بهزيمة حرب 1956، ثم هزيمة الوحدة مع سوريا 1960، وبعدها هزيمة حرب اليمن 1965، ثم كانت الهزيمة القاسية فى حرب 1967، والتى قصمت ظهر عبدالناصر ورسمت نهايته.
ولم تكن كل هذه الهزائم التى منى بها عبدالناصر إلا بسبب استماعه لترهات هيكل وخزعبلاته، وهو الدرس الذى استوعبه كل من السادات ومبارك عندما اكتشفا حقيقة هيكل المخزية، فرفضا أن يكون كاتب خطبهما كما كان الحال مع عبدالناصر، فكال لهما هيكل الاتهامات الباطلة والأكاذيب الحقيرة، والتى تنم ليس فقط عن جهل بالسياسة والاستراتيجية، بل تدل أيضاً على سوء الخلق وانعدام الأدب عند هيكل المفتون بنفسه، ساعده على ذلك للأسف الشديد الكثير من الحواريين المنتفعين منه، فوصفوه باطلاً بأنه «الكاتب الكبير» و«معجزة عصره» و«عراب ثورة 23 يوليو» والى غير هذه الأوصاف التى لا تستند لأى أساس.
ضباط ثورة 23 يوليو يكشفون أكاذيب وتخريفات هيكل
فى حديث لزكريا محيى الدين أحد أعضاء مجلس الثورة مع جلال ندا أحد الضباط الأحرار فى صحيفة «البوابة» فى 23 يوليو الماضى، أكد أن «هيكل لم تكن له أى علاقة بأحد منا، وهو الذى استمر يشيع أن له علاقة بعبدالناصر وقادة الثورة» وانه طلب من زكريا محيى الدين ان يعرفه بعبدالناصر، كما نفى زكريا محيى الدين ما يشيعه هيكل عن نفسه بأنه كان حلقة الاتصال بين قادة الثورة والسفير الأمريكى بالقاهرة، كذلك كشف جلال ندا أخيراً فى حواره بتاريخ 24 يوليو فى صحيفة «البوابة» جانباً آخر من أكاذيب هيكل العديدة، فيذكر فى حواره مع عماد الصابر أن «هيكل قلب الوقائع واغتصب مكانى فى أحداث ليلة الثورة، كما ادعى انه تحاور مع عبدالناصر فى محطة بنزين القبة، وهو قول زائف لأننى كنت معه عائدين لأخبار اليوم.. ثم كذب مرة ثالثة وأساء لعبدالناصر الحريص على ألا يتحدث فى الشارع بسبب انتشار البوليس السياسى الذى كان يبحث عن الضباط الأحرار»، ثم يكشف جلال ندا فى حواره أن «هيكل خلط بينه وبين عبدالناصر، فأورد الوقائع الخاصة بى ونسبها لناصر ليضفى على روايته شيئاً من التشويق»، وعن فبركات هيكل لأحداث لا تمت للواقع بصلة، سجل جلال ندا فى مفكرته أن هيكل كتب مقالاً فى أخبار اليوم رقم 187 ذكر فيه انتصاراً وهمياً فى معركة «عراق سويدان» من صنع خياله، كما كذب هيكل أيضاً عندما ادعى أن ناصر طلب منه فى عام 1951 نسخة من كتابه «إيران فوق بركان»، لأن عبدالناصر لم يشاهد هيكل الا بعد الثورة، ناهيك عن الحوار الوهمى الذى فبركه هيكل بين عبدالناصر وعبدالحكيم عامر فى ليلة الثورة، ولم يكن جلال ندا فقط هو الذى كشف أكاذيب هيكل، ولكن أيضاً الرئيس محمد نجيب واللواء جمال حماد أحد الضباط الأحرار، ولعل أخطر الاعترافات ما نشره الصحفى صلاح منتصر فى «مجلة الشباب» عدد أغسطس 2004 تحت عنوان «قراءة تاريخ محمد حسنين هيكل»، ما نصه على لسان هيكل «التقيت به عبدالناصر لأول مرة فى بيت اللواء محمد نجيب قبل خمسة أيام من حركة القوات المسلحة أى فى 18 يوليو 1952»، وهذا اعتراف من هيكل يؤكد تخبط رواياته ومقولاته التاريخية، وافتراءاته التى أصبحت مفضوحة بالأدلة والشواهد التاريخية من معاصريه، ويؤكد أن الكذب والتدليس الذى مارسه هيكل لأكثر من نصف قرن، يجرى على لسانه مجرى الدم فى العروق، ويعتبر سمة رئيسية فى أخلاقه وسلوكياته..
