قافلة دعوية ل«الأزهر» و«الأوقاف» و«الإفتاء» إلى شمال سيناء    ترامب: أتوقع التوصل إلى اتفاق قريب مع الرئيس بوتين    الأجهزة الأمنية الليبية تحبط محاولة اقتحام متظاهرين لمبنى رئاسة الوزراء بطرابلس    اللقب مصري.. نور الشربيني تتأهل لمواجهة هانيا الحمامي في نهائي بطولة العالم للاسكواش    السيطرة على حريق شب داخل شقة سكنية بالمقطم    غيبوبة سكر.. نقل الجد المتهم في الاعتداء على حفيده للمستشفى بشبرا الخيمة    بقصة شعر جديدة، كاظم الساهر يحيي اليوم حفل دبي والإعلان عن عرض ثان بعد نفاد التذاكر    أزمة «محمود وبوسي» تُجدد الجدل حول «الطلاق الشفهي»    وزير التعليم العالى يستقبل الجراح العالمى مجدى يعقوب    الاتحاد الأوروبي والصين يعلّقان استيراد الدجاج البرازيلي بعد اكتشاف تفش لإنفلونزا الطيور    عيار 21 الآن وأسعار الذهب اليوم في بداية تعاملات السبت 17 مايو 2025    اجتماع لحزب الاتحاد في سوهاج استعدادا للاستحقاقات الدستورية المقبلة    حزب الجيل: توجيهات السيسي بتطوير التعليم تُعزز من جودة حياة المواطن    إبداعات المنوفية| دمية.. قصة ل إبراهيم معوض    إبداعات المنوفية| بين الشك واليقين.. شعر ل وفاء جلال    سعر الخوخ والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم السبت 17 مايو 2025    «ماحدش يقرب من الأهلي».. تعليق غاضب من عمرو أديب بعد قرار التظلمات    بعد رباعية الجونة.. إقالة بابا فاسيليو من تدريب غزل المحلة    رئيس مصلحة الضرائب: حققنا معدلات نمو غير غير مسبوقة والتضخم ليس السبب    وليد دعبس: مواجهة مودرن سبورت للإسماعيلي كانت مصيرية    رئيس الوزراء العراقى لنظيره اللبنانى : نرفض ما يتعرض له لبنان والأراضى الفلسطينية    ترامب يهاجم المحكمة العليا.. لن تسمح لنا بإخراج المجرمين    ترامب يلوّح باتفاق مع إيران ويكشف عن خطوات تجاه سوريا وبوتين    ضربة لرواية ترامب، "موديز" تخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة    ملاك العقارات القديمة: نطالب بحد أدنى 2000 جنيه للإيجارات بالمناطق الشعبية    شقيقة سعاد حسني ترد على خطاب عبد الحليم حافظ وتكشف مفاجأة    توافق كامل من الأزهر والأوقاف| وداعا ل«الفتايين».. تشريع يقنن الإفتاء الشرعي    ما حكم من مات غنيا ولم يؤد فريضة الحج؟.. الإفتاء توضح    لكزس RZ 2026| طراز جديد عالي الأداء بقوة 402 حصان    غزل المحلة يطيح ب بابافاسيليو بعد ربعاية الجونة في الدوري    مدير إدارة المستشفيات يشارك في إنقاذ مريضة خلال جولة ليلية بمستشفى قويسنا بالمنوفية    جوميز: شعرنا بأن هناك من سرق تعبنا أمام الهلال    أموريم: شيء واحد كان ينقصنا أمام تشيلسي.. وهذه خطة نهائي الدوري الأوروبي    رويترز: إدارة ترامب تعمل على خطة لنقل مليون فلسطيني إلى ليبيا    اليوم.. «جوته» ينظم فاعليات «الموضة المستدامة» أحد مبادرات إعادة النفايات    انطلاق فعاليات مؤتمر التمكين الثقافي لليوم الواحد بمطروح    محاكمة 3 متهمين في قضية جبهة النصرة الثانية| اليوم    شديد الحرارة نهاراً وأجواء معتدلة ليلا.. حالة الطقس اليوم    اشتعال الحرب بين نيودلهي وإسلام آباد| «حصان طروادة».. واشنطن تحرك الهند في مواجهة الصين!    