وزير الدفاع: مصر تقوم بدور مهم وفعال لمساندة القضية الفلسطينية على مدار التاريخ    بعد الأحداث الأخيرة.. وزارة الهجرة تطلق رابط تسجيل للطلاب المصريين في قيرغيزستان    آخر موعد للتقديم في مسابقة التربية والتعليم 2024.. الرابط والتفاصيل    توريد 76.6 ٪ من المستهدف للقمح المحلي بالإسماعيلية.. 48 ألفًا و137 طنا    التنمية المحلية: طرح إدارة وتشغيل عدد من مصانع تدوير المخلفات الصلبة للقطاع الخاص    مواعيد وأماكن قطع المياه في عدة مناطق غرب الإسكندرية اليوم    «عاشور» يشارك في المنتدى العالمي للتعليم بلندن بحضور 122 من وزراء الدول    «قانونية مستقبل وطن» ترد على CNN: مصر ستواصل دعم القضية الفلسطينية    عضو ب«النواب»: إغلاق إسرائيل معبر رفح انتهاك صارخ لحقوق الإنسان    خلال استقبال هنية.. خامنئي: القضاء على إسرائيل أمر ممكن    بعد الاعتراف بفلسطين.. الاحتلال الإسرائيلي يوجه رسالة توبيخ للنرويج وأيرلندا وإسبانيا    خسائر ب8 ملايين دولار.. أهالي جنين يتفقدون آثار العدوان الإسرائيلي على المدينة    تريزيجيه يكشف موقفه من اللعب للزمالك.. ورأيه في تعاقد الأهلي مع إمام عاشور    غيابات بالجملة في قائمة الأهلي قبل مواجهة الترجي    من الأهرامات لأسد قصر النيل.. دوري أبطال إفريقيا يتجول في شوارع القاهرة    تجديد حبس سائق ميكروباص معدية أبو غالب وعاملين بتهمة قتل 17 فتاة بالخطأ    «الداخلية»: ضبط 339 قضية مخدرات و187 قطعة سلاح ناري خلال 24 ساعة    ضبط 39 طن دقيق مدعم قبل بيعها في السوق السوداء    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل زوج شقيقتهم بالفيوم للشهر المقبل    أول تعليق من مي سليم بعد إصابتها في حادث سير: «كنت هموت»    «حياة كريمة» تطلق قوافل طبية مجانية في الشرقية والمنيا    مستشار الرئيس للصحة: نستهدف تصدير البلازما للخارج للحصول على العملة الصعبة    «صحة المنيا»: تقديم الخدمات العلاجية ل7 آلاف مواطن خلال شهر    تخرج الدفعة العاشرة من طلاب برنامج التصميم الجرافيكي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة    الداخلية تُحرّر 170 مخالفة للمحال المخالفة لترشيد استهلاك الكهرباء    في الجول يكشف تفاصيل إصابة عبد المنعم وهاني بتدريبات الأهلي قبل مواجهة الترجي    وفاة عصام ابو ريدة شقيق رئيس اتحاد الكرة السابق    أسعار البقوليات اليوم الخميس 23-5-2024 في أسواق ومحال محافظة الدقهلية    تداول 15 الف طن بضائع عامة بموانئ البحر الأحمر ووصول 740 سيارة لميناء بورتوفيق    "العدل الدولية" تصدر غدا حكمها بشأن تدابير الطوارئ في قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل    إصابة طفلين فلسطينيين برصاص الاحتلال شرق مدينة قلقيلية    تعليم القاهرة تعلن تفاصيل التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الأبتدائي للعام الدراسي المقبل    تعرض طالبة الإغماء خلال إمتحانات الإعدادية بالفيوم    تموين الإسماعيلية تضبط 45 مخالفة للمخابز السياحية والأفرنجية والمحال والأسواق العامة    إعلام عبري: العدل الدولية تستعد لإصدار أمر بوقف الحرب في غزة    اتفاق بين مصر وألمانيا لتمويل البرنامج الوطني للمخلفات الصلبة ب80 مليون يورو    مسلسل البيت بيتي 2.. هل تشير نهاية الحلقات لتحضير جزء ثالث؟    