لا قداسة لكامب ديفيد! بقلم: محمد أمين الأحد , 28 أغسطس 2011 02:43 لا شيء مقدس.. لا فى الاتفاقيات ولا فى المعاهدات.. إرادة الشعوب تفعل كل شيء.. ولاشك أن مصر الثورة نجحت فى كسر تابوه كامب ديفيد.. ودخلت الدبابات المنطقة (ج) المحظورة، وشوارع العريش ورفح لأول مرة.. ولأول مرة أيضاً يتم التفاوض بشأن كامب ديفيد.. ولأول مرة نسمع عن اتفاق مصرى – إسرائيلى، على تعديل معاهدة السلام.. فما الذى استجد فى الموضوع؟.. الثورة المصرية.. فقد سقط النظام وسقط كل شيء معه.. فلا قداسة لشيء، القداسة للوطن وتراب الوطن.. التراب المصرى أهم من كامب ديفيد! كان هناك فى الأفق شيء يشير إلى هذا التوجه، منذ اندلاع الأحداث على الحدود.. وهناك ملابسات كثيرة تجعل إسرائيل، تقبل بفكرة التعديل.. وهناك شباب ثائر قايم ونايم أمام السفارة.. أسقط العلم مرة من على السفارة، وأخرى من على منزل السفير.. ويلاحق أى رمز إسرائيلى فى أى مكان.. وبالتالى كان لابد أن تؤدى المعطيات إلى نتيجة واحدة.. تعديل كامب ديفيد وليس إلغاؤها.. وأقول إن إسرائيل لم تفعل ذلك برضاها.. لكنها فعلت ذلك صاغرة.. فقد وافقت على تعديل بعض بنود الاتفاقية، فيما يتعلق بأعداد القوات المتواجدة فى سيناء، وأماكن تواجدها، وربما تصل إلى عدة آلاف.. ومن المتوقع أن تنص التعديلات، على تسليح القوات المصرية فى سيناء، بالدبابات والأسلحة الثقيلة! انتصار جديد للثورة.. جيش مصر يظهر من جديد، على حدود مصر.. وكنت على حق يوم شعرت بالسعادة البالغة، لظهور الدبابات فى شوارع العريش.. كانت مؤشراً على أنها ظهرت ولن تعود.. ولا مانع أن يقول البعض إن زيادة القوات إجراء طبيعى، وفقاً لاتفاقية كامب ديفيد.. المهم عندى أن قوات عسكرية مصرية سوف تدخل إلى سيناء، بأعداد أكبر وتسليح أكثر تطوراً، لتعزيز الإجراءات الأمنية وحماية حدود مصر.. فضلاً عن مواجهة التهديدات الإرهابية.. وتتجدد الانتصارات كل يوم.. قل إن موقعة العلم كانت السبب.. قل إن الجيش يتحرك.. قل إن الثورة تعمل عمايلها.. قل كلها معاً.. لا يهم ..العبرة عندى بالنتائج! تصوروا أن باراك الذى لم يعتذر رسمياً وتأسف فقط، يسمح بتعديل الاتفاقية، ويسمح بأن تدفع مصر بآلاف الجنود إلى سيناء.. ليس فقط ولكن مسلحين بطائرات هليوكوبتر، ومدرعات لمواجهة ما وصفه بالتهديدات الإرهابية.. وتصوروا حين يقول: «أدرك خطورة إدخال قوات من الجيش المصرى إلى سيناء، وأعلم أن القوات التى ستدخل لن تغادر غالباً، لكن الضرورات الأمنية على الأرض تتطلب تنحية التفكير الاستراتيجى فى الوقت الحالى، كما أن الموافقة تهدف للحفاظ على العلاقات بين البلدين».. تصوروا هل فعل ذلك وهو هادئ؟.. أم فعل ذلك وهو يعرف أنه لا بديل عن هذا القرار؟! وأستغرب من الذين يقولون، إن إدخال الجنود أمر طبيعى، يتفق مع كامب ديفيد.. وأستغرب أنهم الآن يكتشفون أن بنود الاتفاقية تتضمن أنه فى حال حدوث أى متغير جديد على الأرض، يتم التنسيق بين الطرفين للتوصل إلى كيفية التعامل معه.. أستغرب لأن الاتفاقية كانت موجودة ولم تفعل قبل ذلك، رغم تكرار الحوادث على الحدود وفى الأنفاق.. الجديد فى القضية هو ثورة المصريين.. والاتجاه لضبط الإيقاع وتغيير خريطة المنطقة.. وطرح فكرة مصر أولاً.. هذا هو الفارق! فالاتفاقية كانت موجودة.. والبنود كانت تعطينا الحق، فى النظر فيها كل خمس سنوات.. إلا أن النظام السابق أهمل الاتفاقية، وأهمل التعديل واشترى دماغه.. حتى ترضى إسرائيل.. فلا عجب أن يتهم الثوار هذا النظام بالخيانة، وأن يتهموه بالعمالة.. عاشت ثورة المصريين.. وربنا يديم علينا الانتصارات.