نجم الزمالك السابق يفاجئ عمرو أديب بسبب قرار التظلمات والأهلي.. ما علاقة عباس العقاد؟    محسن الشوبكي يكتب: مصر والأردن.. تحالف استراتيجي لدعم غزة ومواجهة تداعيات حرب الإبادة    رئيس شعبة الدواجن: نفوق 30% من الإنتاج مبالغ فيه.. والإنتاج اليومي مستقر عند 4 ملايين    إصابة 4 أشخاص في حادث سقوط سيارة بترعة الفاروقية بسوهاج    غرق طالب بترعة الكسرة في المنشاة بسوهاج    كل سنة وأنت طيب يا زعيم.. 85 عاما على ميلاد عادل إمام    جورج وسوف: أنا بخير وصحتى منيحة.. خفوا إشاعات عنى أرجوكم (فيديو)    اليوم| الحكم على المتهمين في واقعة الاعتداء على الطفل مؤمن    ضبط 25 طن دقيق ولحوم ودواجن غير مطابقة للمواصفات بالدقهلية    رئيسا «المحطات النووية» و«آتوم ستروي إكسبورت» يبحثان مستجدات مشروع الضبعة    رئيسا "المحطات النووية" و"آتوم ستروي إكسبورت" يبحثان مستجدات مشروع الضبعة    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية السبت 17 مايو 2025    قبل الامتحانات.. 5 خطوات فعالة لتنظيم مذاكرتك والتفوق في الامتحانات: «تغلب على التوتر»    لمرضى التهاب المفاصل.. 7 أطعمة ابتعدوا عنها خلال الصيف    بالتعاون مع الأزهر والإفتاء.. الأوقاف تطلق قافلة دعوية لشمال سيناء    مشيرة خطاب: التصديق على الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان ضرورة ملحة    "بيطري قناة السويس" تُطلق فعاليات بيئية وعلمية ومهنية شاملة الأسبوع المقبل    شكاوى المواطنين تنهال على محافظ بني سويف عقب أدائه صلاة الجمعة .. صور    المفتي: الحج دون تصريح رسمي مخالفة شرعية وفاعله آثم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعض المثقفين يتقربون للسلطة طمعاً فى الجوائز أو السفريات
شعبان يوسف الشاعر والناقد ل «الوفد»:
نشر في الوفد يوم 05 - 08 - 2015

يشهد الوسط الثقافي أزمة طاحنة بين بعض المثقفين ووزير الثقافة الدكتور «عبدالواحد النبوي» بعد أن تمت الإطاحة بقيادات بعض وزارة الثقافة، الوزير يتمسك بحقه الإداري والوظيفي في تغيير ما يشاء من كبار موظفيه، والمثقفون يعترضون بحجة أن هذا حق يراد به باطل.. ويصفون القرار بأنه سياسة الوزير التي ينفذها لتصفية الثقافة المصرية وتجريفها نظراً لإبعاده هذه الكفاءات المستنيرة مغازلة للتيارات السلفية التي تستعين بها الدولة في مواجهة «عرجاء» ضد جماعة الإخوان.
حيث أكد شعبان يوسف الشاعر والناقد الأدبي أن الاستعانة بالسلفيين لضرب الإخوان بعد أن تحول المستنيرون إلي مجرد ديكور، حيث رفعت وزارة الثقافة شعار «الثقافة في مواجهة الإرهاب» ولكنه غير مفعل.. مؤكداً أن أزمة المثقفين مع وزير الثقافة ستعيد الأسئلة المؤجلة والملغاة، واصفاً وزير الثقافة بعدم الخبرة وتصيده الأخطاء علي طريقة «ولا تقربوا الصلاة» في ذات الوقت وصفه بالنشيط والمهذب ولكنها أسلحة يستخدمها لتمرير سياساته.
مضيفاً أن الخطاب الثقافي المدني ينقصه قدر كبير من عدم المسئولية ويحتاج إلي ضمير ثقافي بعد أن انزلق بعض المثقفين نحو السلطة طمعاً في الجوائز أو السفريات أو عضوية بعض اللجان.