مسلسل دواعي السفر يتصدر قائمة الأعلى مشاهدة على منصة WATCH IT    رجل متزوج يحب سيدة آخري متزوجة.. وأمين الفتوى ينصح    موعد ورابط الاستعلام عن نتيجة الصف السادس الابتدائي بالقاهرة والجيزة    وزير الري يلتقي مدير عام اليونسكو على هامش فعاليات المنتدى العالمي العاشر للمياه    صباح الكورة.. صدمة في الزمالك ودور ممدوح عباس في الأزمة الكبرى.. لبيب يكشف موقفه من ضم حجازي والشناوي يتدخل لحل أزمة نجم الأهلي وحسام حسن    عضو مجلس الزمالك: نعمل على حل أزمة بوطيب قبل انتقالات الصيف    الرعاية الصحية تعلن نجاح اعتماد مستشفيي طابا وسانت كاترين يجنوب سيناء طبقا للمعايير القومية المعترف بها دوليا    رئيس جامعة المنيا يفتتح مهرجان حصاد «نوعية» في نسخته الأولى    رئيس منطقة الشرقية الأزهرية يتابع استعدادات بدء أعمال تصحيح امتحانات الشهادتين الابتدائية والإعدادية    رئيس جهاز مدينة 15مايو يتفقد المشروعات الجارية.. ويجتمع بمسئولي الجهاز    فضل الأعمال التي تعادل ثواب الحج والعمرة في الإسلام    مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة يختتم فعالياته بحضور رئيسته الشرفية إلهام شاهين    ل برج الجوزاء والميزان والدلو.. مفارقة كوكبية تؤثر على حظ الأبراج الهوائية في هذا التوقيت    أول تعليق من دانا حمدان على حادث شقيقتها مي سليم.. ماذا قالت؟    توريد 211 ألف طن قمح لشون وصوامع البحيرة حتى الآن    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23-5-2024    أمين الفتوى ينفعل على زوج يحب سيدة متزوجة: ارتكب أكثر من ذنب    أحمد العوضي ب «لوك جديد» في احدث ظهور له..ويوجه رسالة (صورة)    انتظام أعمال الامتحانات بكلية أصول الدين بطنطا والشريعة والقانون بتفهنا الأشراف    ماهي مناسك الحج في يوم النحر؟    «دول شاهدين».. «تريزيجيه» يكشف سبب رفضه طلب «أبوتريكة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعض المثقفين يتقربون للسلطة طمعاً فى الجوائز أو السفريات
شعبان يوسف الشاعر والناقد ل «الوفد»:
نشر في الوفد يوم 05 - 08 - 2015

يشهد الوسط الثقافي أزمة طاحنة بين بعض المثقفين ووزير الثقافة الدكتور «عبدالواحد النبوي» بعد أن تمت الإطاحة بقيادات بعض وزارة الثقافة، الوزير يتمسك بحقه الإداري والوظيفي في تغيير ما يشاء من كبار موظفيه، والمثقفون يعترضون بحجة أن هذا حق يراد به باطل.. ويصفون القرار بأنه سياسة الوزير التي ينفذها لتصفية الثقافة المصرية وتجريفها نظراً لإبعاده هذه الكفاءات المستنيرة مغازلة للتيارات السلفية التي تستعين بها الدولة في مواجهة «عرجاء» ضد جماعة الإخوان.
حيث أكد شعبان يوسف الشاعر والناقد الأدبي أن الاستعانة بالسلفيين لضرب الإخوان بعد أن تحول المستنيرون إلي مجرد ديكور، حيث رفعت وزارة الثقافة شعار «الثقافة في مواجهة الإرهاب» ولكنه غير مفعل.. مؤكداً أن أزمة المثقفين مع وزير الثقافة ستعيد الأسئلة المؤجلة والملغاة، واصفاً وزير الثقافة بعدم الخبرة وتصيده الأخطاء علي طريقة «ولا تقربوا الصلاة» في ذات الوقت وصفه بالنشيط والمهذب ولكنها أسلحة يستخدمها لتمرير سياساته.