أحقاد هيكل على السعودية وقادتها
إن أحقاد هيكل ضد السعودية وباقى دول الخليج العربية، وتهجمه على قادة السعودية بصفة خاصة، ليست جديدة.. بل هى قديمة ومنذ فتحت صحيفة الأهرام صفحاتها له بأمر من عبدالناصر، ليروج له ويشن بدلاً منه الهجمات البذيئة ضد قادة السعودية.. بدءاً بالملك سعود الذى قال له هيكل: «سنصل إليك عند أستار الكعبة». كما نال الملك فيصل النصيب الأكبر من هجمات هيكل، لأنه كان سبباً رئيسياً فى حرمان عبدالناصر من تحقيق أهدافه فى اليمن، وأجبره على سحب القوات المصرية من هناك فى بداية 1967، وكان وجودها فى اليمن منذ عام 1962 أحد أسباب هزيمة يونية 1967 مما ضاعف حقد وكراهية هيكل على السعودية وقادتها، حتى إنه فى كتبه بعد انتصار قواتنا فى حرب أكتوبر 1973 تجاهل تماماً الدور الرائد والبطولى الذى لعبه الملك فيصل عندما أقحم سلاح النفط فى هذه الحرب لإجبار أمريكا وباقى دول الغرب على الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضى العربية المحتلة، مما يدل على انعدام الموضوعية فى أحاديث ومقالات وكتب هيكل، الذى لايزال يكرر نفسه ولا يُغير منطقه الأعوج.. حيث يهيئ له فكره المريض ويظن أنه ثابت والكون متحرك، ويغضبه جداً أن يرى دول الخليج آمنة ومستقرة وفى نمو وتنمية مستمرة.
ففى حديث هيكل مع رئيس تحرير السفير اللبنانية طلال سلمان شن هجوماً مسعوراً وموتوراً ضد السعودية وقادتها، واصفاً نظام الحكم السعوى بأنه «غير قابل للبقاء» كما انتقد الملك سلمان عاهل السعودية شخصياً، قائلاً: «إنه ليس حاضراً بالشكل الكافى على الساحة»، كذلك هاجم هيكل السعودية ودول الخليج واصفاً إياها بأنها «دول متخلفة وأنها ترهلت قبل أن تبلغ الشباب»، ثم انتقل هيكل الى توقعاته الخائبة حول الحرب الدائرة فى اليمن، متنبئاً بأن «السعوديين سيغرقون فى مستنقع اليمن»، واتهم السعوديين بأن «لهم مطالب فى اليمن، ولقد استولوا على محافظتين فيها»، وعندما انتقل فى حديثه الى الاتفاق النووى بين مجموعة دول 5 +1 وإيران اتهم دول الخليج قائلاً: «السعودية ودول الخليج أضعف من أن تشاغب على الاتفاق النووى.. كلم يتساوون فى الخوف من إيران». ثم أرجع هيكل ما يعانيه العالم العربى من أزمات الى غياب «فكرة القومية العربية» التى نادى بها عبدالناصر فى الخمسينيات، متجاهلاً انه أى هيكل نفسه كان من الأسباب الرئيسية لسقوط هذه الفكرة، عندما كان وراء عبدالناصر ينصحه بمهاجمة من أطلق عليهم «دول الرجعية العربية»، فلم يسلم ملك أو رئيس عربى من تهجم عبدالناصر عليه.. بدءاً بقادة دول الخليج، وملك الأردن الراحل «حسين بن طلال»، مروراً بقادة المغرب وتونس، ثم السودان ولبنان واليمن، وأقرن ذلك بفشل سياسته فى سوريا مما أدى على انفصالها وحربه على اليمن مما أدى الى هزيمة الجيش المصرى هناك واستعداء كل دول الخليج، حتى اضطر عبدالناصر تحت وطأة الهزيمة أن يذهب الى جدة ويعقد اتفاقاً مع الراحل الملك فيصل ثم بموجبه سحب القوات المصرية من هناك واستمرت خطوط مصر مقطوعة مع معظم الدول العربية حتى وفاة عبدالناصر، وهو الوضع الغريب والشاذ فى العلاقات المصرية العربية الذى ورثه السادات فعمد بسرعة الى اصلاحه واعادة علاقات مصر بالعرب الى طبيعتها القوية عبر التاريخ، و كان من ثمار ذلك مساندة الدول العربية لمصر فى حرب اكتوبر 1973، وانتصارها الذى أدى لتحرير سيناء بالكامل، وهو الانتصار الذى لايزال يحرق قلب هيكل لأنه نفى امكانية تحقيقه فى توقعاته الخائبة، كما لم يكن له دور فيه.