ما الأزمة المثارة بين المثقفين ووزير الثقافة؟
- أولاً وزارة الثقافة لديها مشاكل ليست وليدة اللحظة بل هي متراكمة منذ عهد «فاروق حسني» ولكن ثورة 25 يناير وما تلاها قلب كل الأوضاع رأساً علي عقب، ثم جاءت الإطاحة بقيادات وزارة الثقافة وأشعلت الموقف بين الوزير والمثقفين.
ولماذا.. أليس من حق الوزير إلغاء انتداب أي موظف لديه؟
- نحن في مرحلة لا تحتاج إلي تجريب والوزارة ليست حقل تجارب، وأين الوزارة بأمثال أحمد مجاهد وأنور مغيث وموريس ومحمد عفيفي، فالظاهر أن الوزير قادم بتوجيه للإطاحة بهم وكأنه مطلب حكومي، كما كانت الإطاحة بجابر عصفور نفسه من الوزارة.
فيما اعتراضكم علي الوزير أم علي سياساته؟
- الوزير حاول التقرب من المثقفين خلال زيارته ل «الأبنودي» ولكن ما نريده ليس الاقتراب الجسدي ولكن الاقتراب من جوهر المشكلة لدي المثقفين، والوزير رجل دمث الخلق وعلاقتي به في اللقاءات البسيطة كانت طيبة، ولكن ليس لديه الخبرة الكافية للتعامل مع ملف الثقافة لأنه ملف مزمن وخطير ولابد أن يكون محترفاً ولكنه ليس بالقدر المطلوب، وبشكل آخر الأزمة مثل أزمة «علاء عبدالعزيز» الوزير الإخواني مع المثقفين، ولا أقول إن «النبوي» إخواني لأن هذا يتعامل معه أجهزة الداخلية ولست أنا وكانت خطة «علاء عبدالعزيز الإطاحة بالوجوه البارزة للاقتراب من القيادات السلفية، والوزيرالحالي اتجه إلي عدم احترام رأي الجماعة الثقافية للإطاحة بهذه القيادات.
شعار جميل
لكن الوزير له نشاط ملحوظ ضد الإرهاب؟
- هو أعلن عن أنشطة سريعة للشو الإعلامي عندما قال: الثقافة في مواجهة الإرهاب وهو شعار جميل لكنه لم يفعل، والندوات أعلن عنها في أنحاء الجمهورية، لكن تطبيقها ليس بالشكل المناسب والمفيد.
لكن الهجوم علي الدكتور النبوي وزير الثقافة لأنه ليس يسارياً أو ناصرياً.. فهل تريدون فرض أيديولوجية علي الثقافة؟
- لا.. لكن المثقفين لا يعرفون من هو الدكتور عبدالواحد النبوي، وقلنا نعطي له فرصة، والهجوم لم يكن بدأ وهو أقل الوزراء الذين حدث معهم هجوم من بداية عمله، لأن الدكتور شاكر عبدالحميد وعماد مغازي ومحمد عبدالمنعم الصاوي تم الهجوم عليهم ولكن أن يهاجم اليسار والناصريون الوزير، فهذا وهم كبير، ولكننا طالبناه بالاحتفال ب «الأبنودي» ولم يهتم رغم زيارته له، فقال الأبنودي سيهتمون بي بعد موتي، وعملنا مؤتمراً ل «الأبنودي» وحضر اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية وخالد عبدالعزيز وزير الشباب ولم يحضر وزير الثقافة، ثم حاول ربط الثقافة بالدين، وهذه آلية خاطئة لأن الدين لله والثقافة للجميع، وكيف تدار الندوات في المساجد؟.. وكيف سيحضر المسيحيون؟.. وهذا تمييز، ولابد أن تنتبه له الجماعة الثقافية حتي لا يتم تدين الثقافة.