مضيفاً أن الخطاب الثقافي المدني ينقصه قدر كبير من عدم المسئولية ويحتاج إلي ضمير ثقافي بعد أن انزلق بعض المثقفين نحو السلطة طمعاً في الجوائز أو السفريات أو عضوية بعض اللجان.
ما الأزمة المثارة بين المثقفين ووزير الثقافة؟
- أولاً وزارة الثقافة لديها مشاكل ليست وليدة اللحظة بل هي متراكمة منذ عهد «فاروق حسني» ولكن ثورة 25 يناير وما تلاها قلب كل الأوضاع رأساً علي عقب، ثم جاءت الإطاحة بقيادات وزارة الثقافة وأشعلت الموقف بين الوزير والمثقفين.
ولماذا.. أليس من حق الوزير إلغاء انتداب أي موظف لديه؟
- نحن في مرحلة لا تحتاج إلي تجريب والوزارة ليست حقل تجارب، وأين الوزارة بأمثال أحمد مجاهد وأنور مغيث وموريس ومحمد عفيفي، فالظاهر أن الوزير قادم بتوجيه للإطاحة بهم وكأنه مطلب حكومي، كما كانت الإطاحة بجابر عصفور نفسه من الوزارة.
فيما اعتراضكم علي الوزير أم علي سياساته؟
- الوزير حاول التقرب من المثقفين خلال زيارته ل «الأبنودي» ولكن ما نريده ليس الاقتراب الجسدي ولكن الاقتراب من جوهر المشكلة لدي المثقفين، والوزير رجل دمث الخلق وعلاقتي به في اللقاءات البسيطة كانت طيبة، ولكن ليس لديه الخبرة الكافية للتعامل مع ملف الثقافة لأنه ملف مزمن وخطير ولابد أن يكون محترفاً ولكنه ليس بالقدر المطلوب، وبشكل آخر الأزمة مثل أزمة «علاء عبدالعزيز» الوزير الإخواني مع المثقفين، ولا أقول إن «النبوي» إخواني لأن هذا يتعامل معه أجهزة الداخلية ولست أنا وكانت خطة «علاء عبدالعزيز الإطاحة بالوجوه البارزة للاقتراب من القيادات السلفية، والوزيرالحالي اتجه إلي عدم احترام رأي الجماعة الثقافية للإطاحة بهذه القيادات.
شعار جميل
لكن الوزير له نشاط ملحوظ ضد الإرهاب؟
- هو أعلن عن أنشطة سريعة للشو الإعلامي عندما قال: الثقافة في مواجهة الإرهاب وهو شعار جميل لكنه لم يفعل، والندوات أعلن عنها في أنحاء الجمهورية، لكن تطبيقها ليس بالشكل المناسب والمفيد.
لكن الهجوم علي الدكتور النبوي وزير الثقافة لأنه ليس يسارياً أو ناصرياً.. فهل تريدون فرض أيديولوجية علي الثقافة؟
- لا.. لكن المثقفين لا يعرفون من هو الدكتور عبدالواحد النبوي، وقلنا نعطي له فرصة، والهجوم لم يكن بدأ وهو أقل الوزراء الذين حدث معهم هجوم من بداية عمله، لأن الدكتور شاكر عبدالحميد وعماد مغازي ومحمد عبدالمنعم الصاوي تم الهجوم عليهم ولكن أن يهاجم اليسار والناصريون الوزير، فهذا وهم كبير، ولكننا طالبناه بالاحتفال ب «الأبنودي» ولم يهتم رغم زيارته له، فقال الأبنودي سيهتمون بي بعد موتي، وعملنا مؤتمراً ل «الأبنودي» وحضر اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية وخالد عبدالعزيز وزير الشباب ولم يحضر وزير الثقافة، ثم حاول ربط الثقافة بالدين، وهذه آلية خاطئة لأن الدين لله والثقافة للجميع، وكيف تدار الندوات في المساجد؟.. وكيف سيحضر المسيحيون؟.. وهذا تمييز، ولابد أن تنتبه له الجماعة الثقافية حتي لا يتم تدين الثقافة.