واستمراراً لتدليسه تجاهل هيكل حقائق أخري تؤكد ان السعودية وباقي دول الخليج كانوا علي أعلي مستوي من العمل القومي العربي عندما بادر الملك «فيصل» رحمه الله في قمة الخرطوم عام 1967 بدعوة القادة العرب لتعويض مصر وسوريا والأردن عن خسائرهم المادية بسبب هزيمة 1967، فاستجابوا لدعوته، وكان تعويض مصر ب21 مليون دولار بعد توقف الملاحة في قناة السويس. ثم كانوا أيضاً علي أعلي مستوي من العمل القومي العربي عندما شاركوا مصر وسوريا سياسياً ومادياً في حرب أكتوبر 1973 وإعادة فتح قناة السويس.. وأخيراً وليس بآخر الموقف الخليجي القومي المشرف بمساعدة مصر علي كافة الأصعدة عقب زوال حكم الإخوان في 30 يونية وحتي اليوم، وهو ما يدل علي نبل وأصالة الخلق العربي الأصيل الذي لا يعرف عنه «هيكل» شيئاً.
- وإن كانت تخاريف «هيكل» لا تستحق الرد لما تحويه من أكاذيب وترهات، فضلاً عن افتقادها المصداقية، إلا انه يتعين علينا أن نوضح بعض الحقائق عن الموضوعات التي أثارها «هيكل» حتي لا ينخدع الشباب العربي ببواطن الأمور في كلام هذا الدجال الذي دائماً ما يدس السم في العسل، ويحاول اللعب بالكلمات الضخمة ليوهم الناس بأنه علي علم ممن لم يعاصروه، في حين انه أجهل من الجهل. وأبسط رد علي ادعاء «هيكل» بأن نظام الحكم السعودي «غير قابل للبقاء» يتمثل في الواقع الذي تحياه السعودية منذ أسسها الملك «عبدالعزيز» رحمه الله في بداية القرن الماضي، ولا تزال نراها بفضل الله وجهد أبنائها تنمو وتنمو وأصبحت دولة مؤثرة إقليمياً ودولياً، وبما جعل الدول العظمي والكبري وعلي رأسها أمريكا وروسيا يحرصون علي إقامة علاقات وثيقة معها، ناهيك عن نمو قدراتها العسكرية والاقتصادية ومحافظتها علي حدودها مع تأمين دائرة مجالها الحيوي. أما كلام «هيكل» الهابط عن أن الملك «سلمان» «ليس حاضراً بما يكفي» فيكفي للرد عليه أن الملك «سلمان» في أقل من عام بعد توليه السلطة. نجح في توطيد استقرار الدولة في الداخل، وواجه التهديد الإيراني في اليمن والذي يستهدف جعلها ولاية تابعة لطهران بواسطة عملائها «الحوثيين»- مثل لبنان وسوريا والعراق.