مغازلة السلفية
هل تشير إلي الاتفاق بين وزارتي الثقافة والأوقاف مع أنه تم منذ عهد د. جابر عصفور؟
- نعم.. ولكننا نعترض عليه منذ عهد «عصفور»، وكل بروتوكولات جابر عصفور كانت للشو الإعلامي، والخطورة عمل بروتوكول مع وزارة الأوقاف لأنها لن تكون خاضعة للثقافة، بل الثقافة ستكون خاضعة للأوقاف، والإخوان قالوا: سيستخدمون قصور الثقافة للدعاية الدينية، ونحن نطالب بفصل الثقافة عن الدين، لأنهما يسيران في طرق متوازية، ولكن مع الأوقاف ستكون الطرق متقاطعة والاثنان سيكونان خاسرين، لأنه حينها لن يوجد لا ثقافة ولا دين بل ستوجد مغازلة للتيارات السلفية.
وما نتائج هذه الأزمة علي المناخ الثقافي؟
- منذ حدوث الأزمة بين الوزير والمثقفين بدأ المثقفون يعيدون أفكاراً مؤجلة مثل الهوية وطريقة العمل الثقافي، والآن نفكر في إقامة مؤتمر من أجل ثقافة وطنية مستقلة، والأزمة ستعيد كل الأسئلة المؤجلة والملغاة لأنها احتدمت والوزير أصبح يهاجمنا بضراوة ويستخدم الفضائيات ومكتبه أصبح متخصصاً فى الهجوم علينا بمدفعية ثقيلة ويطلق اتهامات جزافية وسطحية.
تقصد الهجوم الذى طالك بسبب كتاب «سيد قطب»؟
- نعم.. هو تكلم عن أحد المهاجمين وعن كتاب ل «سيد قطب» مع أنه ليس كتاباً بل رواية «أشواك» وأصدرناها في 2011 عن طريق هيئة الكتاب ولم يكن يوجد إخوان في السلطة ثم إن الإخوان أنفسهم ضد الرواية، وبالتالي لو تمهل قليلاً لم يكن قال هذا الكلام المهيج لأننا لم ننشر كتاب «معالم في الطريق» أو كتاب «في ظلال القرآن» بل علي رواية كتبت عام 1947 عندما كان «سيد قطب» علمانياً ولكن الوزير يتصيد الأخطاء علي طريقة «ولا تقربوا الصلاة» بدلاً عن أن يتقابل مع المثقفين كون لديه ميليشيات، وهي نفس الأفراد التي كانت تدافع عن «علاء عبدالعزيز» الوزير الإخواني في أزمته السابقة.
تغيير الدماء
وكيف كان اللقاء بين المثقفين وبين رئيس الوزراء؟
- لقاء «محلب» مع المثقفين كان جبر خواطر لأنه قال نحن مشغولون بقناة السويس مع أننا نحن جميع المثقفين نحيي هذا المشروع عن قناعة ولكن في الأزمة مع الوزير قال «محلب»: عملنا اللي علينا والباقي علي الدولة، ولهذا لم يخرج المثقفون بنتائج مرضية لأن اللقاء كان مجرد مسكن حتي لو انتهي بإقالة الوزير لأنه عندما جاء ب «النبوي» لم يكن اختياراً سليماً لأن الثقافة فيها خبراء يعرفون حلولاً لها ومناقشة مشاكلها، ولكن «النبوي» يطيح بهذا وذاك بحجة تغيير الدماء دون أن يعرف أحداً لماذا جاء هذا أو غادر ذاك.
وماذا عن المؤتمر الذي دعوتم إليه لمناقشة مستقبل الثقافة المصرية؟
- يوجد مشاورات مالية بين المثقفين لعمل مؤتمر عن مستقبل الثقافة المصرية والبحث عن مناقشة المشاكل الجذرية في التنوير لأننا نعود للخلف الآن، وقضية تجديد الخطاب الديني الرئيسي يريد من ورائه الخير لكن المنفذين عليه لم يفعلوا شيئاً وما يحدث علي عكس الشعار، والمؤتمر سيكون مواجهة حقيقية لمشكلة الإرهاب، وطرح الأفكار الجادة الجريئة مثل أفكار «فرج فودة» و«نصر حامد أبوزيد» للنقاش وكتبهما شبه ممنوعة، ومصادرة والوزارة لا تخدم الثقافة بل تصادرها والمشكلة الكبيرة مازالت معلقة، ولقد طرحنا عدة أفكار تتعلق بالمسرح والسينما ولم تنفذ حتي الآن.