مغازلة السلفية
هل تشير إلي الاتفاق بين وزارتي الثقافة والأوقاف مع أنه تم منذ عهد د. جابر عصفور؟
- نعم.. ولكننا نعترض عليه منذ عهد «عصفور»، وكل بروتوكولات جابر عصفور كانت للشو الإعلامي، والخطورة عمل بروتوكول مع وزارة الأوقاف لأنها لن تكون خاضعة للثقافة، بل الثقافة ستكون خاضعة للأوقاف، والإخوان قالوا: سيستخدمون قصور الثقافة للدعاية الدينية، ونحن نطالب بفصل الثقافة عن الدين، لأنهما يسيران في طرق متوازية، ولكن مع الأوقاف ستكون الطرق متقاطعة والاثنان سيكونان خاسرين، لأنه حينها لن يوجد لا ثقافة ولا دين بل ستوجد مغازلة للتيارات السلفية.
وما نتائج هذه الأزمة علي المناخ الثقافي؟
- منذ حدوث الأزمة بين الوزير والمثقفين بدأ المثقفون يعيدون أفكاراً مؤجلة مثل الهوية وطريقة العمل الثقافي، والآن نفكر في إقامة مؤتمر من أجل ثقافة وطنية مستقلة، والأزمة ستعيد كل الأسئلة المؤجلة والملغاة لأنها احتدمت والوزير أصبح يهاجمنا بضراوة ويستخدم الفضائيات ومكتبه أصبح متخصصاً فى الهجوم علينا بمدفعية ثقيلة ويطلق اتهامات جزافية وسطحية.
تقصد الهجوم الذى طالك بسبب كتاب «سيد قطب»؟
- نعم.. هو تكلم عن أحد المهاجمين وعن كتاب ل «سيد قطب» مع أنه ليس كتاباً بل رواية «أشواك» وأصدرناها في 2011 عن طريق هيئة الكتاب ولم يكن يوجد إخوان في السلطة ثم إن الإخوان أنفسهم ضد الرواية، وبالتالي لو تمهل قليلاً لم يكن قال هذا الكلام المهيج لأننا لم ننشر كتاب «معالم في الطريق» أو كتاب «في ظلال القرآن» بل علي رواية كتبت عام 1947 عندما كان «سيد قطب» علمانياً ولكن الوزير يتصيد الأخطاء علي طريقة «ولا تقربوا الصلاة» بدلاً عن أن يتقابل مع المثقفين كون لديه ميليشيات، وهي نفس الأفراد التي كانت تدافع عن «علاء عبدالعزيز» الوزير الإخواني في أزمته السابقة.
تغيير الدماء
وكيف كان اللقاء بين المثقفين وبين رئيس الوزراء؟
- لقاء «محلب» مع المثقفين كان جبر خواطر لأنه قال نحن مشغولون بقناة السويس مع أننا نحن جميع المثقفين نحيي هذا المشروع عن قناعة ولكن في الأزمة مع الوزير قال «محلب»: عملنا اللي علينا والباقي علي الدولة، ولهذا لم يخرج المثقفون بنتائج مرضية لأن اللقاء كان مجرد مسكن حتي لو انتهي بإقالة الوزير لأنه عندما جاء ب «النبوي» لم يكن اختياراً سليماً لأن الثقافة فيها خبراء يعرفون حلولاً لها ومناقشة مشاكلها، ولكن «النبوي» يطيح بهذا وذاك بحجة تغيير الدماء دون أن يعرف أحداً لماذا جاء هذا أو غادر ذاك.
وماذا عن المؤتمر الذي دعوتم إليه لمناقشة مستقبل الثقافة المصرية؟
- يوجد مشاورات مالية بين المثقفين لعمل مؤتمر عن مستقبل الثقافة المصرية والبحث عن مناقشة المشاكل الجذرية في التنوير لأننا نعود للخلف الآن، وقضية تجديد الخطاب الديني الرئيسي يريد من ورائه الخير لكن المنفذين عليه لم يفعلوا شيئاً وما يحدث علي عكس الشعار، والمؤتمر سيكون مواجهة حقيقية لمشكلة الإرهاب، وطرح الأفكار الجادة الجريئة مثل أفكار «فرج فودة» و«نصر حامد أبوزيد» للنقاش وكتبهما شبه ممنوعة، ومصادرة والوزارة لا تخدم الثقافة بل تصادرها والمشكلة الكبيرة مازالت معلقة، ولقد طرحنا عدة أفكار تتعلق بالمسرح والسينما ولم تنفذ حتي الآن.