- وليس أدل علي كذب وافتراء «هيكل» في هذا الصدد، أن الملك «سلمان» أصدر ما يقرب من 50 أمراً ملكياً في الثلاثة أشهر الأولي من حكمه، حدد فيها خريطة الطريق لمستقبل السعودية القريب والبعيد، خاصة علي الصعيدين الأمني والتنموي، وأجري تغييرات في «هيكل» نظام الحكم تم بموجبها تولي جيل جديد من الشباب مسئولية الحكم في البلاد، فكيف يدعي «هيكل» بعد ذلك أن الملك «سلمان» لم يكن حاضراً؟! ناهيك بالطبع عن إطلاق الملك «سلمان» «عاصفة الحزم» في اليمن بعد أسابيع فقط من توليه الحكم.
فقد نجح الملك «سلمان» في بناء تحالف قوي يضم عشر دول عربية في مقدمتها مصر والسعودية، وشن حرباً استباقية ضد مواقع «الحوثيين» في اليمن، وفرض حصاراً بحرياً وجوياً علي اليمن منع بموجبه إيران من إرسال أي دعم لعملائها «الحوثيين» في اليمن، كما نجح بالتعاون مع مصر في إحكام السيطرة علي مضيق باب المندب ومنع السفن الإيرانية بالقوة من عبور هذا المضيق. كما انعكس نفوذ السعودية علي الساحة الدولية في استصدار قرار من مجلس الأمن رقم 2216 يستند إلي الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بدعم الحكومة الوطنية في اليمن برئاسة الرئيس منصور هادي فضلاً عن الاعتراف به، ومطالبة «الحوثيين» بالانسحاب من المدن التي استولوا عليها. وقد برزت قوة الدبلوماسية السعودية علي الساحة الدولية في امتناع روسيا والصين من استخدام حق الفيتو علي هذا القرار.
- كما نجح الملك «سلمان» بالتعاون مع الرئيس «السيسي».. وغيرهما من القادة العرب في تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة، وبلورة اتفاق استراتيجي بين الدول التي وافقت علي المشاركة في هذه القوة، حدد مهام هذه القوة وآليات عملها وقيادتها وأماكن تمركزها...الخ. وهو الإنجاز الذي أربك سياسة كل من أمريكا وإيران في المنطقة.
- أما وصف «هيكل» للسعودية ودول الخليج بأنها «دول متخلفة»، فحقيقة الأمر التي يجب أن يعيها «هيكل» وحواريوه انه هو المتخلف ذهنياً.. لأنه يتجاهل حقائق ناصعة يشهد بها العالم كله عن مستوي التقدم الاقتصادي والاجتماعي الذي حققته دول الخليج وفي مقدمتها السعودية، حيث تعدت نسبة النمو في الدول 10٪، فضلاً عن احتياطيات ضخمة من العملة والتي جعلتها لا تتأثر بالانخفاض الحاد الذي حدث في أسعار البترول من 170 دولار للبرميل إلي حوالي 50 دولاراً للبرميل، واستمدت هذه الدول في الوفاء بالتزاماتها داخلياً ودولياً.
- وإذا انتقلنا إلي تخريفة أخري من تخاريف «هيكل» متوقعاً «تفكيك السعودية» وانها. فض فوهة «ستغرق حتماً في دخولها حرب اليمن»، فإن الواقع يؤكد أن «هيكل» يعيش في عالم آخر من خياله المريض غير العالم الذي نعيشه. حيث أثبتت الأحداث الأخيرة زيادة تلاحم الشعب السعودي بجميع طوائفه وقبائله مع قيادته السياسية، خاصة في حربهم ضد الإرهاب المدعوم من إيران، ولم تنجح محاولات نظام حكم الملالي هناك في إحداث أي اختراق أو وقيعة داخل الشعب السعودي، كما أثبتت الحرب الدائرة في اليمن أن السعوديين ليس لديهم أي مطالب في اليمن، علي عكس إيران التي تريد أن تصل من خلال سيطرتها علي اليمن إلي المقدسات الإسلامية في مكة والمدينة، وهو هدف معلن من قبل قادة إيران وعملائهم «الحوثيين»، ليس ذلك فقط بل أعلن نائب المرشد «خامنئي» انهم يسيطرون اليوم علي أربع عواصم عربية (بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء) وأنهم «بسبيلهم لإحياء الامبراطورية الفارسية وعاصمتها بغداد» وهو ما لم يستنكره «هيكل» حامل الجنسية الإيرانية وعبد سادته في طهران، آملاً أن تصل سيطرة إيران إلي عواصم عربية أخري تشمل الرياض والقاهرة والخرطوم... وغيرها!