ولماذا لم تطالبوا بتغيير الخطاب الثقافي المدني ألا يحتاج إلي تجديد؟
- بالطبع الخطاب الثقافي المدني يحتاج إلي آلية كاملة يشترك فيها المثقفون والمسئولون لتجديد الخطاب الثقافي لأن به قدراً كبيراً من عدم المسئولية في بعض الأحيان، ولابد من تكوين ضمير ثقافي وجماعة ثقافية وبالفعل نحتاج إلي منع الرشاوي وبفرض رقابة متقدمة علي المادة التي تنشر بشكل ما حتي نبحث عن الجيد ونبتعد عن المسف، ولكن الأهم أن هذا التجديد لا يكون له علاقة بحرية الإبداع والقول.
المنع والمصادرة
وما محرمات الثقافة في المجتمع المصري؟
- المحرمات الثقافية هي المساس بالعقائد السماوية، ومعركة المثقفين هي من أجل ارتقاء العقل وليس معركة مع السماء وعدم المساس بالعقائد الإسلامية والمسيحية، وهذا يختلف عن تهمة ازداء الأديان، والمحرمات أيضاً الأشياء المجانية في استهلاك الجنس، لكن فكرة المنع والمصادرة والجنس المفترض أن يجلس المثقفون ويحددوها.
معني هذا يوجد غموض يكتنف مستقبل الثقافة في مصر؟
- في هذه الأوضاع يوجد غموض لأننا لا نعرف إلي أين تذهب الثقافة، خاصة أن الإعلام ليس به برامج ثقافية، والإعلام مجند للأحداث السياسية، والثقافة أصبحت منسجمة علي أرضية سياسية والمثقف فقد هويته كمثقف، في الشعر والرواية تحولت إلي سياسة، وهنا الخطر، ولابد من أن يكون للثقافة خطابها المستقل عن الخطاب الديني والسياسي، ولكن الثقافة أصبحت بالنسبة للحكومة هي القاطرة التي يمكن أن تمنعها في أي وقت شاءت ثم أن الثقافة تحصل علي 12٪ من ميزانية الدولة وهي أقل ميزانية وينفق علي الرواتب حوالي 85٪ والباقي غير كاف لصناعة الثقافة، وهذا طرح خطير جداً وغموض مقلق.
ولهذا اتهمت الوزارة بتجريف الثقافة؟
- نعم.. لأن هناك محاولات لإخضاع الثقافة للسياسة بشكل ما وإن كان فيه حوار للدكتور النبوي قال إن المثقفين اجتمعوا معه وقال أحدهم رأيه، فقال الوزير: لا شيء اسمه اعتقاد شخصي ونحن قادمون بتوجهات من الدولة وننفذها، ومعني ذلك أن المثقف فقد حريته نظرياً، وبالتالي الدولة لا تريد أن تتلقي مبادرات شخصية، وبالتالي لا نري مسارح ولا سينمات ولا اهتماماً جاداً بتفعيل مؤتمرات ثقافية، و«محلب» ذهب إلي احتفال «بهاء طاهر» لمدة 5 دقائق، وأيضاً ل «الغيطاني» 5 دقائق، وبالتالي توجد عملية إفقار للحركة الثقافية لتنفيذ سياسات الدولة وهي أن تمر هذه المرحلة دون مشاكل، والحكومة لا تريد أن تقف بشكل جذري لإنتاج ثقافة جيدة، وهذه الطريقة تؤدي إلي تجريف الثقافة.
لماذا لم نر في بيان المثقفين أي توقيع أو مساندة لأي نقابة لها شأن بالثقافة؟
- هذه بيانات أفراد، والنقابات أحياناً يوجد بها تناقضات وربما توجد مجالس إداراتها غير متجانسة، وبها خلافات مع الجمعيات العمومية، ولهذا فالثقل ربما يكون ثقلاً وهمياً، ولكننا وجدنا «محمد فاضل» و«محمد العدل» و«حلمي شعراوي» وغيرهم وقعوا وهؤلاء في حد ذاتهم قامات ثقافية كبري لا يمكن إغفالهم.