ولماذا لم تطالبوا بتغيير الخطاب الثقافي المدني ألا يحتاج إلي تجديد؟
- بالطبع الخطاب الثقافي المدني يحتاج إلي آلية كاملة يشترك فيها المثقفون والمسئولون لتجديد الخطاب الثقافي لأن به قدراً كبيراً من عدم المسئولية في بعض الأحيان، ولابد من تكوين ضمير ثقافي وجماعة ثقافية وبالفعل نحتاج إلي منع الرشاوي وبفرض رقابة متقدمة علي المادة التي تنشر بشكل ما حتي نبحث عن الجيد ونبتعد عن المسف، ولكن الأهم أن هذا التجديد لا يكون له علاقة بحرية الإبداع والقول.
المنع والمصادرة
وما محرمات الثقافة في المجتمع المصري؟
- المحرمات الثقافية هي المساس بالعقائد السماوية، ومعركة المثقفين هي من أجل ارتقاء العقل وليس معركة مع السماء وعدم المساس بالعقائد الإسلامية والمسيحية، وهذا يختلف عن تهمة ازداء الأديان، والمحرمات أيضاً الأشياء المجانية في استهلاك الجنس، لكن فكرة المنع والمصادرة والجنس المفترض أن يجلس المثقفون ويحددوها.
معني هذا يوجد غموض يكتنف مستقبل الثقافة في مصر؟
- في هذه الأوضاع يوجد غموض لأننا لا نعرف إلي أين تذهب الثقافة، خاصة أن الإعلام ليس به برامج ثقافية، والإعلام مجند للأحداث السياسية، والثقافة أصبحت منسجمة علي أرضية سياسية والمثقف فقد هويته كمثقف، في الشعر والرواية تحولت إلي سياسة، وهنا الخطر، ولابد من أن يكون للثقافة خطابها المستقل عن الخطاب الديني والسياسي، ولكن الثقافة أصبحت بالنسبة للحكومة هي القاطرة التي يمكن أن تمنعها في أي وقت شاءت ثم أن الثقافة تحصل علي 12٪ من ميزانية الدولة وهي أقل ميزانية وينفق علي الرواتب حوالي 85٪ والباقي غير كاف لصناعة الثقافة، وهذا طرح خطير جداً وغموض مقلق.
ولهذا اتهمت الوزارة بتجريف الثقافة؟
- نعم.. لأن هناك محاولات لإخضاع الثقافة للسياسة بشكل ما وإن كان فيه حوار للدكتور النبوي قال إن المثقفين اجتمعوا معه وقال أحدهم رأيه، فقال الوزير: لا شيء اسمه اعتقاد شخصي ونحن قادمون بتوجهات من الدولة وننفذها، ومعني ذلك أن المثقف فقد حريته نظرياً، وبالتالي الدولة لا تريد أن تتلقي مبادرات شخصية، وبالتالي لا نري مسارح ولا سينمات ولا اهتماماً جاداً بتفعيل مؤتمرات ثقافية، و«محلب» ذهب إلي احتفال «بهاء طاهر» لمدة 5 دقائق، وأيضاً ل «الغيطاني» 5 دقائق، وبالتالي توجد عملية إفقار للحركة الثقافية لتنفيذ سياسات الدولة وهي أن تمر هذه المرحلة دون مشاكل، والحكومة لا تريد أن تقف بشكل جذري لإنتاج ثقافة جيدة، وهذه الطريقة تؤدي إلي تجريف الثقافة.
لماذا لم نر في بيان المثقفين أي توقيع أو مساندة لأي نقابة لها شأن بالثقافة؟
- هذه بيانات أفراد، والنقابات أحياناً يوجد بها تناقضات وربما توجد مجالس إداراتها غير متجانسة، وبها خلافات مع الجمعيات العمومية، ولهذا فالثقل ربما يكون ثقلاً وهمياً، ولكننا وجدنا «محمد فاضل» و«محمد العدل» و«حلمي شعراوي» وغيرهم وقعوا وهؤلاء في حد ذاتهم قامات ثقافية كبري لا يمكن إغفالهم.