- وأبرز دليل علي نجاح الاستراتيجية السعودية في إطار التحالف العربي لحل المشكلة اليمنية، استمرار هذا التحالف ونجاحه في توجيه الضربات الجوية ضد مواقع «الحوثيين» في اليمن، وتطهير منطقة عدن منهم وإعادة بناء جيش وطني جديد في اليمن، الأمر الذي مكن الحكومة الوطنية اليمنية من أن تعود إلي عدن لتمارس مهامها من هناك، بدءاً باستعادة السيطرة علي محافظة عدن، ومن بعد ذلك قاعدة (العند) الجوية والعسكرية، والاستعداد لتطوير الهجوم عبر محوري (أبين) و(لحج) لتطهير باقي المحافظات في جنوب ووسط اليمن، وذلك حتي تتم محاصرة صنعاء وتحريرها، واستسلام «الحوثيين» وقوات علي صالح، وذلك بواسطة 15٫000 جندي من التحالف تم إنزالهم في عدن، ما أحدث انهياراً في جبهة العدو، ويؤكد أن السعودية لم ولن تغرق في اليمن إن شاء الله، طبقاً لتوقعات «هيكل» الخائب، والذي كان سبباً في إغراق الجيش المصري في المستنقع اليمني عندما شجع «عبدالناصر» عام 1962 علي توريط الجيش المصري هناك، فخسرنا 10٫000 قتيل ومثلهم من المصابين، وكنا ننفق مليون جنيه يومياً علي هذه الحرب.. في وقت كان الجنيه المصري يساوي دولارين!.
أن أبرز دليل علي نجاح استراتيجية السعودية في حرب اليمن انها لم تتورط حتي الآن بجنودها بشكل مباشر في هذه الحرب مكتفية بتدريب وتسليح الجيش اليمني وكان من ثمرة ذلك حدوث انهيار في تحالف «الحوثي» مع علي صالح، واعتراف «الحوثي» بهزيمته في عدن، ودعوته لاستئناف الحوار بين اليمنيين.
- أما قول «هيكل» إن «السعودية ودول الخليج أضعف من أن تشاغب علي الاتفاق النووي»، فهو قول ينافي الحقيقة التي شهد بها الأمريكيون أنفسهم عندما اجتمع «أوباما» بقادة دول الخليج في كامب ديفيد منذ شهور قليلة، بناء علي طلبه ليطمئنهم بشأن الاتفاق النووي بين مجموعة 5+1 وإيران الذي أُبرم أخيراً، حيث كان قادة الخليج من القوة والشجاعة عندما فاجأوا «أوباما» وحذروه بقولهم «إذا حصلت إيران علي قنبلة نووية، فسنحصل نحن أيضاً علي قنبلة نووية»، وهو نوع من التحدي لم تعهده واشنطن من قبل في سياسة الدول الخليجية، ويمكن أن نربطه بتحد آخر يتمثل في بناء التحالف العربي في اليمن دون استشارة الإدارة لأمريكية أو انتظار موافقتها. وهذا التغير الإيجابي في السياسة الخليجية الذي واكب تصعيد قيادات شابة جديدة لمواقع صنع القرار في دول الخليج، ليس بإمكان المخرف «هيكل» أن يدرك أبعاده ولا مغزاه بسبب العفن الذي يعشش في دماغه.
- وهكذا.. كان «هيكل» طوال مشواره لم يخف أبداً كراهيته وحقده علي السعودية، وظل يحيك حول رأيه فيها مجموعة من الأكاذيب والأساطير لتبرير رأيه ووجهة نظره. ولعل من تابع مقالاته التي كان يحلل فيها معارك تحرير الكويت من احتلال العراق عام 1991 بواسطة التحالف الدولي في «عاصفة الصحراء» الذي شاركت فيه معظم الدول العربية، سيجد المرارة والكراهية للسعودية والدول العربية التي شاركت في هذا التحالف تبرز في ثنايا كلماته.. حيث وصف حرب تحرير الكويت بأنها «حرب صليبية» جديدة، وبني هذا الرأي علي تفسيرات هي أشبه بهلوسات منها بالحقائق.
