خيار تل أبيب الآن! بقلم : محمد أمين الثلاثاء , 23 أغسطس 2011 12:37 الآن إسرائيل هى التى تتحدث عن الخيار الاستراتيجى.. والآن هى التى تسعى إلى استمرار السلام.. كانت تراه مجرد كلام.. تعبث على كيفها وتخترق الحدود.. وكانت تجد نظاماً يحمى إسرائيل.. تغير كل شيء وتغير النظام وسقط.. وسقطت معه غطرسة إسرائيل.. كل يوم اعتذار.. بعد الانتفاضة المصرية وحرق العلم، وإنزاله وتغييره بعلم مصر، وإعلان العمارة والسفارة منطقة محررة! لم يظهر مرشح رئاسى واحد، تحدث عن أمن سيناء، ولا مايجرى هناك من أحداث.. لا عن حرق الأقسام، ولا تحويل المنطقة إلى إمارة سلفية، عاصمتها العريش.. ولا أحد تحدث عن العملية نسر، التى استعد لها الجيش لاسترداد هيبة الدولة.. ولا أحد تحدث عن ضرورة تعديل كامب ديفيد لحماية أمن سيناء، بلاش إلغائها.. كل المرشحين التزموا بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية.. يا سلام! لا أحد منهم يريد أن يلعب فى هذه المنطقة، ولو على حساب هيبة الدولة المصرية، وكرامتها.. والسبب أنه لا يريد ان يغضب أمريكا، ولا يريد أن يستعدى عليه الأمريكان.. وإن كان المقابل أن يغمض عينيه، عن قطعة من لحمه وجسمه.. النغمة واحدة وهى الالتزام بالمعاهدات الدولية، والاتفاقيات الدولية.. وكنت قد استصرخت كل القوى أن تتحرك، ولو بتحريك الجيوش! وكانت المفاجأة أن الجيش تحرك فعلاً.. فى الوقت الذى ظن البعض أنه محظور على الجيش أن يتحرك.. بمقتضى اتفاقية كامب ديفيد.. خاصة فى المنطقة ج التى شهدت الأحداث الرهيبة.. ومن المؤكد أن أمراء السلف، كانوا يدركون أنهم بمنأى عن الجيش والشرطة، فى هذه المنطقة.. وخاب ظنهم وتجهزت القوات استعداداً للعملية «نسر».. ونزل قائد الجيش الثانى بنفسه! معنى هذا أن أمن سيناء، لا يعترف باتفاقيات ولا بحظر، ولا بمنطقة ج ولا بمنطقة أ.. الأمن أولاً وقبل أى شيء.. وقبل أى اتفاقيات.. لم يقل أحد بالغاء كامب ديفيد.. لكن لم تقل كامب ديفيد، أن نترك أرضنا وأمننا للكلاب المسعورة تارة.. ولأمراء السلف تارة أخرى.. وهذا هو ما لم يفهمه مرشحو الرئاسة.. الذين يلعبون فى المضمون فقط، ويحسبون الحسابات من الآن! وكان المجلس العسكرى عند حسن ظننا به.. وراح إلى هناك، يرد كرامة الدولة ويرد هيبتها.. الدول لا تعرف القصعة، ولا تعرف تبويس اللحى.. ولا ينبغى أن يكون اللين فى موضع الشدة.. كما لا ينبغى أن يكون اللين، هو سمة هذه الحكومة فى وقت ثورة.. ومن هنا وجدنا اللواء فريد حجازى، قائد الجيش الثانى، جنباً إلى جنب قادة الشرطة، وعلى رأسهم اللواء أحمد جمال الدين، مدير الأمن العام! فلا منعت كامب ديفيد وجود الجيش ولا ينبغى.. المهم متى يتحرك الجيش، ومتى يكون تحركه مقنعاً للطرف الآخر؟.. هل يتحرك للحرب أم لتأمين المنطقة وحماية الاستقرار فيها؟.. هذا هو السؤال الذى لا يفهمه معظم مرشحي الرئاسة، الملتزمين بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية.. فالمجلس العسكرى أيضاً ملتزم.. لكنه يلتزم أكثر بتأمين البلاد.. ويلتزم أكثر باستقرار سيناء! إسرائيل ليست « بعبع».. ولا اتفاقية كامب ديفيد قيد لا نتجاوزه.. ولا أفهم هذه المقولة الببغاوية، التى يرددها المرشحون للرئاسة.. ولا أفهم ما معنى أن يقول البعض، لازم تشيلوا كامب ديفيد من دماغكم؟.. مع أن تل أبيب نفسها، لا مانع لديها من التفاوض والنقاش.. ومع أن السفير الأمريكى فلتمان قال: أمريكا ترحب بالتفاوض حول أمن سيناء، وإمكانية تعديل كامب ديفيد وارد.. وغير هذا سيعمل السفير من منازلهم!