إحلال وتبديل
وفيما اعتراضكم علي عدم التجديد للدكتور أحمد مجاهد؟
- هذا حق يراد به باطل لأننا في أشد الاحتياج إلي الخبرات الوطنية الناجحة، والخطوات التي اتخذها قبل أحمد مجاهد في الإحلال والتبديل مع احترامي للأشخاص فإننا لسنا في فترة تجارب وفي مرحلة تحتاج الاستقرار، وقد قدم «مجاهد» إنجازات تعتبر من أهم إنجازات هيئة الكتاب حتي الآن، وهذا الحق هو حق لائحي ووظيفي، ولكن أيضاً من حق المثقفين أن يعترضوا.
لماذا اتهمتم الوزير بتصفية الوجه الحقيقي للثقافة المصرية؟
- نفس النهج الذي يتم في الثقافة، لأن «علاء عبدالعزيز» الوزير الإخواني قال: سنغير هوية مصر، و«النبوي» جاء ينفذ سياسات دون ابتكار مع أن المثقفين لن تتغير هويتهم تبعاً لقرار أو سياسات، ولكن تعطيل الثقافة بشكل عام وأيضاً المجلس الأعلي للثقافة والمركز القومي للترجمة وهيئة الكتاب، فهذه محاولة للتصفية، بسبب القيادات التي أبعدت، والتبرير ليس له إلا تغير شكل الثقافة الرسمية في مصر بإحضار قيادة حزب وطني مسالم وأيضاً وجوه ناعمة لا تعترض تماماً، ومحافظة، وهذا هو الوجه المطلوب حالياً، لأن غيرهم يقلق التيارات غير التنويرية في مصر، والمطلوب من وزارة الثقافة أن تكون جندياً للسياسة العملية الآن، ووزارة مقلمة الأظافر تماماً، وهذه تصفية للثقافة المصرية.
معني هذا أن الثورة لم تصل إلي وزارة الثقافة؟
- لا.. لم تصل الثورة إلي وزارة الثقافة حتي الآن بل الوزير يحاول أن يعيد الوزارة إلي عهدها القديم، مع أنه رجل نشيط ومهذب ولكن حقيقة الأمر أن هذه أسلحته لتمرير سياسته.
تعطيل الأنشطة
هل وزارة الثقافة بها قيادات إخوانية؟
- نعم.. يوجد إخوان والمطلوب التطهير وهؤلاء متواجدون منذ وجود «علاء عبدالعزيز» وظهروا ضد بيان محمد سلماوي، لإسقاط «مرسي»، وقد وقع عليه 100 قيادة من القيادات الوسطي في الوزارة من مديري العموم ومديري الإدارات، وبالطبع هؤلاء يعملون علي تعطيل الأنشطة الثقافية الجادة واغتيالها معنوياً.
دور الثقافة في مواجهة الفكر المتطرف؟
- في السابق هيئة الكتاب كانت قد أصدرت كمية رهيبة من الكتب التي تواجه الإرهاب، والوزارة الآن علي الأقل عليها أن تصدر الفكر التنويري للمصريين دون أن تضع عليه يافطة في مواجهة الإرهاب، وهذا كان موجوداً في الفترات السابقة ولكن الآن يتم تصفيته.
لكن الإخوان يتحدون بأن أفكارهم لن تموت؟
- نحن في معركة شرسة مع الإخوان وهم سيظهرون بأشكال مختلفة في المعركة الانتخابية القادمة، ولكن يتم مواجهتهم باستدعاء فصيل مناوئ لهم وهذه مواجهة عرجاء لأن الوزارة تحاول الاستعانة بالسلفيين الطامحين والطامعين أن يكونوا بديلاً للإخوان، وهم طبعة معدلة وغير مهذبة للإخوان وبدأوا يحصلون علي مكافآت الإطاحة، واتساءل عن المنحة التي حصل عليها من الحكومة، مع أن وزارة المالية نفت هذا وربما يكون ذهب بإيعاز من الحكومة المصرية، وهذا استنتاج وليس معلومة، وتوجد مكافآت يحصل عليها السلفيون في هذه الفترة، وهذا ليس مواجهة مع الإرهاب، ولهذا لابد من الفصل الكامل بين الثقافة وبين الأجهزة الدينية، والجماعات الدينية، علي أن تكون المواجهة أشمل وأكثر جدية بالفكر وبخطة طويلة الأمد وعن طريق مؤتمر ندعو فيه كل التيارات الثقافية والسياسية بما فيها القيادات الدينية.