هيكل.. الإيراني الهوية
لم يستطع هيكل أبداً في جميع أحاديثه ومقالاته خلال السنوات الأخيرة، أن يخفي حقيقة كونه جندياً مخلصاً في دولة «ولاية الفقيه» وإيران، وهذا ليس بغريب بعد أن منحه نظام حكم الملالي هناك الجنسية الايرانية، ففي الوقت الذي هاجم في حواره الأخير مع مجلة «السفير» السعودية ودول الخليج واصفاً إياها بأنها «دول متخلفة»، نجده يكيل المدائح والاطراء لايران وحزب الله حيث تباهي في حواره بمعرفته بشاه إيران ورئيس الوزراء الايراني الاسبق د. محمد علي مصدق سنة 1951 وأنه كان من أوائل من حاوروا الخميني بمنطق المتفهم والمساند من موقع عربي، كما يتباهي هيكل ويتفاخر بعلاقاته مع الكثير من القادة الايرانين، وأبرزهم رفسنجاني وخاتمي الذي زاره في بيته.
1- سر علاقة هيكل بإيران
إن أكثر ما توقف عنده المراقبون السياسيون في حواره الأخير، هو أن هيكل وللمرة الأولي يشطب 99٪ من العالم العربي، في مقابل وجود ايران «القوي والحقيقي والتاريخي» علي حد قول هيكل، وهو ما أثار تساؤل المراقبين عن «سر علاقة هيكل بطهران» والتي تمتد كما صرح هو نفسه في الحوار منذ أيام الشاه وسر تمجيده للنظام الحاكم والحضارة الفارسية عندما قال هيكل «في ايران هم قادرون علي أن يفهموا ما يجري في العالم ومن حولهم، لقد استطاعت الثورة الايرانية أن تأخذ ثوابت الثقافة والحضارة الفارسية باستمرار» مضيفاً في تمجيده للحضارة الفارسية بقوله «هناك أمة كانت تتقدم واستمرت في ذلك وكان الانتقال سلساً، وهذا أمر يمكن ان يحدث في بلدين، عندنا هنا في مصر، وفي إيران، وإلي حد ما تركيا طبعاً، فهذه أوطان حقيقية، والباقي كله يشكل فسيفساء أوطان حقيقية»، وهوتلميح تهجمي آخر علي دول الخليج ينم عن سفاهة وسوء ادب وتطاول علي من وقفوا في وجه المخططات الايرانية ضد العالم العربي، وساندوا الدول العربية الاخري عندما واجهت محناً ومواقف صعبة، فيصفهم هيكل المخرف بأنها «دول وهمية ووجودها مجرد ديكور» بينما ايران التي ينتمي لها هيكل هي «الدولة الحقيقية» في مقابل عالم وهمي، متجاهلاً حقيقة قائمة تتمثل في حرص الدول الغربية الكبري وعلي رأسها أمريكا، علي الارتقاء بعلاقاتها مع دول الخليج العربية، في وقت تعاني فيها إيران من عزلة اقليمية ودولية بسبب سياساتها التوسعية علي حساب الدول العربية، وحرص الملالي الحكام في طهران علي تصدير الثورة الخمينية إلي الدول الأخري العربية والاسلامية، اعتماداً علي فيلق القدس مسئول العمليات الخارجية في الحرس الثوري، والذي ينشر القتل والخراب والدمار في الدول العربية.. بدءاً من لبنان وسوريا من خلال حزب الله ثم العراق الذي وقع كله تقريباً فريسة التسلط الايراني والاحزاب والحركات والتنظيمات الشيعية التي خلقتها إيران في العراق.. وآخرها تنظيم «عصائب الحق» ثم أخيراً وليس بآخر في المخطط التوسعي الايراني في اليمن من خلال الحوثيين، وهو ما انعكس بوضوح في تصريح نائب المرشد الايراني الذي قال فيه «إننا نسيطر اليوم علي اربع عواصم عربية.. وسنعيد بناء الامبراطورية الفارسية وعاصمتها بغداد»، وهو التصريح الذي لم يتعرض له هيكل أبداً، ويفصح لنا عن رأيه فيه لانه ببساطة يؤيده، ويتمني ان يري أسياده الايرانيين يسيطرون أيضاً علي عواصم عربية أخري. لعل بينها الرياض والمنامة وأبوظبي والخرطوم.. ثم القاهرة!!