إحلال وتبديل
وفيما اعتراضكم علي عدم التجديد للدكتور أحمد مجاهد؟
- هذا حق يراد به باطل لأننا في أشد الاحتياج إلي الخبرات الوطنية الناجحة، والخطوات التي اتخذها قبل أحمد مجاهد في الإحلال والتبديل مع احترامي للأشخاص فإننا لسنا في فترة تجارب وفي مرحلة تحتاج الاستقرار، وقد قدم «مجاهد» إنجازات تعتبر من أهم إنجازات هيئة الكتاب حتي الآن، وهذا الحق هو حق لائحي ووظيفي، ولكن أيضاً من حق المثقفين أن يعترضوا.
لماذا اتهمتم الوزير بتصفية الوجه الحقيقي للثقافة المصرية؟
- نفس النهج الذي يتم في الثقافة، لأن «علاء عبدالعزيز» الوزير الإخواني قال: سنغير هوية مصر، و«النبوي» جاء ينفذ سياسات دون ابتكار مع أن المثقفين لن تتغير هويتهم تبعاً لقرار أو سياسات، ولكن تعطيل الثقافة بشكل عام وأيضاً المجلس الأعلي للثقافة والمركز القومي للترجمة وهيئة الكتاب، فهذه محاولة للتصفية، بسبب القيادات التي أبعدت، والتبرير ليس له إلا تغير شكل الثقافة الرسمية في مصر بإحضار قيادة حزب وطني مسالم وأيضاً وجوه ناعمة لا تعترض تماماً، ومحافظة، وهذا هو الوجه المطلوب حالياً، لأن غيرهم يقلق التيارات غير التنويرية في مصر، والمطلوب من وزارة الثقافة أن تكون جندياً للسياسة العملية الآن، ووزارة مقلمة الأظافر تماماً، وهذه تصفية للثقافة المصرية.
معني هذا أن الثورة لم تصل إلي وزارة الثقافة؟
- لا.. لم تصل الثورة إلي وزارة الثقافة حتي الآن بل الوزير يحاول أن يعيد الوزارة إلي عهدها القديم، مع أنه رجل نشيط ومهذب ولكن حقيقة الأمر أن هذه أسلحته لتمرير سياسته.
تعطيل الأنشطة
هل وزارة الثقافة بها قيادات إخوانية؟
- نعم.. يوجد إخوان والمطلوب التطهير وهؤلاء متواجدون منذ وجود «علاء عبدالعزيز» وظهروا ضد بيان محمد سلماوي، لإسقاط «مرسي»، وقد وقع عليه 100 قيادة من القيادات الوسطي في الوزارة من مديري العموم ومديري الإدارات، وبالطبع هؤلاء يعملون علي تعطيل الأنشطة الثقافية الجادة واغتيالها معنوياً.
دور الثقافة في مواجهة الفكر المتطرف؟
- في السابق هيئة الكتاب كانت قد أصدرت كمية رهيبة من الكتب التي تواجه الإرهاب، والوزارة الآن علي الأقل عليها أن تصدر الفكر التنويري للمصريين دون أن تضع عليه يافطة في مواجهة الإرهاب، وهذا كان موجوداً في الفترات السابقة ولكن الآن يتم تصفيته.
لكن الإخوان يتحدون بأن أفكارهم لن تموت؟
- نحن في معركة شرسة مع الإخوان وهم سيظهرون بأشكال مختلفة في المعركة الانتخابية القادمة، ولكن يتم مواجهتهم باستدعاء فصيل مناوئ لهم وهذه مواجهة عرجاء لأن الوزارة تحاول الاستعانة بالسلفيين الطامحين والطامعين أن يكونوا بديلاً للإخوان، وهم طبعة معدلة وغير مهذبة للإخوان وبدأوا يحصلون علي مكافآت الإطاحة، واتساءل عن المنحة التي حصل عليها من الحكومة، مع أن وزارة المالية نفت هذا وربما يكون ذهب بإيعاز من الحكومة المصرية، وهذا استنتاج وليس معلومة، وتوجد مكافآت يحصل عليها السلفيون في هذه الفترة، وهذا ليس مواجهة مع الإرهاب، ولهذا لابد من الفصل الكامل بين الثقافة وبين الأجهزة الدينية، والجماعات الدينية، علي أن تكون المواجهة أشمل وأكثر جدية بالفكر وبخطة طويلة الأمد وعن طريق مؤتمر ندعو فيه كل التيارات الثقافية والسياسية بما فيها القيادات الدينية.