مجرد ديكور
لكن لماذا فشل المثقفون في مواجهة فكر الجماعات المتطرفة؟
- هذا حدث منذ أن استعان الرئيس السادات بهذه الجماعات خلال فترة السبعينيات، مما ألغي قدرة وحركة المثقفين المستنيرين وركزوا علي مناخ وقنوات صغيرة جداً، لم تمكنهم من الوصول إلي الناس، ولأن الحكومة منعت عنهم المناخ الحيوي، وحدث تحجيم للمثقفين وحصرهم في أماكن معزولة، ولم يعد يظهر جمهور في الندوات وأصبح المثقفون يتحدثون مع بعضهم بعد أن قلصت الدولة دورهم، وتم تعليب الثقافة بالهيمنة السياسية والدينية علي الثقافة ووزارتها منذ الخمسينيات، خاصة بعد أن تم تعيين الدكتور أحمد هيكل والدكتور محمد عبدالحميد رضوان وزراء للثقافة، لأن ثقافتهما كانت يمينية، لدرجة أن الدكتور رضوان سب الأديب «يوسف إدريس» لأنه كتب مقالة بعنوان «أهمية أن نتثقف يا ناس» وتم دعم التيار الديني بشكل كبير لضرب التيار اليساري والناصري، والآن الدولة تستعين بالسلفية لضرب الإخوان، والمتقدمون المستنيرون أصبحوا مجرد ديكور لتنفيذ الأهداف.
ألا تري خطايا للمثقفين؟
- بالطبع يوجد خطايا للمثقفين وهي أن بعضهم ارتضوا أن يكونوا نفعيين وزينوا الأوضاع للشعب المصري، خاصة خلال عهد «مبارك» حيث ظهر كتاب بعنوان «مبارك والمثقفون» لمجموعة من كبار الكتاب والمثقفين كتبوا في هذا الكتاب مثل «السيد ياسين» و«رجاء النقاش» و«مكرم محمد أحمد» و«إبراهيم نافع» وغيرهم، وبدلاً من أن يكون المثقف ضمير الأمة أصبح في فترة من الفترات خادماً للرئيس والنظام للترويج لهم، وحينما تم ترويج «مبارك» بأشكال مختلفة وكتب عنه شعر كثير جداً، ولكن في ذات الوقت كانت هناك مقاومات متعددة من آخرين مثل «أحمد فؤاد نجم» و«السيد حجاب» الذي كتب «قبل الطوفان الجاي» رغم أنه مع الموسيقار «عمار الشريعي» عمل أوبريتات لمبارك، فالمثقفون أحياناً ينزلقون لبلاط الدولة بشكل ما، أحياناً يكون هذا الانزلاق من أجل الجوائز أو السفريات أو عضوية بعض اللجان، وفي خطايا أخري صغيرة، لكنها ترقي إلي الجرائم، والدولة أمام حالة الإفقار والتجويع للمثقفين تجعلهم يتجهون نحو النظام والسلطة لتبرير الأخطاء وتزييف صورة الواقع.
وما دور المثقف تجاه المجتمع؟
- المثقف ليس عليه إلا أن ينقد ويكتب ويحلل ويقول رؤيته ويعارض السياسات الخاطئة، ويلتحم بالجماهير، ولكن المشكلة أن الدور تجاوز في أن يكون مقال ينتقد فيه سياسات الحكومات، والمفترض أن نأمل بوجود قنوات حقيقية تصل المثقف بالجماهير في الشارع، ولكن المختلف مع الدولة يتم منعه من الظهور في الإعلام، ويتم محاولة لإبعاد المثقف الحقيقي من المشهد الدولي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.