أما سر انتماء هيكل لإيران، ودفاعه عنها، فإنه يمكن اكتشافه بسهولة إذا علمنا أنه يحمل الجنسية الايرانية منذ عام 2013 لمساندته ما يسمي ب «تيار الممانعة والمقاومة» الذي يقوده حزب الله ونظام الاسد في سوريا، وتكليف إيران لهيكل ببلورة منظومة اعلامية وصحفية لتسويق المشروع الايراني للرأي العام العربي، وتأسيس جيل جديد من شباب الاعلاميين، علي أن يتولي هذه المهمة هيكل ومعه فهمي هويدي «الممثل غير الرسمي للنظام الايراني في مصر» وما حصل عليه الاثنان من أموال مقابل هذه المهمة، لذلك لم يكن غريباً أن يدافع كلاهما عن حزب الله ورئيسه حسن نصر الله، والذي قام هيكل بزيارته في معقله بالضاحية الجنوبية في بيروت، فضلاً عن الدفاع عن سياسات ايران وتبرير مشروعاتها التوسعية، ودعوة النظام المصري لتطبيع علاقته مع إيران.
2- هيكل يتجاهل تهديدات إيران للدول العربية
وإذا تناولنا مشروع تصدير الثورة الخمينية إلي العالم العربي من حيث نتائج سيطرة ايران علي العواصم العربية الاربع، فالواقع يؤكد أن هذه العواصم في ظل الهيمنة الايرانية لم تشهد الا الخراب والتراجع والفساد والحرب الاهلية، وأنهاراً من الدم تنزف من أبنائها، ولم يبق في بعضها مثل سوريا حجر علي حجر، ولأن ذلك ليس ضاراً بإيران لان الدم المسفوك هو دم عربي بيد عربية، فإن نظام الملالي في ايران في منأي عن الجروح العميقة التي يسببها للعرب، ففي بيروت عاصمة لبنان التي هيمن علي مقدراتها حزب الله عميل ايران الرئيسي في العالم العربي والمتاجر بشعار المقاومة ضد اسرائيل قد نسي اسرائيل وأخذ يركز جهوده في بسط هيمنته علي لبنان حتي وصل الامر إلي عرقلة انتخاب رئيس جمهورية لها لأكثر من عامين، ناهيك عما سببه من انقسامات داخلية وصلت إلي 6 كونتونات والولوغ في دماء أبناء لبنان أما في دمشق عاصمة سوريا فقد تحولت بفعل التدخل الايراني إلي دولة فاشلة مقسمة بين الاكراد والعلويين وداعش والنصرة، ناهيك عن انقسام الجيش السوري إلي عدة جيوش، وإذا انتقلنا إلي العاصمة الثالثة بغداد العراق التي وقعت في أيدي طهران، فإن القتل فيها يشكل كل يوم عناوين الاخبار، وتوالي تساقط المدن العراقية في أيدي داعش، ناهيك عن التقارير الدولية التي تضع السياسيين في بغداد علي رأس قوائم الفساد الحكومي في العالم والذي يزكم الأنوق، وإذا وصلنا إلي العاصمة الرابعة، هي صنعاء اليمن التي عاث فيها الحوثيون عملاء ايران القتل والخراب، وأسلموا الشعب اليمني للجوع والعطش والفوضي، فإذا كان هذا هو حال العواصم العربية الاربع التي تتباهي طهران بهيمنتها عليها، فعلينا أن نتوقع كيف سيكون مصير شعوب عربية أخري تسعي إيران للهيمنة علي عواصمها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.