مجرد ديكور
لكن لماذا فشل المثقفون في مواجهة فكر الجماعات المتطرفة؟
- هذا حدث منذ أن استعان الرئيس السادات بهذه الجماعات خلال فترة السبعينيات، مما ألغي قدرة وحركة المثقفين المستنيرين وركزوا علي مناخ وقنوات صغيرة جداً، لم تمكنهم من الوصول إلي الناس، ولأن الحكومة منعت عنهم المناخ الحيوي، وحدث تحجيم للمثقفين وحصرهم في أماكن معزولة، ولم يعد يظهر جمهور في الندوات وأصبح المثقفون يتحدثون مع بعضهم بعد أن قلصت الدولة دورهم، وتم تعليب الثقافة بالهيمنة السياسية والدينية علي الثقافة ووزارتها منذ الخمسينيات، خاصة بعد أن تم تعيين الدكتور أحمد هيكل والدكتور محمد عبدالحميد رضوان وزراء للثقافة، لأن ثقافتهما كانت يمينية، لدرجة أن الدكتور رضوان سب الأديب «يوسف إدريس» لأنه كتب مقالة بعنوان «أهمية أن نتثقف يا ناس» وتم دعم التيار الديني بشكل كبير لضرب التيار اليساري والناصري، والآن الدولة تستعين بالسلفية لضرب الإخوان، والمتقدمون المستنيرون أصبحوا مجرد ديكور لتنفيذ الأهداف.
ألا تري خطايا للمثقفين؟
- بالطبع يوجد خطايا للمثقفين وهي أن بعضهم ارتضوا أن يكونوا نفعيين وزينوا الأوضاع للشعب المصري، خاصة خلال عهد «مبارك» حيث ظهر كتاب بعنوان «مبارك والمثقفون» لمجموعة من كبار الكتاب والمثقفين كتبوا في هذا الكتاب مثل «السيد ياسين» و«رجاء النقاش» و«مكرم محمد أحمد» و«إبراهيم نافع» وغيرهم، وبدلاً من أن يكون المثقف ضمير الأمة أصبح في فترة من الفترات خادماً للرئيس والنظام للترويج لهم، وحينما تم ترويج «مبارك» بأشكال مختلفة وكتب عنه شعر كثير جداً، ولكن في ذات الوقت كانت هناك مقاومات متعددة من آخرين مثل «أحمد فؤاد نجم» و«السيد حجاب» الذي كتب «قبل الطوفان الجاي» رغم أنه مع الموسيقار «عمار الشريعي» عمل أوبريتات لمبارك، فالمثقفون أحياناً ينزلقون لبلاط الدولة بشكل ما، أحياناً يكون هذا الانزلاق من أجل الجوائز أو السفريات أو عضوية بعض اللجان، وفي خطايا أخري صغيرة، لكنها ترقي إلي الجرائم، والدولة أمام حالة الإفقار والتجويع للمثقفين تجعلهم يتجهون نحو النظام والسلطة لتبرير الأخطاء وتزييف صورة الواقع.
وما دور المثقف تجاه المجتمع؟
- المثقف ليس عليه إلا أن ينقد ويكتب ويحلل ويقول رؤيته ويعارض السياسات الخاطئة، ويلتحم بالجماهير، ولكن المشكلة أن الدور تجاوز في أن يكون مقال ينتقد فيه سياسات الحكومات، والمفترض أن نأمل بوجود قنوات حقيقية تصل المثقف بالجماهير في الشارع، ولكن المختلف مع الدولة يتم منعه من الظهور في الإعلام، ويتم محاولة لإبعاد المثقف الحقيقي من المشهد الدولي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.